لبنان

إعلام إسرائيلي: ما يحدث على الحدود الشمالية يكفي لخلق وضع لا يطاق

تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن الواقع الحالي على الحدود الشمالية مع لبنان، واصفةً إياه بـ “الصعب للغاية” ما دام مستمراً، وأنّ حزب الله فرض بالنيران حزاماً أمنياً من عدّة كيلومترات داخل “إسرائيل”.

وقال عاموس هرئِل، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إنه “في غياب بشائر من غزّة، يبدو أنّ بيني غانتس (وزير أمن الاحتلال السابق) وغادي آيزنكوت (رئيس الأركان السابق في جيش الاحتلال) لم يتبق أمامهما سوى القليل قبل أن يصلا إلى لحظة الحقيقة – قرار ما إذا كانا سينسحبان من الحكومة احتجاجاً على عدم إحراز تقدم في قضية الأسرى وترتيب اليوم التالي.

واعتبر أنّ مثل هذه الخطوة يمكن أن توحد نتنياهو مع شركائه في اليمين. لكن في الوقت نفسه، قد يشير ذلك إلى موجة الاحتجاجات الهائلة التي توقعها الكثيرون بعد كارثة 7 تشرين أول/أكتوبر، والتي لم تتحقق بعد. وبذلك “تستمر الحكومة الفاشلة بقيادة نتنياهو في الإخفاقات والسلوك المخيف”.

يأتي ذلك فيما تزداد نقمة المستوطنين في الشمال على الحكومة و”الجيش” لفشلهما في معالجة تهديد حزب الله، في الوقت الذي تواصل المقاومة عملياتها ضد مواقع وحشود الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة.

وبيّن هرئِل أنّ “ما يحدث في الشمال يكفي لخلق وضع لا يطاق”، موضحاً أنّ “حزب الله في الواقع يفرض بالنيران حزاماً أمنياً يمتد عدّة كيلومترات من الحدود، في المقابل الحكومة الإسرائيلية ترد بخطاب فارغ”.

وأكّد محلل الشؤون العسكرية في “هآرتس” أنّ “ضربات “الجيش” الإسرائيلي، مهما كانت شديدة ودقيقة لا تحدث تغييراً جوهرياً في الوضع”.

كذلك، أشار إلى أنّ “مؤيدي صفقة تبادل الأسرى (مع حماس) يشتبهون في أنّها يمكن أن تخفف من حدة الوضع في الشمال أيضاً، فمن وجهة نظرهم، يفضل حزب الله إنهاء المواجهة دون حرب شاملة، وأنّه في مثل هذه الحالة، ربما يمكن ترك وقتٍ لصياغة مبادرة دبلوماسية أميركية تهدف إلى إبعاد الحزب عن الحدود.. وإذا لم يفلح ذلك، فإنّ “الجيش” الإسرائيلي على الأقل سيكسب الوقت للاستعداد لاحتمال نشوب حرب شاملة في لبنان”.

ولكن في مقابل ترجيحاتهم، يعتقد معارضو هكذا صفقة أنّها تتضمن افتراضات تعتمد على الكثير من “إذا” و “ربما”.

هذا وأشار محلل الشؤون العسكرية في “هآرتس” إلى أنّ “كابينت الحرب” ممزق بشأن كيفية إعادة الأسرى، مبيناً أنّه في مواجهة نتنياهو وغالانت والوزير رون درمر، الذين يعارضون صفقة تتضمن وقف إطلاق نار طويل وإطلاق سراح جماعي لآلاف الأسرى الفلسطينيين، هناك وزيرا معسكر الدولة، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بالإضافة إلى المراقب من شاس أرييه درعي. يبدون وكأنهم يسعون جاهدين للتوصل إلى صفقة، حتى على حساب وقف القتال (الذي يشبه إلى حد كبير اعترافا بانتصار حماس في هذه الجولة).

ومن الممكن أن تشير استقالة وزراء من “حكومة الوحدة الوطنية” إلى موجة احتجاج ضخمة. خاصةً وأنّ الهدفين الرئيسيين للحرب في قطاع غزّة – تفكيك قدرات حماس وتهيئة الظروف لإعادة الأسرى – لا يتصادمان في هذه المرحلة فحسب، بل هما غير متزامنين في جداولهما الزمنية.

وتابع بالقول “حالياً، لا تؤدي خطوات الجيش الإسرائيلي إلى تحرير الأسرى. وتخشى العائلات من أن تؤدي عملياته إلى مقتلهم”، مضيفاً أنّ نتنياهو يكرّر عبارات جوفاء “سنقاتل حتى النصر”، لكن بالنسبة له ينبع هذا بشكلٍ أساسي من اعتبارات البقاء.

وبحسب ما ذكر، فإنّ ثمة إحباط هائل في المستويات العليا في “الجيش” الإسرائيلي والشاباك. وهناك “خشية من أن الاعتبارات السياسية لرئيس الحكومة تؤدي من الآن إلى تآكل الإنجازات المتراكمة حتى الساعة”.

يأتي ذلك بعد يومين من تأكيد صحيفة “هآرتس” أنّ ثمن صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزّة هو اعتراف الحكومة و”الجيش” الإسرائيلي بفشلهما، دون تحقيق الأهداف التي وضعها المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي، الأمر الذي يُعمّق الخلافات الداخلية بين المسؤولين الإسرائيليين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى