لبنان

رسالة من رابطة المودعين إلى صندوق النقد الدولي‎‎

في ظلّ استكمال المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي، وحرصًا على ضمان حقوق المودعين واللبنانيين ككلّ بشكلّ عام، وللتأكيد على وضع مصلحة الشعب اللبناني فوق أي اعتبارات أخرى، بعدما تعرّض لأسوأ انهيار عبر التاريخ بسبب فساد السلطة السياسية، توجّهت رابطة المودعين برسالة إلى صندوق النقد الدولي، شددت فيها على نقاط أساسية، وضرورة الالتفات اليها وأخذها بعين الاعتبار خلال جلسات المفاوضات التي تجري حاليًا بين الصندوق والجهات اللبنانية.

إلى ذلك، تركّزت الرسالة على هدفين أساسيين، أوّلهما، يلفت إلى الدور الأساسي للمجتمع المدني والشراكة مع صندوق النقد الدولي، وضرورة التنسيق والتعاون مع المجموعات المدنية، خلال عملية التفاوض على الشروط المطلوبة لأي عملية إقراض مع الصندوق. إضافة إلى ضرورة العمل ضمن خطة شفافة، يتم وضعها بالتنسيق مع الجهات التي تثابر لاسترداد حقوق اللبنانيين، ومن بينها رابطة المودعين، وليس فقط السلطة السياسية التي أوصلت البلاد إلى هذا الدرك.
ثانيًا، لفتت الرابطة في رسالتها لصندوق النقد، إلى وجوب توزيع الخسائر وتقاسم الأعباء بشكل عادل، الأمر الذي لا يتم إلا من خلال محاسبة ومساءلة المسؤولين عن هذا الانهيار، وحماية فئات المجتمع الضعيفة.

انطلاقًا مما سبق، ذكرت الرابطة في رسالتها ١٠ نقاط أساسية، يجب على الحكومة اللبنانية، وصندوق النقد الدولي الالتزام بها، وهي تنصّ على التالي:

١- الدين العام: ضرورة التخفيف والاقتطاع من الدين العام، ممّا يؤدي إلى تحفيز التنمية الاقتصادية في المستقبل والاستقرار.

٢-الحيز المالي: خلق حيز مالي كافٍ للانتعاش الاقتصادي والحماية الاجتماعية، من خلال إزالة السرية المصرفية، تحسين تحصيل الضرائب، إقرار ضريبة على الثروة، والانتقال نحو ضرائب تصاعدية.

٣- توزيع الخسائر وال Bailin: اعتماد شروط عادلة في عملية الانقاذ وفقًا للمعايير الدولية، بما في ذلك القضاء على نسب المساهمين الحاليين، تغيير إدارة المصارف، والحوكمة الداخلية، وكذلك تنفيذ مبادئ توزيع الخسارة العرفية ضمن مبادئ TLAC العالمية.

٤- الحماية والتعويض: حماية صغار المودعين حتى ٢٥٠ ألف دولار أميركي، ويقترن ذلك بعملية انقاذ تدريجي للمودعين الأكبر. كما اقترحت الرابطة إمكانية إنقاذ بعض المودعين غير المحميين قانونا، وذلك من خلال توزيع الأرباح والتعويضات الإدارية، والأرباح المصرفية المستقبلية، بشرط تلبية شروط استرداد الأموال وأخرى مشروطة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية.

٥- صرف العملات: رفض صريح وواضح للتحويلات القسرية أو غير الطوعية للودائع بالعملات الأجنبية بما يتماشى مع رفض سياسة سعر الصرف المتعدد غير القانوني.

٦- إعادة الرسملة: إعادة الرسملة الملائمة للمصارف التجارية ومصرف لبنان لتمكين القطاع المالي من المساهمة في الانتعاش الإقتصادي المستقبلي واستقرار الاقتصاد الكلي.

٧- الخصخصة: تأجيل المناقشات حول خصخصة أي أصول عامة لحين توفّر الشروط الرقابية الملائمة.

٨-إصلاح الخدمة المدنية: تأخير التخفيضات في الخدمة المدنية لبعد ادماج العاملين المتعاقدين ولحين وإقرار إصلاح شامل للقطاع العام.

٩- التحديث المالي: إدخال أنظمة مصرفية حديثة لتمكين التعاونيات المالية، والتحويلات الإلكترونية، وخطط ضمان الودائع.

١٠- الامتثال: التزام لبنان بلجنة بازل للرقابة المصرفية (BCBS) والمراقبة من خلال تقييم الامتثال التنظيمي لـ BCBS برنامج (RCAP).

انطلاقًا من هذه المبادئ العشرة، تمّنت رابطة المودعين على صندوق النقد الدولي ان يأخذ بعين الاعتبار ما ورد في هذه الرسالة، ممّا قد يؤدي إلى النقاش بين الرابطة والصندوق في كل النقاط التي سبق وذُكرت، وللتمكن من إيجاد مخرج عادل للبنان من الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى