لبنان

وهاب ينشط على خط المصالحات الدرزية

لا زال الملف الدرزي يثير الإهتمام داخل طائفة الموحدين، بحيث بات محسوماً أن توحيد مشيخة العقل أمر مفروغ منه، وقد ترسّخ واقع المشيختين مع تزكية الشيخ سامي أبو المنى كشيخ للعقل الذي خلف الشيخ نعيم حسن، في حين أن الشيخ ناصر الدين الغريب، المُعيّن من دارة خلدة سيبقى في موقعه، وهذا ما أكده رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال إرسلان، وبالتالي، بات من الصعوبة بمكان التفاهم بين خلدة والمختارة على توحيد المشيخة وذلك ما تبدى من خلال حجم الإستقبالات والتهاني في دار الطائفة الدرزية في فردان، الذين باركوا للشيخ أبو المنى بمنصبه الجديد، ومن كل الشرائح السياسية والحزبية على اختلاف انتماءاتهم، حتى من الذين لا يلتقون مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي في السياسة، في حين أن النائب إرسلان أكد على خياراته، وانتقد جنبلاط دون تسميته على عدم الإلتزام بما تم التوافق عليه خلال اللقاء الذي جمع القيادات الدرزية في دارة خلدة، أي جنبلاط وإرسلان ورئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب.

أما عن جديد الملف الدرزي، استحوذ تحرّك الوزير وهاب باتجاه القيادات الدرزية السياسية والروحية باهتمام المعنيين بطائفة الموحّدين، نظراً للدور الذي يضطلع به، وعلم في هذا الإطار، أن اللقاء الذي جمعه بإرسلان، هدف إلى تحريك مسألة المصالحات في بعض قرى وبلدات الجبل التي حصلت فيها إشكالات وأحداث مؤسفة، ولا سيما في بلدتي البساتين وقبرشمون، وسيتابع وهاب تحرّكه لإتمام وإنجاز هذه المصالحات، وقد يلتقي برئيس الحزب الإشتراكي لهذا الغرض، وتنقل مصادر وهاب، أنه بمعزل عن التباينات السياسية حول بعض الملفات داخلياً أو استراتيجياً، فإنه حريص على وحدة الصف الدرزي، ولن يقبل بأن تحدث أي “ضربة كفّ” أو أي إشكال بين أبناء هذه الطائفة، ويجب تجاوز كل الإعتبارات في السياسة والإنتخابات إحتراما للمشايخ الأجلاء والعائلات الدرزية، وخصوصاً في هذه الظروف الإقتصادية والحياتية الصعبة لأن الواجب يقتضي بالوقوف إلى جانبهم في أكثر من أي وقت مضى أمام هذه الأزمات الصعبة، وبالتالي، أن إتمام المصالحات يخفّف من وطأة الإحتقان والخلافات وينزع الأحقاد، وهذه من صفة الشجعان والحكماء عندما تقع المصيبة، وتؤكد المصادر بأن رئيس حزب “التوحيد” سيواصل مساعيه وجهوده مع القيادات الدرزية والمشايخ في الأيام القليلة المقبلة، في إطار المسعى التوافقي البعيد عن أي غايات سياسية وسواها.


ويبقى السؤال، وفي ظل الخلاف بين خلدة والمختارة، ماذا عن التعيينات الإدارية المقبلة، وخصوصاً في الفئة الأولى، حيث ثمة مراكز شاغرة أو بالوكالة، فهل سيحصل التوافق حولها، أن سيكون للخلاف الذي حصل حول مشيخة العقل تأثيرات على هذا الصعيد، وأيضاً على الإنتخابات النيابية المقبلة، وهنا ترى مصادر متابعة أن هناك فصل بين الإستحقاق الإنتخابي والجهود التي يقوم بها الوزير وهاب لأن الأهمية في هذه المرحلة تكمن في ترسيخ الإستقرار في الجبل بين كافة مكوّناته السياسية والروحية، في حين أن التعيينات الإدارية يجب أن تلتزم معيار الكفاءة، ولا مشكلة في هذا الإطار، فلكل مواقفه السياسية وتحالفاته، إنما الأهم في مصل هذه الظروف الإستثنائية الحفاظ على وحدة الصف، وبالتالي، الإتفاق على تسيير عمل المؤسّسات الدرزية وتحديدا الأوقاف لما يعود لذلك من فائدة لأبناء طائفة الموحدين من خلال خلق فرص عمل باعتبار أن مداخيل الأوقاف لا يستهان بها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى