من روما إلى بيروت: مفاوضات نووية وتصعيد سياسي… ولبنان في مهبّ الانتظار

في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، شكّلت روما هذه المرة محور الأنظار، مع انطلاق الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي وصفتها وسائل إعلام إيرانية بأنها جرت في “أجواء بنّاءة” كما ذكرت صحيفة الأنباء الكويتية.
بالتزامن، أثار السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني جدلاً واسعاً عبر منصة “أكس”، حين وصف مشروع نزع سلاح حزب الله في المنطقة بأنه “مؤامرة واضحة”، ما قد يدفع وزارة الخارجية اللبنانية إلى استدعائه، نظراً لحساسية الموقف اللبناني الرسمي.
وفي قراءة تحليلية للمشهد، رأى العميد المتقاعد أندريه بو معشر أن الأولوية لإيران حالياً هي الحفاظ على النظام، لا على القدرات النووية أو الصاروخية بحد ذاتها، معتبراً أن العقوبات الأميركية تهدد البنية الأساسية للنظام، خصوصاً في ظل تصميم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على التصعيد.
وفي الشأن اللبناني، شدّد بو معشر على أن المساعدات الدولية مشروطة ببسط السيادة وتنفيذ الإصلاحات، بينما يُعدّ الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الحدودية الخمس أحد أبرز العراقيل أمام تمكين الجيش اللبناني، خصوصاً في ظل غياب الدعم المادي اللازم.
في الداخل اللبناني، يحتفل اللبنانيون بعيد الفصح المجيد وسط أزمات متتالية و”قيامة” وطنية لا تزال ناقصة العناصر، مع تصاعد في حدة التصريحات السياسية، كان أبرزها خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي رفع السقف بوجه الدعوات الأخيرة لحصر السلاح بيد الدولة.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن هذا الخطاب التصعيدي يُعيق إعادة الإعمار ويعرقل الجهود الدولية لوقف التوتر ودفع إسرائيل إلى الانسحاب، معتبرة أن رفض حصر السلاح بيد الدولة يشكل عائقاً أمام نهوض لبنان واستعادة الاستقرار.
وختمت تلك المصادر بالتشديد على أن الفرصة ما زالت قائمة أمام المسؤولين اللبنانيين لتحمّل المسؤولية الوطنية وتجنّب كوارث إضافية قد تجهز على ما تبقى من قدرة اللبنانيين على الصمود.