جبق: همي الأساسي رفع السقوف المالية للمستشفيات البعيدة عن بيروت
افتتح وزير الصحة العامة جميل جبق مركز الأشعة الجديد في مركز بحنس الطبي في ضهر الصوان التابع لجمعية راهبات المحبة، بحضور وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، النواب هاغوب بقرادونيان، الياس حنكش، ادي ابي اللمع وفادي علامة، رئيس بلدية ضهر الصوان جوزف غبريل ممثلا النائب ابراهيم كنعان، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتاني والجسم الطبي والإداري في المركز وفاعليات.
افتتاحا النشيد الوطني، وبعد عرض وثائقي عن تاريخ المركز وأقسامه والخدمات التي يقدمها، ألقى مديره التنفيذي ميشال شاهين كلمة أكد فيها ان “هذا المركز العريق الذي يجمع في رحابه طاقما طبيا وتمريضيا وإداريا وبشريا مميزا ومتفوقا في كل المجالات، لا يعرف الكلل أو الملل، تواق دائما الى نهل العلم والمعرفة، والبحث عن كل ما هو جديد في سبيل تطوير المركز وخدمة المريض”.
وقال: “قسم الأشعة الجديد يقع في جناح ضمن مستشفى مار يوسف في مركز بحنس الطبي، الذي يضم أيضا مركز التأهيل الطبي والشلل الدماغي والعناية المستدامة، إضافة إلى مشغل للأجهزة الطبية، ويمتد قسم الأشعة على مساحة حوالى 400 متر مربع، وهو مجهز بجهاز رنين مغنطيسي IRM 1,5 وجهاز تصوير طبقي CTSCAN 32 وجهاز لفحص نسبة ترقق العضم وأجهزة تصوير شعاعي وULTRASON. هذه الأجهزة الحديثة المستخدمة في القسم داخل مركز بحنس الطبي تؤمن للمريض فحوصات وصور أشعة دقيقة، وهذا ما ينعكس إيجابا على سلامة تشخيص حالة المريض ليصار الى معالجته بشكل فعال”.
ميشاطي
ثم ألقت رئيسة المركز الأخت إنجيل ميشاطي كلمة رحبت فيها بجبق وقالت: “كما نقل المؤمن الجبل من مكانه متكلا على إيمانه بالله، هكذا نحن راهبات المحبة، فقد حولنا مصح بحنس المتواضع لمعالجة المصابين بالسل إلى مركز أهم وأكبر، وأعم فائدة لأهل المنطقة ولقاصدي العلاج فيه، من أينما أتوا”.
أضافت: “نحن اليوم نجتمع لنحتفل وإياكم بإفتتاح قسم الأشعة الجديد في مركز بحنس الطبي، سائرين على خطى مؤسسنا أب الفقراء القديس منصور دي بول، الذي أوصانا بوجوب الإنتشار لخدمة المحتاجين، عسى الله يخفف آلامهم وأوجاعهم”.
وشكرت الجسم الطبي والتمريضي والإداري في المركز على “تفانيهم في تخفيف أوجاع الناس وفي إبقاء هذا المركز في رسالته الإنسانية والإجتماعية الحية”.
هارون
ثم تحدث هارون عن “أهمية مستشفى بحنس وموقعه الجغرافي وتطوره على مر السنين، وتميزه بجودة خدماته وشموليتها وتجهيزه بأحدث المعدات وهو من أكبر المراكز الطبية في لبنان من حيث المساحة، ويوفر على أهالي المنطقة مشقة انتقالهم الى بيروت لإجراء فحوصات متقدمة”.
وقال: “ان هذا المركز بالرغم من الصعوبات المالية التي يمر بها كسائر المستشفيات في لبنان، يسعى للمحافظة على مستوى عال من الجودة، الا ان الازمة الحالية باتت بحاجة قصوى الى المعالجة لأنها تؤمن استمرارية العمل في هذه المؤسسات، فالديون المستحقة للمستشفيات في ذمة الجهات الضامنة الرسمية تعدت الفي مليار ليرة لبنانية وهي تتزايد يوما بعد يوم والدولة عاجزة عن تسديدها ولا حل في الافق لهذا الوضع الخطير”.
أضاف: “ان نقابة المستشفيات تحيي مبادرة رئيس الجمهورية وكذلك الجهود التي يقوم بهذا وزيرا الصحة والمالية لتأمين بعض من مستحقات المستشفيات، الا ان الوضع أصبح بحاحة الى إجراءات وإلى خطة متكاملة تضعها الحكومة مجتمعة لتأمين السيولة بشكل منتظم للمستشفيات تمكنها من حمل اعبائها وتسديد مستحقات الموردين الذين أصبحوا بدورهم عاجزين عن تأمين المواد اللازمة للمستشفيات في ظل تفاقم أزمة الدولار، ما يشكل خطرا على انهيار القطاع الاستشفائي، كما أن الضائقة المالية التي تضرب المواطنين زادت من حاجتهم للاستشفاء على نفقة وزارة الصحة في ظل سقوف مالية منخفضة”.
واشار الى ان “السقوف المالية للمستشفيات في المتن الشمالي نسبة الى عدد السكان هي الادنى بين سائر المناطق اللبنانية، لذلك لا بد من تسوية هذا الوضع على قاعدة المساواة بين المواطنين”.
جبق
وكانت كلمة لوزير الصحة علق فيها على عبارة “لا محبة من دون تواضع” التي وردت في الوثائقي، متوجها الى راهبات المحبة بالقول: “محبتكن للناس اكسبتكن عنوان راهبات المحبة لانكن متواضعات. وإحدى المستشفيات التي زرتها في لبنان خلال تولي وزارة الصحة هو مستشفى بحنس واعجبت بجماله فهو يشبه أي مستشفى في أوروبا يؤمن استشفاء صحيا سليما”.
اضاف: “أود ان اكون واضحا واقول الأمور كما هي، كلنا نعرف المشكلة المالية في الدولة اللبنانية والتقشف المالي بسبب الاعباء والديون المتراكمة علينا بسبب الركود الاقتصادي في البلد، لذلك كان لا بد للخروج من هذه الازمة من اعتماد التقشف المالي في البلد لتجاوز هذه الازمة المالية، وانعكس ذلك على كل القطاعات اللبنانية بما فيها القطاع الاستشفائي، وهناك مليون و800 الف مواطن علينا تغطيتهم للأسف ب475 مليار ليرة سنويا، وهناك جهات ضامنة تعمل في موضوع الاستشفاء وتضع حدودا لقطاعات او أدوية او عمليات محددة لا تلتزم بها لأنها تعتبرها مكلفة، لذلك تحال الى وزارة الصحة، وفي الوقت نفسه هناك مشكلة مع شركات التأمين فعندما يحتاج المريض الى علاج مكلف وخصوصا مرضى السرطان، يحال الى وزارة الصحة، بمعنى آخر ان وزارة الصحة أصبحت تتحمل أعباء جزء كبير من الشعب اللبناني تجاوز المليون و800 الف مواطن ليصبح مليونين و800الف مواطن بموازنة زهيدة”.
وقال: “انا اعرف صرخة المستشفيات ووجعها واحاول تذليلها في مجلس الوزراء للحصول على مبلغ اكبر لرفع السقوف المالية للمستشفيات، وهمي الأساسي كان رفع السقوف المالية للمستشفيات البعيدة عن بيروت، ففي بيروت عدد كبير من المستشفيات المجهزة ويمكن للمريض ان ينتقل من مستشفى الى آخر في حال انتهاء السقف المالي الموجود فيه، لذلك قررت رفع السقف المالي للمستشفيات الموجودة في الأطراف، واجتمعت مع نواب المتن، ونقلوا لي هاجسهم بان السقوف المالية لمستشفيات المتن منخفضة، لذلك أعدكم من هنا من بحنس اننا سنرفع السقوف المالية لأغلب المستشفيات في المنطقة، وسنبدأ من مركز بحنس بمضاعفة السقف المالي له في مطلع العام 2020 لانه يستحق، وهو مجهز ويقدم خدمات نوعية متخصصة لابناء المنطقة، وهذا ما يهمني. والأقسام الموجودة في بحنس، بعضها غير متعاقد مع وزارة الصحة، وسنعالج هذا الموضوع مع القيمين على المستشفى للتعاقد في كل الأقسام لاننا بحاجة إلى هذه المراكز المتخصصة”.
ونوه بقسم شلل الدماغ عند الأطفال وفريق العمل فيه، متمنيا “التعاون مع هذه المراكز المتخصصة ما يساهم في تخفيف آلام الشعب اللبناني”.
وختم جبق: “كنت قد رفعت شعار لا تقشف في الصحة، اليوم سأرفع شعارا آخر من بحنس، هو أن المرض والوجع لا يعرفان مذهبا ولا طائفة ولا دينا، أشعر وكأني انتمي الى راهبات المحبة لاني متواضع بمحبة الناس والتخفيف من آلامهم. أهنئكم بهذا المركز واشد على أيديكم وسنكون معا بمسيرة طويلة وسأعمل كل ما بوسعي لمستشفيات المتن وأبنائه”.
ثم قدمت شاهين وميشاطي درعا تقديرية لوزير الصحة، بعدها قطع جبق شريط الافتتاح وجال مع الرسميين والحضور في أقسامه وشرب الجميع نخب المناسبة.
المصدر : ليبانون فايلز