التفتيش التربوي يُبرّر فوضى الامتحانات عبر “تيك توك”!

كتبت فاتن الحاج في الأخبار:
وبعد إثارة «الأخبار» لهذا الغياب «الفاقع»، ولا سيّما في مجمّع بئر حسن المهني، كان منتظراً أن يصدر توضيح عن المفتّشة العامة التربوية، فاتن جمعة، يشرح أسباب هذا الغياب، بدلاً من إعطاء الإذن للمفتّشة التربوية، لارا أبو شقرا، بالحديث إلى أحد الناشطين الذي يعمل بصفة «إعلامي» على «تيك توك».
وتبرير الفوضى بتزامن الامتحانات المهنية الرسمية مع الامتحانات الأكاديمية الرسمية، وعدم وجود عدد كافٍ من المفتّشين لتغطية كل المراكز، علماً أنّ المرحلة الأولى من الامتحانات المخصّصة للبكالوريا الفنية تزامنت هي الأخرى مع الامتحانات الأكاديمية، ومع ذلك حضر التفتيش إلى المراكز، خلال زيارة وزيرة التربية ريما كرامي لها.
ورغم محاولات «الأخبار» المتكرّرة للتواصل مع المفتّشة العامة التربوية من أجل الوقوف على حقيقة ما حصل، إلا أنها لم تستطع الوصول إليها. وبدا لافتاً أن يجري الناشط المقابلة مع المفتّشة داخل حرم المجمع المهني الذي يقع ضمن مسؤولية المديرة العامة للتعليم المهني والتقني، هنادي بري.
ويشار في هذا السياق إلى أن الجهة الوحيدة التي يحق لها إصدار التصاريح للإعلاميين هي المدير العام للتربية – رئيس اللجان الفاحصة، بحسب مذكّرة التعليمات التي يرسلها المدير العام إلى رؤساء المراكز. لكن مصادر وزارة التربية أفادت بأن لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بدخول الناشط إلى المجمع المهني، مشيرةً إلى أن من أعطاه الإذن هو التفتيش التربوي.
والأغرب كان اختيار المفتّشة نفسها التي كُلّفت بزيارة أكثر من مركز في التعليم العام، فيما لازمت على مدى ثلاثة أيام من الامتحانات الأكاديمية مركزاً واحداً هو ثانوية برجا الرسمية. ولمّا سُئلت عن الموضوع، أجابت في المقطع المصوّر بأنها وجدت فوضى في المركز، وبقيت لمعالجتها.
إلّا أنّ إجابتها لم تُقنِع مراقبين للاستحقاق التربوي، والذين أشاروا إلى أنّ الفوضى لم تكن محصورة بمركز واحد، من المراكز الواقعة في إطار تكليفها. أمّا التذرُّع بالنقص في عدد المفتّشين، فلفت هؤلاء إلى أنه في الاستحقاقات الوطنية يمكن الاستعانة بكل كادر التفتيش الإداري والمالي والتربوي، على غرار الاستعانة بالتفتيش التربوي في الانتخابات البلدية والاختيارية الماضية. وسألوا: «لماذا لم تطلب جمعة من رئيس التفتيش المركزي تأمين مفتّشين لتغطية كل المراكز؟ وهل هو تقصير أم خضوع لأوامر بري نتيجة ارتباطهما بالجهة السياسية نفسها؟»، مستغربين «تغييب التفتيش التربوي لنفسه، واكتفاءه بالحضور على صفحات التواصل الاجتماعي»!