السيد نصرالله: الكل يجمع أنّ المدخل الذي يساعد ويضع الأمور على طريق الحلّ هو تشكيل الحكومة
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “الكل يجمع أنّ المدخل الذي يساعد ويضع الأمور على طريق الحلّ هو تشكيل الحكومة”، مضيفاً: “نحن لسنا في موضع اليأس وخلال هذين اليومين هناك جهود جادة وجماعية للتعاون لتذليل ما تبقى من العقبات في مسار التشكيل والبلد استنفد روحه وآن الأوان للذهاب لمعالجة حقيقية للمشاكل”.
وخلال الحفل التأبيني الذي أقامه “حزب الله” للقاضي الشيخ أحمد الزين، أشار نصرالله إلى أنه “من الواضح أنّ أولوية الولايات المتحدة هي الصين وروسيا وهناك جهد أميركي حتى لا يتكوّن ائتلاف تكون فيه إيران مع الصين وروسيا وبالتالي هناك سعي لمعالجة الإتفاق النووي مع التأكيد على الدبلوماسية نتيجة قوة إيران وليس كرم أخلاق من أميركا وما لم تعطه إيران لترامب لن تعطيه اليوم”.
وأكَّد الأمين العام لحزب الله أنَّ “هناك حرباً إعلاميةً وسياسيةً على المجاهدين في اليمن من خلال تصوير المشهد بشكل خاطئ والقول بأن السعودية تريد وقف الحرب وأنصار الله يرفضون وقفها”.
وشدَّد على أنَّ “ما عُرض على اليمنيين هو خداعٌ وتضليل وهو وقف إطلاق النار مع استمرار أشكال الحرب لا ينطلي على أطفال اليمن”، داعياً “السعودية وأميركا لإدراك أنَّهم يضيِّعون الوقت بعد اختبارهم اليمنيين الذين لن يُخدعوا”، مشيراً إلى أنَّ وقف إطلاق النار من دون رفع الحصار يعكس الرغبة في تحقيق ما عجزوا عنه في الميدان العسكري.
واعتبر أنَّ المبادرات المقدَّمة هي دعوة لحوار تحت ضغط الجوع والمرض، بينما ما يطلبه اليمنيون هو “وقفٌ عسكري إنساني” للحرب على بلادهم.
وجدَّد السيد نصرالله التعزية والمواساة في ذكرى رحيل رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين.
وأكَّد أنَّه كان نموذجاً راقياً ومتقدِّماً ورفيعاً من الإيمان والتدين والعلم والاخلاص، ونموذجاً للمقاوم والمجاهد والثائر والواضح في الموقف والرؤية والشجاعة، مُضيفاً أنَّ الراحل كان راسخاً وثابتاً في طريق الوحدة والمقاومة.
ورأى أنَّ اليوم هناك من بدَّله الإحباط الشخصي واليأس وأموال البترول والسلطة، بينما هناك مبنى فكري وعلمي وفقهي وشرعي انطلق منه الشيخ أحمد الزين وسار على هذا الخط وثبت عليه.
ولفت نصرالله إلى أنَّ الشيخ الراحل وضع أمامه ثوابت فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني والأرض المحتلة من البحر إلى النهر، وحمل قضية مواجهة المشروع الاسرائيلي الأميركي للهيمنة على المنطقة.
وذكر أنَّ الراحل كان منذ البداية وحتى النهاية مع فلسطين ومن يقف معها وضدَّ تصفية قضيَّتها.
وأوضح أنَّ الشيخ أحمد وقف مع كل المقاومين والعلماء وكان سنداً وداعماً وقدَّم كل إمكاناته من أجل المقاومة، مؤكداً أنَّه وقف منذ البداية مع الثورة الإسلامية في إيران لأنَّها وقفت إلى جانب فلسطين.
وشدَّد على أنَّ الموقف الأصعب بالنسبة للشيخ أحمد الزين كان في سوريا وقد تحمَّل من أجله الكثير، وأدرك أنَّ أهمَّ الإستهدافات لسوريا كان من أجل فلسطين والمقاومة.
وأضاف السيد نصر الله أنَّ الشيخ الراحل رفض ممارسة السلطات في البحرين والحرب على اليمن رغم كل الضغوطات، حيث كان من العلماء الذين كشفوا تضليل وأكاذيب ما تردَّد عن مذهبية تلك الحرب.
وأوضح أنَّه في المرحلة الأخيرة كان لموقف الشيخ الزين وأمثاله من العلماء أهمية كبيرة، حيث أدى العلماء دوراً تاريخياً في وأد الفتنة التي سعت إليها دولٌ متآمرة.
وأكَّد أنَّه في كثيرٍ من الدول حاول المتآمرون أن يأخذوا ما يحصل إلى فتنةٍ سنيةٍ شيعيةٍ في سوريا واليمن والعراق ولبنان وغيرها، فهناك من حاول تحريف المعارك إلى حربٍ مذهبيةٍ وهذا كان الأخطر والأصعب.
واعتبر السيد نصرالله أنَّ من كسر عين الفتنة في هذه الحرب هم النخبة السنية الرائعة والمتميزة ومن كبار هذه النخبة كان الشيخ أحمد الزين.