روسيا ترد على العقوبات الغربية بإجراءات اقتصادية حازمة
اتخذت روسيا بعد إعلان الدول الغربية والولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية عليها مجموعة من الاجراءات الاقتصادية العميقة لمواجهة هذه العقوبات والحد من تأثيراتها على الاقتصاد الروسي.
ووفق وسائل إعلام روسية فقد حظرت موسكو تصدير مجموعة كبيرة من السلع للأسواق الخارجية في خطوة تهدف من خلالها لحماية اقتصادها المحلي من تداعيات العقوبات كما وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً يتضمن إلغاء ضريبة القيمة المضافة على سبائك الذهب عند شرائها من قبل الأفراد في روسيا.
وأعلن البنك المركزي الروسي إجراءات جديدة منها رفع سعر الفائدة الرئيس إلى عشرين في المئة كما حظرت روسيا تصدير أجهزة الاتصالات والمعدات الطبية والزراعية والكهربائية والتكنولوجية والسيارات حتى نهاية العام الحالي وضمت قائمة الحظر 200 بند شملت أيضاً عربات السكك الحديدية والحاويات والتوربينات وبعض أنواع الخشب وغيرها من السلع.
وزارة الاقتصاد الروسية أعلنت في هذا السياق أن روسيا ستعلق صادراتها من القمح والجاودار والشعير والذرة إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي حتى 31 آب القادم وذلك في خطوة لتأمين سوقها المحلية بما يكفي من الغذاء كما طلبت الحكومة الروسية من البرلمان تقييد دخول السفن الأجنبية إلى الموانئ الروسية.
الرئيس بوتين وخلال اجتماع للحكومة أمس الأول تعهد بالرد على ما وصفها بـ “الحرب الاقتصادية” التي يشنها الغرب على بلاده وقال إن روسيا ستخرج أقوى من الأزمة الحالية.
بوتين أوضح أن روسيا ستتخذ مجموعة إجراءات رداً على العقوبات الغربية مبيناً أن هناك حلولاً قانونية للرد بحزم على الشركات الأجنبية التي تغلق وتوقف إنتاجها في روسيا مؤكداً كذلك أن بلاده لا تعتزم المبادرة بقطع العلاقات مع أي من الدول التي باتت في مواجهة معها.
بوتين أكد أيضاً أن موسكو ستبقى ملتزمة بتعهداتها في مجال الطاقة وأنها تواصل تصدير الطاقة بما فيها تلك التي تمر عبر أوكرانيا كما حذر في الوقت نفسه من ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية عالمياً لكون روسيا تعد من أكبر منتجي الأسمدة الضرورية لسلاسل الإمداد العالمية.
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين قال من جانبه في الاجتماع إن حكومته تتعامل مع العقوبات الغربية وفق خطط محددة لتقليل آثارها على المواطنين في حين كشف وزير المالية أنطون سيلوانوف أن وضع الإيداعات في النظام المصرفي مستقر وأن الأولوية في الوقت الحاضر للحفاظ على فرص العمل ودفع التزامات الحكومة من الرواتب والدعم الصحي والاجتماعي بينما قال وزير الزراعة ديميتري باتروشيف إن أمن روسيا الغذائي مضمون مشيراً إلى أنها ستنتج هذا العام 123 مليون طن من الحبوب.
وفي إطار الاجراءات المماثلة اتفق الرئيس الروسي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على خطوات دعم متبادلة بين البلدين لمواجهة العقوبات الغربية والحفاظ على استقرار أسعار حوامل الطاقة في البلدين.
يذكر أن روسيا بدأت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط الماضي وذلك لحماية أمنها القومي الاستراتيجي أثر تزايد الاخطار من قبل حلف الناتو على حدودها الغربية والتهديد بضم أوكرانيا إلى الحلف.