سوريا

مهرجان القطن… تقليد قديم يعود للحياة في سوريا

عاد إلى الحياة، أمس الخميس، تقليد عريق تميزت به مدينة حلب السورية “مهرجان القطن” بعد انقطاع دام أكثر من ثماني سنوات.

المهرجان الذي احتفل بانطلاق دورته السابعة والخمسين، وتواصلت فعالياته اليوم الجمعة، حيث تضمن عروضا فيلمية وأفلاما وثائقية عن تاريخ مهرجان القطن، وتكريما للفلاحين المتميزين، بالإضافة إلى عروض قدمتها كل من فرقة كورال أطفال حلب وفرقة المسرح الجوال الزراعي، بالإضافة لافتتاح معرض “من ذاكرة المهرجان”.

قال وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري المهندس أحمد القادري، في تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك”، أن المهرجان “هو تظاهرة اقتصادية تبرز به أهمية ودور محصول القطن في الاقتصاد السوري، كمحصول هام واستراتيجي، يؤمّن احتياجات المعامل السورية”.

وأضاف القادري “سوريا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك كامل السلسلة الإنتاجيّة الخاصة بمحصول القطن، والتي تبدأ من الزراعة ثم التصنيع والتسويق”، ولفت القادري إلى أنّ “القطن السوري يتميز بميزات مرغوبة لصناعة النسيج في دول العالم، لانها أقطان متوسطة التيلة” منوها إلى أن سوريا كانت قبل الحرب تصدر المحصول للكثير من دول العالم.

نوه القادري في تصريحه إلى أنّ “المهرجان هو تظاهرة اقتصادية اجتماعية، وهو فرح الفلاحين واحتفالهم بقطاف القطن، ونحاول مشاركة الفلاح هذا الفرح من خلال هذا المهرجان، فهو يحميل بين طياته الكثير من الأبعاد الاجتماعية والتاريخية والثقافية، ففرح الناس بعودة فعالياته بعد انقطاع 8 سنوات كان واضحاً، لارتباطه بتاريخ المدينة وعراقتها ومكانتها كعاصمة زراعية بالإضافة إلى أنها عاصمة اقتصادية، وانعكس هذا البعد الاجتماعي ضمن الفعاليات المختلفة والبروشورات التي عرضت وسجلت تاريخ المهرجان من أول انطلاقته عام 1954 حتى اليوم”.

وفي تعليقه على الأهمية الاقتصادية لزراعة القطن في حلب قال القادري: “إن وجود المساحات الزراعية من محصول القطن في مدينة حلب، وقربها من معامل الحلج والغزل والنسيج ، يكسبها أهية كبيرة من الناحية الاقتصادية، والتي انعكست أيضاً في المهرجان من خلال تنظيم مسيرة عربات تظهر كل الفعاليات التجارية والاقتصادية التي لها علاقة بزراعة القطن على مختلف مستويات العملية الانتاجية”

بين القادري أن محصول القطن تضرر مثل بقية المحاصيل الزراعية في البلاد “بسبب الحرب الظالمة على سوريا” وأكد على أن ووزارة الزراعة لديها رؤية لإعادة هذا المحصول إلى ألقه كما كان سابقا، مشيراً إلى إنجازات عديدة حققتها الوزارة بإنتاج أصناف جديدة من البذار ” لدينا عدة برامج لتطوير البذار من خلال هيئة البحوث العلمية الزراعية، ففي العام الماضي تم استنباط صنف جديد للمنطقة الوسطى من سوريا، تم تسميته (حلب 124) وهو من الأصناف المتأقلمة والمناسبة للظروف البيئية للمنطقة الوسطى، وتتميز بإنتاجيتها العالية”.

المميز في الأبحاث العلمية التي قامت بها هيئة البحوث العلمية الزراعية وإدارة بحوث القطن، والتي أشار إليها الوزير القادري في تصريحه “أنها استنبطت لكل محافظة صنف خاص يلائم بيئة هذه المحافظة، فمثلاً صنف خالص لدير الزور (دير 22 ) والحسكة (حلب 90) والرقة (رقة 5) وحلب (حلب 118) بالاضافة لأصناف المنطقة الوسطى وحلب 33 ، وكل هذه الأصناف تعتبر من الأصناف عالية الإنتاج وتتميز بأنها ملائمة للظروف البيئية السورية” وأضاف القادري أن هذا البرنامج يساهم بتطوير محصول القطن وزيادة إنتاجية ووحدة المساحة، مونوها إلى أنها منظومة متكاملة تبدأ من العمل بالحقل وصولا إلى التصنيع والتسويق للمنتج النهائي.

وأشار القادري إلى أنّ المهرجان يتم تنظيمه مرة كل عام في حين يعقد مؤتمر القطن مرة كل عامين، وهو مؤتمر علمي يتم فيه دراسة كل ما يتعلق بمحصول القطن من الناحية الفنية والعلمية من بداية العملية الإنتاجية وصولاً إلى آلة التصنيع.

ويرتبط مهرجان القطن في سورية بموسم حصاد القطن، الذي بدأت فعالياته منذ عام 1954، حيث كان سكان حلب يحتفلون في موسم القطاف، ويتخلل المهرجان حفل كرنفالي يمر من ساحة سعد الله الجابري، ويشارك في المهرجان العديد من الجهات العامة والخاصة.

واكتسبت حلب شهرة عالمية واسعة في خمسينيات القرن العشرين، في صناعة القطن، تضاهي صناعة النسيج الإنجليزية، لكن هذه الصناعة تأثرت بالفترة الأخيرة بالكثير من العوامل، تبدأ بالمناخية وتنتهي بالأزمة السورية، حيث تعمل الحكومة السورية من خلال وزارة الزراعة على إعادتها إلى ألقها السابق، حيث بلغت المساحات المزروعة بالقطن في سوريا لهذا العام بحسب “سانا” 33285 هكتارا ومن المتوقع أن تنتج هذه المساحات مئة ألف طن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى