لبنان

الخط الأزرق والخروقات الإسرائيلية في لبنان… أزمة متكررة وصمت دولي دائم

رغم التفاهمات الأخيرة التي توصل لها لبنان مع إسرائيل، والمتعلقة بترسيم الحدود البحرية، لا يزال الجيش الإسرائيلي ينتهك السيادة اللبنانية، حيث دائما ما يخترق المجال الجوي، وكذلك البحري.
وندد لبنان، قبل أيام، بقصف إسرائيل لسوريا عبر الأراضي اللبنانية، وقالت وزارة الخارجية اللبنانية إنها تحتفظ بحق تقديم شكوى لدى الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية تشكل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية.
ومن جانبه، طالب الجيش اللبناني الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية تجاه لبنان، وللخروقات المستمرة جوا وبحرا وأرضا، وذلك خلال اجتماع مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وطرح البعض تساؤلات بشأن استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، وموقف المجتمع الدولي، وإمكانية أن يتطور الأمر لمواجهة عسكرية بينهما في ظل الخروقات المتكررة.
اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن إسرائيل اعتادت التطاول على سيادة لبنان برا وبحرا وجوا، وليس هناك دورا للمجتمع الدولي أو لقوات الطوارئ الدولية أو لمجلس الأمن، لضبط التعديات الإسرائيلية على السيادة الوطنية للدولة اللبنانية.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن الرهان على المجتمع الدولي أو قرارات المنظمات الدولية ذات الصلة أو حتى مجلس الأمن، يمثل تجربة حاول لبنان خوضها فترة طويلة لكنها غير مجدية، ولا يمكنها ردع إسرائيل عن هذه التحركات.
وأكد أن الطريقة الوحيدة، التي يمكن تطبيقها والنجاح فيها على المستوى العملي، تفعيل دور سلاح المقاومة، الذي نجح في قرار ترسيم الحدود البري وفرض تحفظ لبنان على النقاط التي زعمت امتلاكها لها، وكذلك في البحر، جرى الترسيم مؤخرا بسبب العناصر التي تستخدم قوة السلاح، وفي الجو لم يجر بعد لكن ربما سيكون هناك عملية ومعركة في وقت قريب، يحضر فيه سلاح المقاومة كعنصر قوي ومحوري في يد لبنان، يمكن من خلاله لجم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وأوضح أن لبنان يمتلك عناصر قوة وعليه تفعيلها، والعودة إلى الثلاثية الذهبية التي أنجزت انتصارين في معارك سابقة، وألزمت إسرائيل بالاستجابة لشروط الحد الأدنى، التي توافق عليها اللبنانيون في الترسيم البحري.
بدوره، اعتبر أسامة وهبي، الناشط المدني اللبناني، أن الاختراقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، لا تقتصر على البر فقط بل في البحر والجو، ودائما ما يخترق الطيران الإسرائيلي الأجواء الجوية بشكل شبه يومي، والمجتمع الدولي صامت لأن أغلبية هذه الدول الغربية تعتبر أن أمن إسرائيل فوق كل اعتبار وبأن هذه الخروقات تؤمن مصلحة إسرائيل وتحفظ أمنها.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحدود والسيادة اللبنانية، باتت من الأمور الاعتيادية في لبنان، وبات من الطبيعي أن نرى بشكل يومي الطيران الإسرائيلي في الأجواء، بدون أي ردة فعل دولية أو أممية أو حتى لبنانية، حيث أصبحت السلطات المحلية معتادة على هذه الخروقات.
ويستبعد وهبي أن تشكل هذه الخروقات منعطفا أو تفرض واقع أمر جديدا، فأمور أصبحت شبه روتينية وليس لها أي تداعيات على الأرض بشكل مفاجئ، إلا إذا كان هناك اعتداءات بشكل عسكري على الحدود اللبنانية أو القرى اللبنانية.
وأكد أن مرحلة ما بعد الترسيم تعني بأن الحروب بين لبنان وإسرائيل مستبعدة في هذه الأوقات، لا سيما مع وجود ضمانات أمريكية ودولية وتعهدات من قبل بيروت وتل أبيب باحترام اتفاقيات الترسيم، لذلك الوضع سيبقى قائما والخروقات ستتكرر، ولن تعكر السلم الموجود على الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ العام 2006.
وقال الجيش اللبناني، في بيان له، إنه عقد اجتماعا ثلاثيًا في رأس الناقورة برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء أرولدو لازارو، ووفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوة الأمم المتحدة العميد منير شحادة، وتطرق الجانب اللبناني إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية والمتكررة للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا.
وأعاد البيان التأكيد على التزام لبنان بالقرار 1701 وجميع مدرجاته، كما دعا الأمم المتحدة لممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل من أجل كبح ممارساتها العدائية.
وأشار الجيش اللبناني إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة، مؤكدا على تحفظ لبنان على الخط الأزرق والمناطق الـ 17 حيث يوجد خرق دائم لهذا الخط.
ويقول لبنان إن إسرائيل تخرق أجواءه الجوية ومياهه الإقليمية بشكل شبه يومي، ويطالب الأمم المتحدة بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات، خاصة فيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي لسوريا عبر الأجواء اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى