لبنان

فنيانوس : واعون لأهمية سلامة قطاع الطيران وحمايته

افتتح وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس صباح اليوم، “المنتدى العالمي الخامس للأمن السيبراني” في “مركز طيران الشرق الأوسط للتدريب والمؤتمرات”، بتنظيم من المديرية العامة للطيران المدني ومركز سلامة الطيران، في حضور نخبة من الخبراء المحليين والأجانب، ممثلين عن الإتحاد الأوروبي، رئاسة مجلس الوزراء، الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع، مصرف لبنان، مصارف محلية ودولية، الجامعات، وشركات الطيران اللبنانية وشركات الخدمات الأرضية في مطار رفيق الحريري الدولي والأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى عدد كبير من المؤسسات الخاصة، وذلك من اجل رفع مستوى الوعي لدى المؤسسات والمنظمات والأفراد، وتطوير البنية التحتية الرقمية الخاصة بالإتصالات وتقنية المعلومات وتفعيل التعاون بين الوزارات المختصة والأجهزة الأمنية، والقطاعات الخاصة لتعزيز الحماية السيبرانية.

وأوضح الوزير فنيانوس في كلمة ألقاها أن “مؤتمر اليوم يأتي مباشرة بعد اقرار الحكومة للإستراتجية الوطنية للأمن السيبراني في 29 آب الماضي، إستجابة لإعلان باريس للأمن وسلامة الفضاء السيبراني”، وقال: “عندما بدأت أجهزة الكمبيوتر بمختلف أنواعها والأجهزة المحمولة باحتواء معلومات مهمة، وعندما ارتبطت هذه الأجهزة بشبكة الإنترنت واعتمد الناس عليها فى حياتهم اليومية وفي أعمالهم وتنمية تجارتهم واستخدموها فى التعليم والتواصل الإجتماعي وإنهاء إجراءاتهم الحكومية، واستخدموا هذه الأجهزة في مهام عديدة ومختلفة، أصبحت معلوماتهم الحساسة والبالغة الأهمية معرضة للخطر عن طريق الإختراق والإستيلاء، وبدأ القلق الفعلي والجدي على أمن هذه المعلومات والأجهزة التى تعالجها وتخزنها وتنقلها، فتم التفكير فى حماية هذه الأجهزة وحماية المعلومات الموجودة فيها”.

أضاف: “من هنا جاءت أهمية الأمن السيبراني، الذي هو أمن المعلومات على أجهزة وشبكات الأنظمة الالكترونية، والعمليات والآليات التي يتم من خلالها حماية معدات الأنظمة الالكترونية والمعلومات والخدمات من أي تدخل غير مقصود أو غير مصرح به أو تغيير أو إختلاف قد يحدث، حيث يتم إستخدام مجموعة من الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية لمنع الاستخدام غير المصرح به، ومنع سوء الإستغلال وإستعادة المعلومات الإلكترونية ونظم الإتصالات والمعلومات التي تحتويها”.

وأكد أن “الامن السيبراني هو سلاح استراتيجي بيد الحكومات والأفراد، لا سيما أن الحرب السيبرانية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الأساليب الحديثة للحروب والهجمات بين الدول، هو المجال الجديد الخامس للحروب الحديثة بعد البر والبحر والجو والفضاء الحقيقي”.

واعتبر ان “قطاع الطيران المدني في العالم اصبح معرضا لكثير من المخاطر التي يأتي على رأسها تهديدات الأمن السيبراني، وتوجد نقاط عديدة في مجال النقل الجوي تكون معرضة للهجوم والقرصنة الإلكترونية من قبل الإرهابيين، تبدأ من صناعة الطائرة ذاتها ومعداتها إلى أي مرحلة من مراحل عملها. فالإرهاب الإلكتروني، سواء قام به أفراد أو جماعات أو دول، يمكن أن يستهدف النظم الإلكترونية التي تطور الأجهزة والبرامج المستخدمة في المطارات”.

وتابع: “ان الطائرات تشتمل على شبكة معقدة من المكونات وروابط الاتصال وأجهزة الاستشعار، والتي تكون معرضة للهجمات الإلكترونية، سواء بالقرصنة أو التشويش. وبالتالي، يمكن للهجمات الإلكترونية أن تشل حركة الطيران المدني، بما في ذلك اختراق أنظمة الطيران الملاحية الإلكترونية، والتدخل في نظم الرادار والاتصالات، وتعطيل نظم متعددة في المطارات”.

ورأى أن “الارهاب الرقمي أصبح متمكنا تقنيا وماديا وبشكل تصاعدي يتخطى سرعة تطور المؤسسات. والخوف من إختراق أنظمة الطائرات، يجعل حماية هذا القطاع وتحصينه هدفا يدفع الدول إلى تبني إجراءات على المستوى الداخلي، وأيضا التنسيق المشترك في ما بينها، لتطبيق استراتيجيات دولية تضمن مقاومته لتهديدات الإختراق والقرصنة الإلكترونية”.

وقال: “تتزايد أهمية هذه التدابير الاحترازية في ظل الطبيعة التكنولوجية للطيران المدني، فضلا عن دوره في الاقتصاد العالمي، حيث وصل حجم مساهمة هذا القطاع الحيوي في الدخل القومي العالمي إلى أكثر من 2.7 تريليون دولار، ويعمل به حوالى 10 ملايين شخص”.

وشدد على أن “الأمن السيبراني هو مسؤولية الجميع ويتطلب إشراك جميع القطاعات ذات الصلة بهدف: تطبيق الإستراتجية الوطنية لأمن الفضاء السيبراني التي تم إعتمادها في مجلس الوزراء مؤخرا، وضع أسس تعاون وطني بين الحكومة والقطاع العام والخاص، خلق القدرات الوطنية لإدارة الحوادث عبر إنشاء مركز وطني للاستجابة لحوادث الأنظمة الالكترونية لمواجهة المخاطر، إنشاء مركز الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي (CERT)، نشر ثقافة وطنية تعنى بأمن الفضاء السيبراني، حماية الفضاء الالكتروني الحكومي والتنسيق والتعاون مع الجهات الإقليمية والدولية”.

وقال: “من هنا تأتي أهمية إستضافة لبنان لهذا المنتدى الدولي، الذي يعتبر مؤشرا قويا على مدى جديتنا وإلتزامنا تجاه أمننا السيبراني، والذي أصبح جزءا لا يتجزأ من الأمن الإستراتيجي على مستوى العالم. ونؤكد مجددا على حرصنا ووعينا التام لأهمية أمن وسلامة قطاع الطيران وحمايته من هذا النوع من المخاطر”.

وختم: “أتمنى أن يخرج هذا المنتدى بتوصيات مهمة نقدمها للدولة ومؤسساتها ونعمل على تنفيذها، آملين أن نكون على مستوى هذه التحديات”.

قدوحة
ترأس المؤتمر رئيس مصلحة سلامة الطيران في المديرية العامة للطيران المدني الدكتور عمر قدوحة، الذي أكد “ضرروة تطبيق استراتيجية الأمن السيبراني المتعلقة بالطيران وهدفها منع التدخل في أنظمة المعلومات والإتصالات ووضع أنظمة وخطط واضحة لمواجهة المخاطر وتحديد دور كل من الحكومة والمؤسسات والمنظمات المختصة وذلك لإستمرار التشغيل الآمن للطيران المدني”.

وقال: “إن إعتماد المجتمعات الحديثة بشكل متنامي على تكنولوجيات الإتصالات والمعلومات المتصلة بالشبكة العالمية، ترافقه مجموعة من المخاطر الناشئة والمحتملة التي تهدد وبشكل أساسي الشبكة وأمن المعلومات. كما يشمل الأمن السيبراني أمن المعلومات على أجهزة وشبكات الحاسب الآلي، بما في ذلك العمليات والآليات التي يتم من خلالها حماية الأنظمة الألكترونية والمعلومات والخدمات من أي تدخل غير مقصود أو غير مصرح به أو تغيير أو إتلاف قد يحدث”.

أضاف: “لم يعد مستغربا أن يشكل الأمن السيبراني جزءا أساسيا من أي سياسة أمنية وطنية، حيث وفي كثير من دول العالم المتقدم، أصبحوا يصنفون مسائل الدفاع السيبراني أو الأمن السيبراني كأولوية في سياساتهم الدفاعية الوطنية”.

ولفت الى أن “الأمن السيبراني الوطني يعتمد على مزيج مركب من التحديات التقنية، السياسية الإجتماعية والثقافية. ويقوم على الركائز الخمسة الاتية: تطوير إستراتجية وطنية للأمن السيبراني وحماية البنية التحتية للمعلومات الحساسة، إنشاء تعاون وطني بين الحكومة ومجتمع صناعة الاتصالات والمعلومات، ردع الجريمة السيبرانية، خلق قدرات وطنية لإدارة حوادث الأنظمة الألكترونية وتحفيز ثقافة وطنية للأمن السيبراني”.
وشدد على ان “شبكة النقل الجوي أمرا ضروريا للاقتصاد العالمي وأساسا للتجارة الدولية والسياحة والإستثمار والإزدهار. ويمكن لأي تعطل لكفاءتها أن يؤدي إلى إضطراب إقتصادي وإجتماعي لا يستهان به في جميع أنحاء العالم”.

عويدات
كما عرضت المنسق الوطني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات – اللجنة الفنية الوزارية في رئاسة مجلس الوزراء الدكتورة لينا عويدات “بنود الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في لبنان وبينت دور الحكومة اللبنانية في هذا الموضوع”.

شمس الدين
أما العميد وجدي شمس الدين من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع، فقد تحدث عن وكالات تطبيق الأمن السيبراني وكيفية تنفيذها للقانون وضرورة التنسيق الوطني بين جميع المؤسسات.

قاسم
وشرحت كبيرة مسؤولي تنظيم التجارة الدولية/مستشارة قانونية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة ليندا قاسم، “الجوانب القانونية للأمن السيبراني في لبنان.

لبس
وفصل المدير التنفيذ ورئيس وحدة تقنية المعلومات في SIC- بنك لبنان ناصر لبس القضايا الأساسية والحلول الممكنة لتحقيق الأمن السيبراني.

الأشقر
أما رئيسة جمعية تكنولوجيا المعلومات اللبنانية (LITA) البروفيسورة منى الأشقر جبور، فشرحت النهج القانوني لتطبيق الأمن السيبراني في قطاع الطيران المدني.

وناقش رئيس تكنولوجيا المعلومات في فرع المعلومات وممثل قوى الأمن الداخلي في لجنة الأمن السيبراني الوطنية في لبنان المقدم خالد يوسف، الأهمية والنطاقات والتحديات لضبط التحكم السيبراني، بالاضافة إلى التهديدات الإستخبارية في لبنان.

تخلل المنتدى مداخلة لخبير مكافحة الإرهاب من وفد الإتحاد الأوروبي في لبنان جيروم ريبولت-جيلارد، حول الأمن السيبراني لمكافحة الاحتيال وغسل الأموال.

كما تضمن مداخلات عدة ومناقشات عملية حول طرق حماية الشبكات والأجهزة والبرامج من أي نوع من الهجمات الإلكترونية التي تشكل خطرا على الشركات كافة.

توصيات
وقد أسهم المنتدى في فتح آفاق جديدة للأمن السيبراني من ناحية رفع مستوى الوعي لدى المؤسسات والمنظمات والأفراد، ووضع توصيات جديدة منها:
– تعدديل القوانين المختصة بشكل يتلاءم مع التحديات الجديدة التي يفرضها الفضاء السيبراني.
– ضرورة تطبيق الإستراتيجيات والإجراءات الدفاعية لحماية الشبكات والبيانات الإلكترونية، ومتابعة تنفيذها.
– تطوير البنية التحتية الرقمية الخاصة بالإتصالات وتقنية المعلومات وتفعيل التعاون بين الوزارات المختصة والأجهزة الأمنية، والقطاعات الخاصة لتعزيز الحماية السيبرانية.
– تأمين الموارد وإعداد التدريبات اللازمة من خلال تنظيم ورش عمل وندوات متخصصة وإطلاق حملات توعية.
– تكثيف التعاون مع المجتمع الدولي للحد من المخاطر السيبرانية.

– ترشيد استخدم الإنترنت وتطوير أنظمة الحماية.
– الإبلاغ، وبشكل إلزامي، عن الحوادث وتبادل المعلومات.

وقدم رئيس المؤتمر عمر قدوحة درعا للوزير فنيانوس.

المصدر : المردة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى