محمد رعد يأسف لـ”المستوى الذي وصلنا إليه في البلد”: البعض في لبنان لا هوية واضحة لديهم
رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في حفل تأبيني في حسينية بلدة الطيبة أن “ما يرفع من شعارات تتداول لدى البعض لمواجهة خيار المقاومة ومن يتمسك بهذا الخيار، مثل شعار “لا للمقاومة” أو “لا للاحتلال الإيراني”، تدل على مستوى التفكير لدى الخصوم، وعلى الهوية المتماوجة لديهم”، وشدد على أن “البعض في لبنان ليس لديهم هوية واضحة، فهم ينعقون مع كل ناعق، فعندما يأتي الأميركي ويظهر قوته يصبحون أتباعا له، وعندما يأتي الفرنسي ويظهر قوته يصبحون خدما له، وعندما يأتي من يأتي يتعاونون معه، وفي فترة من الفترات جاء الاجتياح الإسرائيلي فتقدموا بين صفوفه، فهؤلاء لا شأن لنا بهم إن أخطأوا إلا أن نبين للأجيال من حولهم وللمتأثرين في مجتمعهم، أن هذه الشعارات التي تطرح هي شعارات مضللة وخاطئة”.
وقال: “إن الذين يرفضون المقاومة في لبنان ويحملونها مسؤولية عدم الاستقرار في البلد، عليهم أن يعلموا أن كل الوقائع والشواهد الحاضرة والماضية، تثبت أن المقاومة هي أهم عامل استقرار وحفظ أمن البلد، وبالتالي، إذا استحضرنا سنوات الاستقرار مما هو بعد عام 2006 إلى الآن، نرى أنه لم يكن هناك اعتداء إسرائيل أو أي إغارة إسرائيلية طاولت لبنان، وكذلك لم تجرأ الإسرائيليون على الاستخفاف بالأمن اللبناني، فالإسرائيليون مردوعون الآن بمعادلة موازنة الردع التي فرضتها المقاومة على الإسرائيلي، ولذلك نحن نعيش في أمن واستقرار”.
واعتبر أن “الذين لا يريدون لوطننا أن تكون فيه مقاومة شعب، يريدون تخريب الاستقرار، ويريدون إطلاق يد العدوان من أجل أن تستخف بكل ما ينجزه شعبنا من إنتاج على المستوى الداخلي، ويريدون الإطاحة بكل ما أنجزه الشهداء والجرحى والمعوقون خلال تصديهم للعدوان الإسرائيلي ولمفاعيل ذلك العدوان”.
أضاف: “إن المقاومة تنبىء بالوقائع من حيث شهدائها وجرحاها وأسراها المحررين وقيادتها وجمهورها وإنجازاتها، أنها مقاومة لبنانية الأصل أكثر مما يدعي المتطاولون عليها، وعندما يقال إننا لا نريد احتلالا إيرانيا، فإننا نسأل أين هو الاحتلال الإيراني، وإذا كان تأثر جمهور المقاومة بثقافة تتماهى مع ثقافتنا الرسالية والإسلامية، وحصل تبادل وتفاهم ثقافي بيننا وبين الإيرانيين، فهذا لا يعني أننا أصبحنا إيرانيين على الإطلاق، والمعترضون أصحاب هذا الشعار يعرفون أن الفعالية الثقافية التي تتفاعل ونتفاعل معها الآن بين لبنان وإيران، منشأها جبل عامل، ونحن صدرنا هذه الثقافة الإسلامية إلى إيران عبر التاريخ، والآن نعيد التفاعل الحضاري”، مشيرا إلى أن “البعض يجهلون التاريخ ولا يعرفون معنى التفاعل الحضاري، وربما حقدهم وكراهيتهم تدفعهم للتعبير عنا بأننا جالية إيرانية، ولكن يعبرون بذلك بأنهم يرفضون الاحتلال الإيراني”.
وأبدى أسفه لـ “المستوى الذي وصلنا إليه في هذا البلد، والذي هو ليس إلا تملقا من البعض لسياسات الهيمنة التي ترعاها الإدارة الأميركية من أجل أن تحفظ مكانة إسرائيل في المنطقة، ومن أجل أن تسوق لمشروع التطبيع مع العدو الإسرائيلي”.
وقال: “إن الإدارة الأميركية واستجابة لما يستشعره الكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين من مهابة وقدرة لدى المقاومة الإسلامية في لبنان، وبعد أن استنفذ الأميركيون ومستخدموهم في لبنان تنفير الناس عن المقاومة، والفصل بينهما، يعمدون الآن إلى زج الشعارات التي نراها ونسمعها وسط أزمة اقتصادية خانقة يفتعلونها للضغط على الناس، من أجل أن يصبح شغلهم الشاغل وهمهم الأكبر أن يقايضوا قيمهم والتزاماتهم العقائدية والدينية والسلوكية والأخلاقية برغيف الخبز عندهم”، مشددا على أننا “نعرف أهلنا وشعبنا وطينتهم وأصالتهم وعمق التزامهم وتدينهم، ولذلك نحن نرثي لحال هؤلاء الذي ينخرطون في مثل هذا المشروع الذي يستهدف شعبنا بلقمة عيشه”.
وختم: “نحن لا نقبل أن تنتهك سيادتنا الوطنية نتيجة تخاذل أو تقصير أو تعامل ما، نحن قادرون على منع هذا الانتهاك، وكذلك نحن حريصون على كرامة شعبنا، لأن شعبنا ضحى وصمد وقدم خير نموذج في مواجهة العدوان والاستكبار، وهو الآن مثال يحتذى لدى كل شعوب العالم”.