لبنان

المرتضى: التطبيع الذي ندعو إليه هو بإجتثاث الإحتلال وتحرير الأرض وإسترجاع الحقوق

أضاف: “إن التطبيع الحقيقي، الذي أدعو اليه، وأرى أنه لا محيد عنه، يكون بإعادة الأمور إلى طبيعتها، أي بإجتثاث الإحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق، فلا للتسليم بالإحتلال أو لتسويق العلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية معه”.
وإذ لفت إلى “أهمية القضية الفلسطينية  على مر الزمن”، قال: “مذ كنا صغاراً استولت فلسطين على أحلامنا، تسللت إلينا من بين المواجع، أدمنت حضوراً في العقل والقلب والمفاصل، لكن فلسطين لا تمثل حمى المرض، هي حمى الوعي في طول الطريق وبعد المسافة، وفي هذا الخضم الذي يغور فيه الشرق وتذوي فيه المذاهب”.
أضاف: “منذ ما يقرب من قرن من الزمن وفلسطين القضية والشعب والمآل تختصر كل التاريخ في هذه المنطقة، وتدور كل حلقات السياسة حولها وفيها ومعها، فما من شاردة وواردة إلا ولفلسطين علاقة بها، وما من جرحٍ إلا وهو مفتوح على جراحاتها وآلامها، وحتى مواسم الفرح باتت مواسمها، وإذا زغرد في الجنوب السلاح وارتفعت الهام في كل ناح فالوجهة فلسطين والقبلة فلسطين”.
وتابع: “يقولون لنا لماذا نكون ملكيين أكثر من الملك، فبعض من ينتمي إليها قد تناساها، وقضيتها قد أصبحت في عداد الأموات. يقولون هذا، لكن فلسطين القضية عصية على الموت. أما الدليل الساطع على حياتها فيد فتاة في حي الجراح أو زغردة لبندقيٍ من شيخ، أو انتفاضة معتقَل، أو شاب يقف حاملا كل عزم أهلها ثم يهرول – مقتحما – إلى الجنة. ولذلك، كنت أردد مع نفسي في دواخلها ومع من عاش عمق الإنتماء للوطن وللقضية وللحرية، أن فلسطين دائما تبقى هي المطهر، وأننا كأفراد وكجماعات وكمكونات نتطهر ونطهر عندما ندنو من فلسطين”.
وأردف: “هذا ليس كلام الشعر، ولا هي أحلام المرهقين الذين يهربون إلى الكلمات حين يصدمهم الواقع بكمائنه وأحداثه، بل هي الحقيقة السياسية الأنصع والأكثر حضوراً في المنطقة مهما قامت من حولنا التهاويل، وضربت من حولنا الأحابيل. إنه التاريخ، وكذلك الجغرافيا التي تأبى أن تكون أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين في قبضة شذاذ الآفاق ومزوري التاريخ”.
وقال: “أرتجف حين أقرأ: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، وأنا أهيم في كل هذه الأحداث التي تترآى، وأتأمل في هذه العلاقة التي أرادها الله أن تكون بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، لأرى الجغرافيا في حركة التاريخ وأرى الماضي في مرآة الحاضر”.
وذكر المرتضى بما يعانيه الشعب الفلسطيني وقال: ” عندما ألمح صورة ذلك الفتى الشهيد الذي كان يقبض على حجره ويواجه “الميركافا” وجها لوجه ويصرع تطورها قبل أن يصرع، كنت أتصفح في وجهه مساراتِنا وغاياتنا، وفي الوقت نفسه أقرأ في وجهه وجوه فتية فلسطين وشبابها وشيبها وفتياتها وأمهاتها، وامعن في ثقل المسؤولية الملقاة على هذا الشعب الذي اجتمعت عليه شعوب الدنيا، كما تجتمع الأكلةُ على قصعتها، وظل صامداً أبيا يشتعل بين المرحلة والأخرى فيوقد لهيب القضية التي أراد معظم من في الارض انهاءها وأبت على كل الظالمين.”
وتوجه الى الشعب الفلسطيني قائلاً: “مسؤوليتكم أن تحفظوا القضية لتبقى مشتعلة وحية من خلال حفظ الهوية وتعليم كل طفل فلسطيني يولد في الشتات، أينما كان هذا الشتات، أن جذوره في فلسطين وهويته فلسطين وقبلته السياسية فلسطين، فنحن نريد أن نهزم المغتصبين في ألا يقبضوا على التاريخ حتى لا يستولوا على الحاضر ويسرقوا المستقبل”.
كما وحثهم على حفظ تراثهم، “لان ما يعيشه كل شعب في تراكماته التراثية يمثل هويته التاريخية كما يحمل جيناته الابداعية التي لا غنى عنها. وما نعيشه من هذا التراكم في فلسطين في التراث الفلسطيني والهوية الفلسطينية الممزوجة بكل تلاوينها العربية والإسلامية والمسيحية والإنسانية، دليل على تلك الحضارة الضاربة جذورها في التاريخ والتي تأبى الانسلاخ والبيع والضياع”.
وقال في وصية الى فلسطينيي الشتات: “عليكم أنتم ايها الفلسطينيون في الشتات أن تتمسكوا في كل مفردات وتلاوين وملامح هذه الهوية وهذا التراث، أن يعيش الفولكلور الفلسطيني في مناسباتكم، وأن تعيشوا في روح الريف الفلسطيني في عجينه وتنوره وخبزه وملحه.أحيوا سهريات نابلس وحيفا واللد وصفد وجنين وكل الأسماء الأخرى من اسماء مدنكم وقراكم، التي هي منارات في الوعي ومزارات في الفكر.قصوا على اولادكم حكايات جدودكم عن فلسطين، أعيدوا كل تواشيحها والعتابا وأناشيدها والأهازيج، الحلوى الفلسطينية والأكلات والطبخات المميزة بنكهتها المزوجة  بعبير العزة، اجعلوها تنطق في مطابخكم وباحاتكم وفي كل مكان تنزلون فيه”.
اضاف: “الزيتون الفلسطيني الأشهر والأطهر في العالم وزيته الذي يرشح من شجرة مباركة، قدموه على موائد الوعي قبل موائد الطعام. أقيموا المعارض لهذا التراث المزدحم بعبق التاريخ، حافظوا على تلك العادات التي تجعل لكم بصمة مميزة ومختلفة، علموا أولادكم أن يعلموا أحفادكم كيف يقرأوا في كتاب فلسطين كله.احملوا بأيديكم صور العملة الفلسطينية الاولى،  مرجحوا لنا بالكوفية التي لا يوجد رمز للحرية في العالم يدانيها”.
وختم: “أما المفاتيح التي تزين أيدي آبائكم وجدودكم،  هذه التي أراها في الشاشات تلمع في التاريخ وتطل على الحاضر، طوفوا بها العالم، أظهروها حيثما كنتم وقولوا لكل أمم الأرض: سنرجع قريبا محررِين لنزرع قبلة الأحرار على خد امنا فلسطين، اللهم آمين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى