“رويترز”: الإمارات تتحدى قطر في سعيها إلى تشغيل مطار كابل
أفادت وكالة “رويترز” بأن الإمارات تخوض محادثات مع حركة “طالبان” التي عادت إلى سدة الحكم في أفغانستان بخصوص إمكانية تولي إدارة مطار كابل، في حراك يتناقض مع مساعي قطر في هذا الشأن.
ونقلت الوكالة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء عن أربعة دبلوماسيين أجانب يعملون في الخليج قولهم إن مسؤولين إماراتيين أجروا عدة جولات من المحادثات مع “طالبان” في الأسابيع الأخيرة لمناقشة مسألة تشغيل مطار كابل.
ولفت الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم نظرا لحساسية الموضوع إلى أن الإمارات تسعى إلى التصدي للنفوذ الدبلوماسي الذي تحظى به قطر في أفغانستان، مشيرين إلى أن “طالبان” لم تبرم بعد أي اتفاقية رسمية مع الدوحة على الرغم من أن الأخيرة سبق أن أبدت استعدادها لتولي تشغيل مطار كابل.
وأكد اثنان من الدبلوماسيين أن “طالبان” بدورها أبدت رغبتها في الحصول على مساعدات مالية من الإمارات، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الطلب مرتبطا بمسألة تشغيل المطار.
وأوضح الدبلوماسيون أن إحدى المسائل الرئيسية التي يتعين حلها بين “طالبان” والطرف الذي قد يشغل المطار هي من سيتولى مهمة ضمان الأمن هناك.
وتصر “طالبان” على رفضها تواجد أي قوات أجنبية في البلاد، غير أن الدبلوماسيين أكدوا أن قوات قطرية خاصة تعمل في الوقت الحالي على ضمان الأمن داخل حرم المطار، بينما تسير قوات خاصة تابعة للحركة دوريات في خارج الموقع.
وبينما لم يدر الحديث عن أي فائدة تجارية قد تجلب من تشغيل المطار، أشار الدبلوماسيون لـ”رويترز” إلى أنه يمثل “مصدرا تشتد الحاجة إليه للاستخبارات”، خاصة وأن هذا الملف يتعلق بحركة السفر من وإلى البلاد بينما تفتقر دول كثيرة إلى المعلومات الآنية بهذا الخصوص منذ انسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان.
ولفت اثنان من مصادر الوكالة إلى أن الإمارات احتفظت بعلاقاتها مع “طالبان”، وكانت في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص مقر إقامة لبعض أعضاء الحركة، منهم القيادي البارز محمد عباس ستانيكزاي الذي قالا إنه أقام في الشارقة مع عائلته منذ عام 2013 على الأقل.
وصرح مدير التعاون الأمني الدولي في الخارجية الإماراتية، سالم الزعبي، للوكالة بأن بلده سبق أن أدار مطار كابل خلال فترة حكم الحكومة الأفغانية المنهارة المدعومة من قبل الغرب، و”لا يزال ملتزما باستمرار المساعدة في تشغيله” لضمان سهولة استخدام المطار في الأغراض الإنسانية والمرور الآمن.
ولم يرد الزعبي على أسئلة عما إذا كانت الإمارات تدرس إمكانية تقديم مساعدات مالية إلى “طالبان” وعن مزاعم إقامة ستانيكزاي في أراضي بلده.
وكانت “طالبان” قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري أن الإمارات أعادت فتح سفارتها في كابل. ولم تعلق الدولة الخليجية على ذلك.