لبنان

الجمهوريّة: إجتماعُ بكركي: الحديث عن “وثيقة تاريخية” تُحدّد مواقف الأحزاب المسيحية سابق لأوانه

كتبت الجمهوريّة: 

عُقد في الرابعة عصر امس اجتماع مسيحي في بكركي، بحثَ في وثيقة شارك في إعدادها ممثلون عن مختلف الكتل والاطراف المسيحية باستثناء تيار «المردة».

وقالت مصادر شاركت في الاجتماع وكانت على اطلاع واسع على ما سبقه من تحضيرات لـ«الجمهورية» انّ اللجنة ما زالت في بداية مهمتها، وانّ اجتماع الأمس هو الثاني لها بعد لقاء تمهيدي عقد الأسبوع الماضي في بداية مشوار قد يكون طويلا اكثر مما لا يتوقعه أي انسان.

وقالت المصادر ان الحديث عن «وثيقة تاريخية» تحدد مواقف الاحزاب المسيحية سابق لأوانه «لا بل هي مجرد اوهام تُعطي ما جرى حتى اليوم اهمية تفوق ما تحقق. فالورقة التي انطلق منها البحث جَمعت عناوين وطنية شتّى تلتقي حولها اكثرية لبنانية وتعارضها اقلية محدودة لا تتوافق واكثرية اللبنانيين، ذلك أنها تشكل لائحة طويلة من معاناة اللبنانيين جميعاً ولا تقف عند حدود ما يُسمّى «المصالح المسيحية» لأنها في شكلها ومضمونها تتعدى هذه الملاحظات الضيقة».

وقالت المصادر: «لن يطول الوقت ليتبيّن انّ ما تم تسريبه من مواقف وسيناريوهات ضَجّت بها مقدمات نشرات الاخبار لا يستأهِل هذا الضجيج حتى اليوم». وحذّرت من إعطاء الورقة والمناقشات اكبر من اهميتها وما تحتمله ذلك انّ مقاربة العناوين فيها قد تستغرق وقتا طويلا ومسلسلا من الاجتماعات، فما الذي يمكن تَركه الى نهايتها ان امتدّت الى عشرات الاجتماعات في الفترة المقبلة من دون إغفال وجود مَن يحاول الاستثمار في المكان الخطأ وأنّ الوقت لن يطول لاكتشاف هذه الرواية كاملة».

وختمت المصادر «انّ غياب من يمثّل تيار «المردة» في الجلسة الاولى للجنة لا يستأهِل الضجيج الذي رافق الترويج بمقاطعة «المردة» للاجتماع وما تريده اللجنة من اعمالها التي لم تقلع بعد. وإنّ ممثّل حزب الوطنيين الأحرار الذي اعتذر عن حضور الاجتماع الأول لأسباب طارئة قد شارك في اجتماع الأمس ولا شيء يمنع من مشاركة «المردة» في اللقاء المقبل او الذي يليه».

وكان قد تَسرّب بعد الاجتماع انّ مسودة «وثيقة بكركي»، كما سمّاها المجتمعون، تتناول «دور لبنان التاريخي والحر الذي يتحوّل تباعاً الى دولة دينية شمولية ايديولوجية»، وتذكر بـ«الثوابت التاريخية أي الحرية والتعددية والمساواة في الشراكة واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد واللامركزية الادارية الموسّعة».

وتدعو الوثيقة الى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وحماية حدودها ووضع السيادة في حمى الجيش اللبناني والقوى الامنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما تدعو الى «عدم الانزلاق الى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه». كذلك تدعو الى «العمل معاً لانتخاب رئيس ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين أولاً ثم مع الافرقاء الاخرين».

وتُنبّه الوثيقة الى تراجع حضور المسيحيين في القطاع العام وبيع اراضيهم وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين والفساد وتأخير الاصلاح.

وفي المعلومات انّ اجتماعات بكركي جاءت نتيجة المساعي التي قام بها المطران انطوان بونجم بتكليف من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والذي عمل طوال الاشهر الثلاثة الماضية مع الاحزاب في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة فيما بينها. وواصَل جولته بعيداً عن الاضواء وتمّ بنتيجتها تشكيل لجنة مصغرة، بدأت تضع نقاط التقاطع المشتركة مع القوى السياسية اللبنانية للوصول الى خريطة طريق او تصور يوافق عليه جميع اللبنانيين. ويكون منطلق الرئيس المقبل بعد ان يتم انتخابه على اساسه.

ولفتت مصادر مطلعة الى انّ كل فريق طرح في الاجتماع الاول ملاحظاته ومطالبه على الطاولة وتحولت المطالب وثيقة أعَدّها بونجم، ثم نُقّحت على ان تُبحَث وتوضع في صيغتها النهائية. وقالت هذه المصادر ان بنود هذه الصيغة أصبحت جاهزة وحصل تقارب بنسبة 90 في المئة بين الافكار التي ليست بعيدة عن ورقة «القوات» و«التيار»، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي.

وذكرت المصادر ان موضوع سلاح «حزب الله» شكّل العقبة الاساسية وأخذ حيزا كبيرا من النقاش، في محاولة للخروج بموقف واضح وسيادي حياله ولذلك بقيت الوثيقة في حاجة الى مزيد من الدرس.

واتفق المجتمعون على إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة، الى حين الاتفاق على الصيغة النهائية للوثيقة، والتي تتناول ايضا مواضيع وطنية عامة غير مسيحية فقط، وسيعلن المطران ابونجم في بيان ما يتم الاتفاق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى