عربي و دولي

الأفغانية ظريفة غفاري تخشى الموت على يد “طالبان”… “أجلس هنا بانتظار قدومهم”

أصيبت عمدة بلدة ميدان شهر الأفغانية #ظريفة غفاري، 29 عاماً، بجروح بليغة في قدمَيها لأنها اضطرت إلى الهروب ركضاً من مكتبها فيما كانت حركة “طالبان” تقترب من العاصمة الأفغانية كابول. وقد ركضت لمسافة عشرة كيلومترات “تحت أشعة الشمس الحارقة” لبلوغ مكان أكثر أماناً، وفي الطريق، عرّجت على شقيقتها في الجامعة واصطحبتها معها.
وفي التفاصيل، ذكر موقع “The Age” أن غفاري كانت تخطط لإقامة حفل لمناسبة زفافها وتخرّج شقيقتها، ولكن الآن “تبدّد كل شيء. كنا نعيش حياة طبيعية، وفجأةً، انهار كل شيء. تحطمت أحلامنا، وتوقفت قلوبنا عن الخفقان. الجميع يعتصرهم الألم”.
سبق أن تعرضت غفاري لثلاث محاولات اغتيال تمكّنَ جهازها الأمني من إحباطها. فحين كانت في سن السادسة والعشرين، أصبحت من أوائل النساء الأفغانيات اللواتي يتولين منصب رئاسة البلدية في البلاد، حيث تسلّمت منصب العمدة في بلدة ميدان شهر المحافظة جنوب غرب كابول. وقد مُنِعت من مباشرة مهامها طوال تسعة أشهر بسبب التهديدات من السياسيين المحليين الذين أبدوا اعتراضهم على خلفية أنها امرأة وصغيرة في السن.
ولكنها تمكنت من النهوض بأعباء عملها على امتداد ثلاث سنوات. وفي أيار الماضي، قالت لمجلة “تايم” إنها “سعت، من خلال منصب العمدة، إلى إثبات قوة المرأة”. وفي تشرين الثاني من العام المنصرم، قُتل والدها الجنرال عبد الوصي غفاري بإطلاق النار عليه أمام منزله بعد أيام من فشل محاولة اغتيال تعرضت لها ابنته.
تعلّق غفاري: “قتلت حركة طالبان والدي لمجرد أنه كان يعمل مع الحكومة الأفغانية، لمجرد أنه كان جنديًا. قتلوه لأنه كان يناضل من أجل هذه الأمة وهذه البلاد. قتلوه لأنه والدي، والد فتاة تناضل من أجل أمتها، ومن أجل هذه البلاد”.
تدرك غفاري أنها ما زالت على قائمة الشخصيات الأساسية المستهدَفة من حركة “طالبان”. يوم الأحد، مع وصول مقاتلي “طالبان” إلى أبواب المدينة، قالت غفاري لأحد الصحافيين من صحيفة “صنداي إندبندنت”: “أجلس هنا بانتظار قدومهم. ليس هناك أحد لمساعدتي أو مساعدة عائلتي. سيأتون بحثًا عن أمثالي وسوف يقتلونني”.
غابت النبرة النضالية عن صوت غفاري في الاتصال الهاتفي معها من كابول، وحلّ مكانها الصوت المخنوق، والغصّة، واليأس والإحباط. تقول إن الأفغان لم يكونوا مستعدين للسقوط المفاجئ للعاصمة كابول “لأننا لم نتوقع مطلقًا أن يفعل المجتمع الدولي هذا بنا”. تقرّ بأنها خائفة: “ينتشر عناصر طالبان في مختلف أنحاء المدينة. إنهم يقتلون الأشخاص ويدمّرون الأماكن. جميعنا خائفون”. تتابع: “ماذا سيحدث لملايين النساء في البلاد؟ ماذا سيحل بأحلامهن؟ وماذا سيحدث إذا لم يعد بإمكانهن الذهاب إلى المدارس والجامعات؟ ماذا لو لم يعد بإمكانهن العيش بحرية وكرامة؟”
غفاري غير مقتنعة بالتطمينات التي أطلقها المتحدث باسم “طالبان”، سهيل شاهين، بأن الحركة ستمنح العفو للموظفين الحكوميين السابقين وبأنها ستحترم حقوق النساء وتسمح لهن بمتابعة تحصيلهن العلمي وبالعمل. تعلّق: “لا يعرفون شيئاً عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحقوق الدولية والقوانين والتنظيمات والسياسات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى