عربي و دولي

قداسة البابا: لنعش بتواضع وفرح متحررين من أنفسنا

تخصص الصحافة الإيطالية والأوروبية مساحات واسعة للزيارات واللقاءات والقداديس التي يقوم بها قداسة البابا فرنسيس. ويعود السبب إلى أن معظم الاعلاميين ولاسيما المعتمدين لدى الكرسي الرسولي يتفقون على أن الحبر الأعظم يعتبر أهم شخصية عالمية عرفها العالم عام 2021.

لذلك خصصت الصحافة الإيطالية مساحات واسعة صباح اليوم، لصلاة التبشير الملائكي للبابا، ظهر أمس، لمناسبة عيد سيدة الحبل بلا دنس، مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وبينهم عدد من أفراد الجالية اللبنانية.

وقبل الصلاة، ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: “يدخلنا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجيا اليوم، عيد الحبل الطاهر بسيدتنا الطوباوية مريم البتول، إلى منزلها في الناصرة، حيث نالت إعلان الملاك. داخل جدران بيتها يظهر الإنسان على حقيقته أفضل من أي مكان آخر. وفي هذه الحميمية البيتية، يعطينا الإنجيل تفصيلاً يظهر جمال قلب مريم”.

أضاف: “لنتذكر أن يسوع لم يكن رقيقاً مع الذين يذهبون بحثاً عن التحيات في الساحات، والإطراء، ويسعون لكي يراهم الناس. أما مريم، فلا ترفع نفسها، بل تضطرب، وبدلاً من أن تتنعم شعرت بالدهشة. لقد بدت تحية الملاك بالنسبة اليها أكبر منها. لماذا؟ لأنها تشعر بأنها صغيرة في داخلها، وهذا الصغر وهذا التواضع يجذب نظر الله”.

وتابع: “هكذا نرى داخل جدران بيت الناصرة سمة رائعة لقلب مريم، التي إذ نالت أسمى المجاملات، اضطربت لأنها لم يكن بإمكانها أن تنسب إلى نفسها ما قد سمعت أنه وجه إليها. إن مريم في الواقع، لا تنسب إلى نفسها أي امتيازات، ولا تدعي أي شيء، ولا تنسب شيئاً إلى استحقاقها. لا ترضى بنفسها ولا ترفع نفسها لأنها بتواضعها تعرف أنها تنال كل شيء من الله، وبالتالي فهي متحررة من نفسها وموجهة نحو الله والآخرين”.

وخلص إلى القول: “لنطلب من العذراء نعمة أن تحررنا من الفكرة المضللة بأن الإنجيل أمر والحياة أمر آخر، وأن تشعل فينا الحماسة لمثال القداسة، التي ليست مسألة بطاقات مقدسة وصور قديسين صغيرة، وإنما أن نعيش كل يوم ما يحدث لنا بتواضع وفرح، متحررين من أنفسنا، وأعيننا موجهة نحو الله والقريب الذي نلتقي به”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى