البستاني: سأتبرع براتبي لثلاثة أشهر للدفاع المدني
عقد النائبان ميشال معوض وفريد البستاني مؤتمراً صحافياً مشتركاً تناولا فيه الحرائق المتنقلة في لبنان، وأعلنا عن سلسلة مبادرات ستقوم بها كل من “مؤسسة رينيه معوض” ومؤسسة فريد البستاني لتعويض الخسائر التي تسببت بها الحرائق.
ولفت معوض الى انه “حان وقت الاعتراف بأن منظومة الدولة بكاملها وادارتها “ليست راكبة” وتحتاج الى تغيير جوهري”، لافتا الى ان “المواطن يدفع كل يوم من صحته ووقته وأعصابه وكرامته في كل ناحية من حياته”.
وتقدم معوض بالتعازي من عائلة الشهيد سليم أبو مجاهد وأقربائه ورفاقه، “وهو الذي استشهد خلال مساعدة عناصر الدفاع المدني في عمليات إطفاء الحرائق ومنع لبنان من الاحتراق”. وتمنى “الشفاء العاجل لكل المصابين من مواطنين واعلاميين وعناصر الدفاع المدني الذين قاوموا النار ببسالة حتى يحموا ارض مناطقهم ووطنهم”. وأضاف: “ننحي أمام تضحيات الجميع وأتضامن مع كل العائلات اللبنانية المتضررة والمواطنين من مختلف المناطق الذين اضطروا الى ترك منازلهم وخسروا أرزاقهم”.
وقال: “في هذا اليوم الاسود الذي عاشه لبنان، كل واحد منا شعر بأن ثمة جزءا منه يحترق، وثمة مشاهد ووقائع عشناها منعتنا من أن نستسلم لليأس وجددت اعتزازنا بالانسان اللبناني، وأشكر عناصر الدفاع المدني وقيادته والجيش اللبناني والقوى الامنية التي عودتنا حماية حدودنا وساهمت أمس في حماية أرضنا، وأشكر قبرص والاردن واليونان وكل الدول التي لبت استغاثة لبنان، واشكر الدفاع المدني الفلسطيني وكل مواطن شعر بالمسؤولية وخاطر بحياته لمقاومة النيران، وأشكر الحملات المدنية والمواطنية التي تابعناها لمساعدة العائلات المتضررة”.
وشدد على أن “هذا هو لبنان الذي نعرفه ونتمسك به، وهذا هو الانسان اللبناني الذي تخطى في وقت الخطر كل الانتماءات كي يقف الى جانب أخيه لحماية النموذج الرائد الذي يعطي الأمل بالمستقبل، كما أن مساعدة الدول الصديقة تؤكد أهمية الحفاظ على الصداقات الدولية وأن يكون لبنان دائما ضمن الأسرة الدولية”.
وقال معوض: “نتمنى أن تكون الحرائق والنيران وراءنا ونشكر الله أن الطقس ساعدنا، وسنبقى نقاوم. لبنان يجرح لكن لا يمكن أن يموت، ومعا سنعيد زرع غاباتنا وأحراجنا ومساحاتنا الخضراء”.
وأعلن أنه “كرئيس تنفيذي لمؤسسة رينيه معوض وبالشراكة مع مؤسسة الدكتور فريد البستاني، بدأنا اتصالاتنا بالأصدقاء والمؤسسات المانحة لإطلاق مبادرة أساسها تحويل النيران والرماد لتشجير وحياة تيبقى اللبناني بأرضه”.
وإذ قال إن “الوقت اليوم للتضامن الوطني”، شدد معوض على أن “الامور لا يمكن أن تكمل كما هي، من دون اي ادارة لأي أمر في الدولة، وهو وقت للمساءلة والتحقيق الجدي والشفاف بالمسؤوليات والتقصير الذي حصل”. واعلن انه “حان وقت الاعتراف بأن منظومة الدولة بكاملها وادارتها “ليست راكبة” وتحتاج الى تغيير جوهري، لافتا الى ان “المواطن يدفع في كل يوم من صحته ووقته وأعصابه وكرامته في كل ناحية من حياته، ودائمًا الدولة متفاجئة إذ ثمة عدم جدية وعدم مسؤولية وعدم محاسبة، وهذه الأزمة هي ازمة نظام والقدرة على التوفيق بين النظام التوافقي وبين القدرة على المحاسبة والانتاجية”.
وشدد على أنه “أمام فداحة ما حصل من تقصير نحن النواب لن نقبل إلا أن نتحمل مسؤولياتنا ونضع الكل أمام مسؤولياته”، داعيا النواب “الذي يريدون فعليا المحاسبة والتغيير الى التعاون انطلاقًا مما جرى بالأمس لتحقيق هذا التغيير”.
وعلى مستوى المحاسبة السياسية والادارية والقضائية، أوضح معوض “أننا سمعنا من مسؤولين ووزراء أن هذه الحرائق من المرجح ان تكون مفتعلة، وان ثمة مافيات تستفيد من الحطب، لكن هل يمكن أن نسمع ان ثمة مجرمين يحاسبون ويدخلون السجون ولا تبقى جرائم من دون مجرمين. يجب أن يحصل قرار جدي لمتابعة تحقيق شفاف لنستطيع معرفة ان كانت الامور مفتعلة فعلاً لمحاسبة المرتكبين، وسيبقى صوتناً عالياً لإجراء هذا التحقيق”.
وأضاف: “عيب أمام هذا الواقع أن نسمع ترجيح فرضية الأفتعال من دون معرفة المسؤولين”.
وعلى مستوى التجهيزات وما حكي عن طوافات “سيكورسكي”، قال معوض: “سمعنا الكثير من الأمور عن ذلك، لكن وفق معلوماتنا، أن الطوافات أعتبرت هي الأصلح وانها فعالة في مكافحة الحرائق، لكن الأمر يتطلب لجنة تحقيق برلمانية لمعرفة مدى صحة الخيار المتخذ، كما يجب أن نعرف من المسؤول عن القرار بتوفير 450 الف دولار للصيانة، وبالتالي عدم تحقيق هذه الصيانة، فيما ثمة هدر في الدولة بالملايين”.
وعن تثبيت عناصر الدفاع المدني، سأل معوض: “كيف يمكن الدولة التي توظف أكثر من 5000 موظف خارج القانون ألا تجد حلا منصفا للدفاع المدني من دون تكبير حجم الدولة؟ ثمة أمر غير مقبول في هذا المجال، ومن الضروري التوفيق بين اعطاء جزء من حقوق الدفاع المدني وقدرات الدولة”.
ودعا الى “وضع خطة للطوارئ في مواجهة هذا النوع من المسائل، وهذا هو المطلوب، خصوصا ان الخطة يجب ان تكون متكاملة تدخل فيها أطراف عدة من سلطة مركزية وبلديات ومجتمع مدني”.
وأكد معوض “اننا سنبقى نناضل كي لا يصبح قدر اللبنانيين الموت أو العذاب بالحريق أو بالغريق أو عالطريق”.
من جهته، أعلن البستاني أنه “بالتعاون مع مؤسسة رينه معوض ستعمل مؤسسة فريد البستاني على التشجير وتوزيع بذور على المناطق المنكوبة، وسأتبرع لفترة 3 أشهر براتبي لمؤسسة فريد بستاني كي نشتري معدات للدفاع المدني. والمؤسف أن موازنة الدفاع المدني في 2019 أنخفضت 20%”.
وقال: “ان مؤسسة فريد البستاني ستقدم منحة دراسية لطفلي الشهيد سليم أبو مجاهد وستقدم لعناصر الدفاع المدني الذين ساعدوا في الشوف مبلغاً مالياً عربون شكر”.
ولفت إلى أن “مسار عمل الدولة مهم جداً، لكن ثمة مساراً مدنياً يجب تفعيله، وثمة جهل تام للخطر المحدق بهذه الكوارث، كما يجب تفعيل عمل البلديات والسلطات المحلية”.