لبنان

هذا ما قاله المرتضى في كلمة ألقاها بقمة اللغة العربية في دبي

دعا وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وزراء الثقافة العرب إلى “العمل بمعونة اختصاصيين في التربية والعلوم اللغوية، على وضع خطة علمية ذات مناهج واضحة وآليات تنفيذ ميسرة، تهدف إلى وصل ما انقطع بين شبابنا وتراثهم، لا بهدف إحيائه فقط، بل من أجل أن تستوعب لغتنا كل معطيات العصر الحديث في جميع نواحي المعرفة”.
كلام المرتضى جاء خلال القائه كلمة لبنان في مؤتمر وزراء الشؤون الثقافية في الوطن العربي “قمة اللغة العربية” في دبي، في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد ابو الغيط، وزيرة الثقافة والشباب في دولة الامارات نورة بنت محمد الكعبي ووزراء الثقافة في الدول العربية
وبدأ وزير الثقافة كلمته بالقول: “أحمل إليكم نفحة من شميم أرز لبنان، وحفنة من رماد مرفأ بيروت. أحمل كبرياء شعب يرزح تحت أصناف الحصار والحبائل والمآسي ويصر على الصمود، وجراح مؤسسات تئن من شح ومن تعب ولا تتخلف عن عمل. إنه لبنان يا سادة، كمثل جبل صنين فيه “يهوي، إن هوى… صعدا” كما قال شاعرنا سعيد عقل”.
أضاف: “تجمعنا اليوم ثلاثة عناوين: اللغة والشباب والحداثة. وفي ذهن كل عربي أن هذه الثلاثة ينبغي لها أن تكون واحدا. فاللغة هوية وبيت وجود كما قال الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط. أما للعربي المسلم فهي بيت وجود مثنى، ههنا وفي النشأة الآخرة، ذلك أنها تقدست في الأرض بنزول القرآن الكريم بها (إنا أنزلناه قرآنا عربياً) وفي السماء لأنها لغة أهل الجنة، كما في بعض تراثنا. هذا بالنسبة الينا نحن المسلمين”
وأردف: “أما المسيحيون العرب، الذين كانوا يتكلمون اللغة العربية قبل الإسلام. لم ينضموا إلى الإسلام الذي عرض عليهم. بقوا في العروبة كحضارة، أي في كل النواحي الأدبية، والفنية، والاجتماعية. ولا أحد يستطيع أن يتقن هذه اللغة بشكل كلي ما لم تكن له إلفة بالقرآن على ما يقول اسقف العربية المطران جورج خضر أطال الله بعمره الذي يضيف بأنه يقتضي على المسيحيين العرب أن يكونوا مثقفين بالعربية يعرفون القرآن جيداً ولا يحول دونهم وذلك عدم إيمانهم بأصله الإلهي. فغربة المسيحيين عن الإسلام من الناحية العقائدية، لا تمنع المسيحيين من التواجد في كل مضامير الحضارة العربية الإسلامية، ولا سيما اللغة”.
ولفت وزير الثقافة الى واقع العولمة وتأثيرها، معتبراً أن “غربة باتت ترتفع بين شبابنا ولغتهم، من تأثير العولمة ومقتضياتها الاقتصادية والسياسية التي أنتجت مقتضيات ثقافية جعلت العصر مرهونا للغات أخرى غير العربية. وكان من شأن الحداثة الرقمية وتقنياتها في العالم الافتراضي أن تزيد هذا الشرخ اتساعاً، وخصوصاً أن المحتوى الرقمي العربي على محركات البحوث العلمية لا يتعدى ما نسبته ثلاثة بالمئة من مجمل المحتويات”.
واستطرد قائلاً: “يضاف إلى كل هذا تقصير عربي واضح في العمل على نشر ثقافة العرب وتراثهم الحضاري الذي كان حجر الأساس في نهضة أوروبا؛ ومن الأدلة على هذا التقصير أن الصين مثلا افتتحت عشرات المراكز والمعاهد لتعليم مواطنيها اللغة العربية، وأما نحن فلم نفعل شيئا من ذلك، لا في العواصم الغربية الكبرى، ولا في المؤسسات الجامعية الراقية، ولا حتى مع الجيل الثاني من أبناء الجاليات العربية المنتشرة حول العالم، إلا ما كان من مراكز دعوات دينية سدت مسد التقصير الثقافي اللغوي”.
وختم المرتضى: “مع إيماننا المطلق بأن العربية لغة لا تموت، لأن الله حفظها في كتابه العزيز (والله خير حافظاً)، فهذا الواقع الذي وصفت يملي على وزراء الثقافة العرب أن يعملوا بمعونة اختصاصيين في التربية والعلوم اللغوية، على وضع خطة علمية ذات مناهج واضحة وآليات تنفيذ ميسرة تهدف إلى وصل ما انقطع بين شبابنا وتراثهم، لا بهدف إحيائه فقط، بل من أجل أن تستوعب لغتنا كل معطيات العصر الحديث في جميع نواحي المعرفة، وهي بذلك أهل كما فعلت في زمن التألق القديم. يلزمنا في سبيل ذلك، التصميم والوعي وتأمين المستلزمات المادية، لننجح بكل تأكيد، بمعونة الله تعالى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى