شريفة: الدعوة للحوار أمر جيد ولكن رمي الكرة باتجاه الغير تعام عن المسؤولية
اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا، أن “العمل السياسي في لبنان لدى بعض اهل الحل والربط، بات استعراضيا في حفلة سيرك جذب الجمهور والابتعاد عن الواقع المر الذي تمر به البلاد. كل شيء معطل دونه التحريض والتعطيل والتسويق في بازار الانتخابات المقبلة، لم يبق لدينا سوى الدعاء والتوسل أن يحمي الله وطننا ويرأف بأهله الذين نهش الغلاء والاحتكار وارتفاع سعر الدواء وغياب الرقابة كل امل لهم بحل لأزمتهم، ولكن عبثا على من تقرأ مزاميرك يا داود؟ فالتعطيل حرفة في لعبة الكراسي وتعطيل المؤسسات والتدخل في القضاء وغياب الرقابة وانعدام فرص الاصلاح والتغيير في مراهنات سياسية ضيقة على حساب الوطن والمواطن”.
وقال: “لقد تعب اللبنانيون من الوعود في وقت الدولة في مكان والمواطن في مكان، المسؤولون مشغولون في عراضات السياسة والتمترس خلف عناوين تحريضية والقضاء على آمال المواطنين الذين يقفون على أبواب السفارات يلملمون احلامهم الضائعة التي اكلها الدولار وجشع التجار، عساهم ينقذون مستقبل أولادهم في غربة يعيشونها كل يوم”.
وأضاف: “الدعوة للحوار أمر جيد، ولكن تعطيل المؤسسات ورمي الكرة باتجاه الغير والتهرب من المسؤولية وتعطيل القضاء ومخالفة الدستور هو تعام عن المسؤولية وهروب الى حوار محكوم بالفشل لا طائل منه، خصوصا وان عناوينه حتى الآن لا تمس بجوهر الازمة ولا يعدو كونه محاولة تبرير فشل العهد والتهرب من المسؤولية”.
وسأل: “هل يعقل ان معالجة العتمة والغلاء يحتاجان الى حوار؟ هل الرقابة ومكافحة الاحتكار تحتاج الى حوار؟ وقال: “إن ما نحتاجه ان يقوم كل مسؤول بواجبه الوطني، المطلوب ان لا نعطل، المطلوب المحاسبة والشفافية، المطلوب انتظام عمل المؤسسات، عدم تسيس القضاء، عدم استغلال وجع الناس، عدم التلطي خلف مقولة “ما خلونا نعمل شي” وحيث باتت كلمة القضاء مخيفة سواء كان مدنيا او شرعيا، ومن الأحكام الاستنسابية الظالمة التي تصدر باسم العدل وليس آخرها الام التي ماتت حسرة على اولادها بسبب منعها من السفر”.
وتابع: “قلنا ونكرر، نحذر من انفجار اجتماعي، الناس ضاقت بها السبل. كفى ترقيعا للحلول اتقوا الله في وطنكم في اهلكم في ناسكم وابنائكم. ان واجبكم هو الانطلاق فورا في مشروع الإنقاذ الاجتماعي الاقتصادي وإرساء الامن والأمان السياسي دون أي تذرع او حجج لا تبررها أي ضغوط خارجية او داخلية”.
وختم: “لنتدارك الازمة فالقطاعات الحيوية مهددة بتعطيل شامل، ونحن اليوم امام فرصة يجب البناء عليها لمعالجة المشاكل والملفات المتراكمة وتنفذ خطة اصلاحية تنهض بالاقتصاد الوطني وتوفر العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية، وفق برنامج وطني جامع يؤسس لدولة تؤمن المساواة والعدالة لجميع المواطنين”.