فتاة تدعو الحكومة البريطانية إلى تبني تعريف رسمي للإسلاموفوبيا
أطلقت ماز سليم، وهي ابنة رجل مسلم قتل على يد شخص أبيض متعصب أثناء عودته إلى منزله من صلاة العشاء في مسجد ببرمنغهام ببريطانيا، حملة تدعو الحكومة إلى تبني تعريف رسمي للإسلاموفوبيا.
وبدأت ماز سليم بإطلاق حملة بعنوان “#IAmMohammedSaleem”، لتسليط الضوء على جرائم الكراهية المعادية للإسلام (الإسلاموفوبيا) والضغط على الحكومة البريطانية، حيث أن والدها محمد سليم (82 عاما) كان قد قُتل في أبريل 2013، على يد بافلو لابشين، الذي وضع فيما بعد ثلاث قنابل خارج مساجد في والسال وولفرهامبتون وتيبتون.
وعبر حملتها، تحث ماز الناس على نشر مقاطع فيديو قصيرة وشهادات على وسائل التواصل الاجتماعي طوال شهر أبريل، تتحدث علانية ضد الإسلاموفوبيا.
وقالت ماز سليم عن مقتل والدها: “كان هذا أحد أكبر الأعمال الإرهابية على أراضي المملكة المتحدة وحتى يومنا هذا، ليس لدى معظم الناس أي فكرة عن هذه الحالة، عندما تصل عناوين الأخبار المتعلقة بالإرهاب إلى شاشاتنا، فإنها غالبا ما تدور حول أولئك الذين يتعاطفون مع العقيدة الإسلامية، نادرا ما نسمع عن عنف لا يرحم، من العنصريين البيض الذين قتلوا أبي”.
وأضافت: “ستكون البداية المهمة للاعتراف الرسمي والقانوني برهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) من قبل حكومتنا”، لافتة إلى أن “تجاهل الإسلاموفوبيا كفئة، يعني تجاهل كل عمليات القتل الوحشية هذه للمسلمين، كما أنه يضعف العدالة بالنسبة لأفراد الأسرة الذين أقاموا الحداد”.
وتابعت: “بالنسبة لعائلتي، تتفاقم المعاناة بسبب الوصف غير الدقيق لقتل والدي، وفي كل مرة يتم فيها صرف النظر بسبب معلومات غير صحيحة، فإن ذلك يقوض وفاة والدي بشكل أكبر”.
وبحسب صحيفة “ذا غارديان”، وُصف محمد سليم، الذي كان لديه سبعة أبناء و 23 حفيدا، بأنه كان عضوا يحظى باحترام كبير في المجتمع.
من جهته،وأوضح متحدث باسم المجلس الإسلامي في بريطانيا قائلا: “الإسلاموفوبيا، تم تعريفها من قبل المجموعة البرلمانية المكونة من جميع الأحزاب بشأن الإسلاموفوبيا، وتم اعتمادها في المجتمع المدني ومعظم الأحزاب السياسية، باستثناء المحافظين..إنه إغفال صارخ من جانب حزبنا الحاكم الذي يجب أن يقود الكفاح ضد جميع أشكال التعصب الأعمى”.
وأكمل: “ربما يكون الأمر غير مفاجئ بالنظر إلى إنكار حزب المحافظين عندما يتعلق الأمر بالإسلاموفوبيا داخل صفوفه، وعدم استعداده الواضح للاعتراف بانتشار العنصرية المؤسسية في المملكة المتحدة..هناك أزمة ثقة داخل المجتمع المدني، صعودا وهبوطا، في هذه الحكومة في القضايا المتعلقة بالمسلمين..يجب أن نعمل معا من أجل معالجة هذا النوع من العنصرية، أينما طلت برأسها القبيح”.
أدين لابشين في محكمة أولد بيلي في أكتوبر 2013 بقتل محمد سليم، والتسبب في انفجار بقصد تعريض الحياة للخطر، والانخراط في سلوك التحضير لأعمال إرهابية، وحكم عليه بالسجن لمدة 40 عاما.
من جهة أخرى، قال القاضي سويني موجها كلامة للمتهم لابشين، في أثناء نطقه بالحكم عليه : “من الواضح أنك (يقصد بافلو لابشين) كنت تحمل آراء يمينية متطرفة ومتعصبة للعرق الأبيض”، وأضاف عن مقتل سليم: “الجريمة ارتكبت في سياق سلسلة من الأعمال الإرهابية”.
تجدر الإشارة إلى أن المجموعة البرلمانية المكونة من جميع الأحزاب والمعنية بالمسلمين البريطانيين أصدرت تقريرا في عام 2018، اقترحت فيه تعريفا عمليا للإسلاموفوبيا/الكراهية ضد المسلمين، وأوصت باعتماد هذا التعريف، مضيفة أن “الإسلاموفوبيا متجذرة في العنصرية، وهي نوع من العنصرية التي تستهدف التعبيرات عن الإسلام”.