لبنان

الأخبار: كفرشوبا: خطوة البلدية حلقة من مسلسل مُتوَقَّع طويل وممتدّ

كتبت الأخبار: 

تتوالى التطورات في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في اتجاه يكرّس كسر الـ”ستاتيكو” الحدودي. فقد ‏شقّت جرّافة لبنانية تابعة لبلدية كفرشوبا، أمس، طريقاً ترابياً بمحاذاة “خط الانسحاب” في تلال كفرشوبا، عند الجدار الإسمنتي الذي بنته قوات الاحتلال في الأراضي المحتلة قبل يومين. ويربط الطريق الترابي المستحدث منطقتي بعثائيل وعزرائيل، ويصل إلى تقاطع موقع السماقة وبوابة حسن عبر طريق معبّد شقّته قوات الاحتلال قبل التحرير. وللمرة الأولى منذ عام 1978، تاريخ احتلال المنطقة، عبرت سيارات لبنانية الطريق الذي استحدثته “جرافة كفرشوبا”، فيما اكتفت القوات الإسرائيلية بالمراقبة والاستنفار عن بعد.

وقال رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري لـ”الأخبار” إنه “بعد سلسلة طويلة من استفزازات قوات الاحتلال في المنطقة منذ حزيران الماضي، من تجريف وتغيير لمعالم الأرض وتركيب أسلاك شائكة، قرّرت البلدية استحداث الطريق لربط بعثائيل بعزرائيل ومزارع شبعا، في الأراضي اللبنانية المحررة، وهي أقصر مسافة بين المنطقتين”. وأشار إلى “أننا نستفيد من تآكل الردع الإسرائيلي وانشغال إسرائيل بأوضاعها الداخلية ومواجهتها مع المقاومة الفلسطينية وعدم قدرتها على فتح جبهة مع لبنان، من أجل تحصيل حقوقنا، خصوصاً أن البعض يحاول ربط ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالجولان المحتل، فيما هي أراضٍ لبنانية محتلة ويشملها القرار 425، ولا مصلحة لنا بربطها بالجولان وتأجيل البحث فيها”.

خطوة بلدية كفرشوبا بفتح طريق بمحاذاة “خط الانسحاب” لم تأت رداً على بناء إسرائيل جداراً في المنطقة في جنح الظلام فحسب، بل هي حلقة من مسلسل مُتوَقَّع، طويل وممتد، من الخطوات المتراكمة التي تهدف، على ما يبدو، إلى خلق واقع جديد في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، تُلغى فيه “الاعتبارات” التقليدية التي حكمت الواقع الميداني هناك، خصوصاً لناحية حقيقة الموقف من “الحدود الوهمية” التي كانت قائمة، بصرف النظر عما إذا كانت “خطاً أزرق” أم “خط انسحاب”، وبشكل أخصّ في مناطق يعتبرها الجيش والشعب والمقاومة أراضيَ لبنانية محتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى