الرئيس الأسد خلال أداء اليمين الدستورية: واجب الدولة دعم أي مقاومة في سوريا ضد المحتل
قال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته إلى الشعب السوري، خلال مراسم أدائه اليمين الدستورية لولاية جديدة أمام أعضاء مجلس الشعب اليوم السبت، إنّ “الشعوب التي تعرف طريق الحرية لا تتعب في سبيل الدفاع عن حقوقها”.
وأضاف الأسد “أرادوا تقسيم البلاد فأطلق الشعب رصاصة الرحمة على مشاريعهم بوحدته”، مؤكداً أن “السوريين داخل وطنهم يزدادون تحدياً وصلابة”.
ورأى أن المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات الرئاسية “دليل على الوعي الوطني الكبير”، معتبراً أنه “كان رهان الأعداء على الخوف من الارهاب، أما اليوم فالرهان على تحويل المواطن إلى مرتزق”.
وإذ أكد أن “تجربة الانتخابات أثبتت أن الشعب هو الذي يعطي الشرعية للدولة”، شدد الأسد قائلاً: “لقد حققنا معاً المعادلة الوطنية، لأننا شعب متماسك ومتجانس”، مؤكداً أن “الشفافية أولوية المرحلة المقبلة وهي جوهر برنامج الإصلاح الإداري”.
وأشار الرئيس السوري إلى أن “الذين خطط لهم أن يكونوا ورقة ضد وطنهم تحولوا إلى رصيد للخارج يقدمون أنفسهم له”، لافتاً إلى أن “الوعي الشعبي الوطني هو حصننا والمعيار الذي نقيس به مدى قدرتنا وقوتنا”.
وتطرق الأسد إلى العملاء الذين يعملون بوساطة تركية على الأراضي السورية، وقال إن “بعضهم يعمل على طروحات للوصول إلى دستور يضع سوريا تحت رحمة الأجنبي”، معتبراً أن “كل طروحات ومحاولات العملاء تبخرت بفضل صمود الشعب السوري”.
وتابع، “أكبر سبب من أسباب الأزمة التي عشناها كان غياب القيم والأخلاق”، مشيراً إلى أن “من يفقد الانتماء لا خير فيه لبلده ولا أمان له تجاه مجتمعه”.
وتوجّه الرئيس السوري بتكرار دعوته إلى كل من غُرر به وراهن على سقوط الوطن أن يعود إليه، مكرراً: “نقول لمن غُرر به أنه تمّ استغلاله ضد بلده من قبل أعدائه، وأن الوطن هو الملجأ والحاضن والشعب كبير بقلبه ومسامح”.
الأسد أكد أن “المرحلة المقبلة ستشهد تحديثاً للقوانين، ومكافحة للفساد، وكشفاً للفاسدين، ولا تساهل في ذلك”.
ورأى أن “العالم اليوم غابة تشهد إسقاط دول، ودعم للإرهاب وترويض للشعوب عبر الحرب النفسية”.
واعتبر أن “هدف الحروب الحديثة هو الإنسان قبل الأرض، فمن يربح الإنسان يربح الحرب”.
الأسد أكد “ينتصر العدو عندما تقتنع الغالبية أن المقاومة كذبة، وردعها خيال وأن الازدهار في الانبطاح”.
وشدد قائلاً: “نخسر عندما نصدق أن النأي بالنفس هو سياسة، وأنه يقينا من الاضطراب في محيطنا”.
وإذ شدد “سنُهزم نفسياً وفكرياً إذا اعتقدنا أن انتماءنا القومي هو لحدود رسمها المحتل، وسنُهزم إذا خلطنا بين الانتماء العربي وبين حكومات مستعربة”، أكد أيضاً “سنُهزم أيضاً عندما نعتقد أن العروبة اختراع تبنته بعض الأحزاب ولم تعد مناسبة لمتطلبات العصر”.
كما كرر تأكيده أن “الانتماء أوسع من أن يحصر بدين أو مذهب أو مصلحة أو تاريخ أو جغرافيا”.
الرئيس السوري رأى أن”الحديث عن العروبة ليس قضية رأي نتفق أو نختلف معه أو ذوق يعجبنا أو لا بل هو قضية مصير”.
وتناول الأسد القضية الفلسطينية، وقال إن “أقرب القضايا إلينا هي قضية فلسطين والتزامنا بها ثابت لا تبدّله الظروف”.
وقال، “وضعنا نصب أعيننا تحرير ما تبقى من أرضنا من الارهاببين ورعاتهم الأتراك والأميركيين”، مضيفاً “واثقون بدور الأصدقاء كإيران وروسيا اللتين كان لوقوفهما معنا أثر كبير في التحرير”، أكد الأسد.
كما أكد الأسد على “واجب الدولة في دعم أي مقاومة في سوريا ضد المحتل”، لافتاً إلى أن “الفضل يبقى لمن حفظ الأرض وسقاها بدمه والعرفان لمن ربّاه على حب الوطن”.
الأسد تناول الوضع الاقتصادي في سوريا، وكشف أنه يتم حالياً بناء نحو 3000 مصنع للإنتاج في سوريا.
وفيما أكد أن “الحرب والحصار لم يتمكنا من وقف الاستثمار”، إلا أنه أشار إلى أن “الجزء الآخر من المشكلة مرتبط بتوفر الإرادة”، معتبراً أن الحصار هو “الفرصة الأكبر للتطوير بالاعتماد على القدرات الذاتية”.
وكشف الأسد أن “الأموال السورية المجمّدة في المصارف اللبنانية تقدر ما بين 40 مليار دولار و60 ملياراً”.
ورأى أن تخفيف العقبات ضروري “لكنه لا يعوّض عن زيادة الانتاج، وهي أساس تحسن الوضع المعيشي في سوريا.
ولفت إلى أن عنوان المرحلة المقبلة هو زيادة الانتاج، وأن دور الدولة هو تسهيل ذلك في مختلف القطاعات.
وشدد قائلاً إن “حلّ مشكلة الكهرباء أولويتنا جميعاً لانعكاس ذلك على الحياة وبيئة الاستثمارات”.
وأدّى الأسد اليمين الدستورية، في حفل دعيت إليه شخصيات سياسية وإعلامية محلية ودولية، إضافة إلى ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين في دمشق.
وفاز الأسد في 27 أيار/ مايو الماضي في الانتخابات الرئاسية السورية.
وأعلن رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ فوز الأسد في الانتخابات الرئاسية السورية بنسبة 95.1%.
وأجريت الانتخابات في 12 ألف مركز في مختلف أنحاء البلاد، وسط إقبال كثيف للناخبين في دمشق وحلب وحمص واللاذقية والساحل السوري.
وفي الشرق السوري تحدّى الناخبون مضايقات “قسد” وأقبلوا على الاقتراع بكثافة.
يُذكر أنّ الرئيس السوري وعقيلته أسماء الأسد أدليا بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
وكانت وسائل إعلام صينية أفادت قبل يومين بأن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، سيصل إلى دمشق، اليوم السبت في زيارةٍ هي الأولى من نوعها، يلتقي خلالها الرئيس الأسد، ووزير الخارجية فيصل المقداد، و “قد يحضر” أداء القسم الرئاسي للأسد.
وهنّأت وزارة الخارجية الصينية الرئيس الأسد بفوزه في الانتخابات بعد إعلان نتائجها.
وفي سياق آخر، حذّر مركز المصالحة الروسي في سوريا من تخطيط الإرهابيين لشنّ هجوم كيميائي على خط التماس في مناطق سراقب وخان شيخون بإدلب بمشاركة منظمة “الخوذ البيض”.
نائب رئيس المركز الروسي العميد البحري فاديم كوليت قال إن “الموعد المحتمل للهجوم يتزامن مع أداء الرئيس الأسد اليمين الدستورية”.
وأشار إلى أن “الخلايا الإرهابية النائمة في عدد من بلدات محافظة درعا تقوم بتجنيد مقاتلين جدد وتدريبهم على تنفيذ الأعمال التخريبية”.