موسكو: لا حوار مع الناتو مع استمرار تزويده لأوكرانيا بأسلحة فتاكة
أعلن رئيس إدارة التعاون الأوروبي في وزارة الخارجية الروسية نيكولاي كوبرينتس أنه في الظروف التي تزود فيها دول الناتو أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة لا يمكن الحديث عن أي حوار بين روسيا والحلف الأطلسي.
وقال كوبرينتس في بيان صحفي اليوم: “في الوقت الحالي تقوم بلدان حلف شمال الأطلسي وعلى نطاق أوسع بلدان الاتحاد الأوروبي بانتهاك القواعد الدولية ومدونات قواعد السلوك الخاصة بها بتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بأسلحة فتاكة مصممة لقتل الجنود الروس.. وفي ظل هذه الظروف لا يمكن الحديث عن أي حوار مع الناتو”.
وأشار كوبرينتس إلى أنه “في السنوات الأخيرة تراجعت علاقات الناتو مع روسيا إلى الصفر بسبب خطأ الحلف” لافتاً إلى أنه “في عام 2014 بعد الانقلاب في أوكرانيا قرر التحالف تعليق جميع أشكال التعاون المدني والعسكري العملي مع روسيا.. واليوم تتم الاتصالات الطارئة مع مقر الحلف من خلال السفير الروسي لدى مملكة بلجيكا كما يحافظ الملحق العسكري الروسي في بروكسل على الاتصالات العسكرية ومن خلال هذه القنوات نتلقى رسائل من الأمين العام للناتو تشير إلى طلب اتصالات محتملة”.
وقال كوبرينتس إن القانون التأسيسي بين روسيا والناتو والذي تم توقيعه في عام 1997 لم يعد ساريا في الواقع كما أن وزارة الخارجية الروسية مقتنعة بذلك وأضاف إن “أعضاء الناتو يقوضون القانون التأسيسي لروسيا والناتو من خلال أفعالهم.. وهذه هي آخر أداة متبقية في أوروبا لضمان ضبط النفس العسكري بعد أن رفض الأمريكيون التصديق على معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا ودمروا معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة.. والقانون التأسيسي بحكم الواقع يجب الاعتراف بأنه لا يعمل الآن”.
وبين مدير إدارة التعاون الأوروبي بوزارة الخارجية الروسية أن رد روسيا على عقوبات الاتحاد الأوروبي يجري العمل عليه ولن تكون الردود بالضرورة متكافئة ومتناسبة وقال إن “إجراءات ردنا ستتم بالتأكيد ويتم العمل عليها الآن.. ولسنا ملزمين بجعلها متطابقة ومتناسبة بشكل صارم على الرغم من أنه ليس من الصعب استعادة التكافؤ العددي”.
كما أشار كوبرينتس إلى أنه “يتم التستر على حقيقة أنه وفقاً لاستطلاعات الرأي يدعم أكثر من 70 بالمئة من مواطني بلدنا قرار إجراء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.. ولكن أعضاء الاتحاد الأوروبي وبكل فخر يطلقون على العقوبات الاقتصادية التي فرضت في الأسابيع الأخيرة ضدنا اسم خارقة فيما العقوبات لا تفرض على القيادة الروسية وإنما على الشعب الروسي كله”.
واعتبر أن “الاتحاد الأوروبي يعتقد أن لديه الحق في معاقبة الروس الذين لا يريدون قبول القيم الغربية المشبوهة ويفضلون العيش وفقا لقواعد أخرى”.
وأوضح كوبرينتس أن روسيا مستعدة لمواجهة صعبة مع الاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة إذا دعت الحاجة إلى ذلك ولفت إلى أنه “لا تزال روسيا مورداً موثوقاً وضامناً لأمن الطاقة على المستوى العالمي.. ونحن نقدر هذه السمعة لكننا مستعدون لمواجهة صعبة في قطاع الطاقة إذا لزم الأمر حيث تؤكد المفوضية الأوروبية أن روسيا تورد نحو 45 بالمئة من الغاز الذي يستورده الاتحاد الأوروبي و25 بالمئة من النفط و45 بالمئة من الفحم”.
وأشار إلى أنه استناداً إلى بيانات ممثلي الاتحاد الأوروبي فإن أوروبا “تعتزم أن تصبح مستقلة عن مصادر الطاقة من روسيا بأي ثمن وهذا الثمن سوف يدفع ليس من قبل قمة البيروقراطية الأوروبية ولكن من قبل دافعي الضرائب الأوروبيين العاديين”.