لبنان

بيرم: لتأليف حكومة بعيداً من المحاصصات الضيقة

كرم رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب في دارته في الجاهلية، وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم، تقديراَ لمواقفه وجهوده وعاطاءاته في حضور المسؤولين الحزبيين وشخصيات سياسية واجتماعية. تخلله وليمة على شرف الوزير بيرم.

وكانت كلمة للوزير بيرم، قال فيها: “شكر من القلب على هذه الدعوة الكريمة لأننا شعرنا منذ لحظة دخولنا إلى هنا أنه لا يوجد تكلّف ونحن داخلون الى بيتنا، عند أصدقاء عند أهل عند أحباء وهذه مسألة مهمة جدا، وأنا دائماً أكرر عبارة “من يدخل إلى القلب فمن الصعوبة أن تنزعه”، القلب هو اكثر الأماكن أماناً. من هذه الدار اقول هناك خيار  انت يا معالي الوزير شخصية جريئة في زمن الكثير من الناس تحسب كلماتها ليس لتكون كلمة الصواب ولكن خوفاً، الجرأة لها ثمن ولها ضابطتها، فنحن عندما نؤيد لا يعني أننا نلغي الآخرين، وليس في ثقافتنا الإلغاء، نحن لا نلغي أحدا، نحن نريد الجميع، ولكن المشكلة احياناً أن الأخر لا يراك، لا يريد أن يراك، هذه مشكلته، نحن لا نعمل على ردة الفعل، نحن أهل الفعل النابع من العقل “إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته، إن كان خيراً فامضه وإن شرّاً فانتهِ عنه”، نحن ندرس الأمور بحكمة وهنا شيوخنا يتصفون بالحكمة، والحكمة تأتي أيضاً من ارتباطنا بالأرض، نحن لسنا من الناس الرحّل، نحن أهل هذه الأرض التي ارتوت بدمائنا وبتضحياتنا، وكل ما نريده في هذا الوطن أن نعيش أعزاء، لبنان لم يُبنى الدولة لتكون في دولة قوية، بني لبنان لتكون فيه دولة ضعيفة، لماذا؟ لتكون فيها النخبة السياسية نخبة رأس الجسر للمطامع الخارجية فكل فريق مرتبط في الخارج ليدخلوا الى لبنان، وكي يستمروا تقاسموا ريع الدولة، ويحتاجون أتباع فنشأت الزبائنية ولم تنشأ المواطنة، وهذه الزبائنية لم تبنِ مؤسسات، تدخل على المؤسسات لتأخذ وليس لتُعطي“.

تابع: “هذا الوطن الذي قُدّمت له هذه المستويات من التضحيات فهو جدير أن نبني له دولة، ونحن أثر من يريد بناء دولة، وجيش قوي، لسبب بسيط، لسنا مضطرون لخسارة خيرة شبابنا أو أن تدمّر بيوتنا، أمام إرهااب أتٍ ليدمر كنائس ومساجد ويفجر نفسه فينا ونخسر أكثر من 6 آلاف جريح و 3 آلاف شهيد، 9 آلاف عائلة، ويظهر من يهاجمك، لا اطالبه أن يقف معنا ولكن لا تطعتني بالظهر، نحن نحمي لبنان ليس ليكون بلون واحد حتى بلوننا نرفضه، نحن نريد لبنان لجميع اللبنانيين، ولكن لبنان له اقتدار ويحسب له حساب، فانا كنت مع وزير الطاقة أخبرني أن رئيس شركة توتال أخبره الأمركيون والإسرائيليون وقالوا له “إذا نقبتم عن النفط والغاز حتى في مناطق غير متنازع عليها سنضع عليكم العقوبات، قبل أن يتحدث سماحة السيد، فعندما تحدث غير المعادلة، عندما قال لهم يجب أن يكون هناك تراتبية صحيحة، الموقف والقرار للدولة اللبنانية، نحن كمقاموة أبناء الشعب، وصحيح أن الشعب هو مصدر السطات في لبنان والمقاومة هي انبثاق من هذا الشعب، والمقاومة تسبق الدولة حيث ان الشعب يسبق الدولة، “شعبٌ، أرضٌ دولة”، فعندما لا يكون لدينا سلطة رسمية قادرة أن تحمي البلد وأن تعطي المواطن الاحترام والقدرة والأمان وان تزيل عنا القلق الوجودي، فهناك ثمة من يحمل الراية ويحمل السلاح ليضمن لنا هذا الوجود والعزة والكرامة“.

واضاف: “سماحة اليد رفع سقف “الموقف للدولة” وقال للعدو الإسرائيلي ممنوع أن تنقّب اذا لا تسمح لنا بالتنقيب، على أثر ذلك تبدّل الموقف وخلال 48 ساعة حضر المندوب الأميركي، وهذا الموقف لا يعود بالفائدة على فريقنا وحسب، انما الفائدة تطال جميع اللبنانيين، على الدولة ان تركّز موقفها وتسفيد من معادلة الردع وتوازن القوى وأن تذهب الى عملية تفاوض جريئة، وهذا ما يحصل حالياً وهناك تقدم بالموقف وتوحدوا حول موقف رئيس الجمهورية، وتوحدوا حول الموقف وابلغوا القرار لهوكشتاين وبانتظار الجواب. خاصة أن ليهم تركيز كبير جدا على الطاقة الموجودة في بحرنا بعد أزمة أوكرانيا التي سيدفع ثمنها الأوروبيون، فهم يحتاجون الطاقة فقاموا بكل هذا الحصار كي نتنازل نحن ويعطونا الفتات لنعيش فقط، ومنعنا من أن نعيش بعزة وازهار، هذه ثقافة “تنكة الزيت وصندوق الإعاشة” وليست ثقاف الاقتدار والعزة والانتاج والصناعة والزراعة وإعادة تحويل لبنان الى ورشة عمل واستشعار المعنى والهدفية، هذه الدولة التي نريدها، فنحن عندما دخلنا الى الدولة تركنا أثرا طيبا لأننا قدمنا إزالة لشبهة ولذريعة لمن يأتي ويقول لك لم “أستطع” نحن قدمنا من لا شيء وقلنا عندما تكون انسانا صادقا وتمثل الناس فعلا وتهتم بقضايا الناس وانت منهم وتعود اليهم، يجب أن تفكر صح عندها تستطيع أن تنجز من لا شيء، هذه ثقافة لبنان والوعي اللبناني, أن نتحول من إبداع فردي في لبنان إلى ابدداع جَماعي كي نسطتيع أن نبني ثقة بين المواطن والدولة، وآن الاوان أن نقدم نموذجاً بحيث يمكن أن يكون مسؤول ولا يسرق، ويخدم فالناس تستحق“.

ودعا إلى “تأليف حكومة بعيداً منن محاصصات ضيقة، وحتى في المحاصصة المطلوب تعيين النوعيات من الاختصاصيين فهذا الأمر ينقلنا الى مرحلة جيدة. لبنان لا يحتمل الطفرات التغييرية لأن لبنان متعدد ولا ينشأ رأي عام واحد، لدينا منغلقات مذهبية، وما نقول في القضايا السياسية فلنعزل الإختلاف السياسي يُترك  في اطار الديناميكية السياسية، لكن القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمطلبية فلتكن موضع إجماع. فاذا تريدون مسار الصندوق الدولي؟ نحن غير مقتنعون… اذا الراي الغالب يريد هذا الخيار اذهبوا اليه، حاولنا التخفيف من أضراره، وفي نفس الوقت طرحنا بدائل، والبديل إما تفرضه بالقوة التي لا تتماشى مع الوضع اللبناني، ونحن لا نؤمن بفرض القوة على اهلنا في لبنان. بالرغم من أن قدرات المقاومة كبيرة جداً ولا يكلفها الأمر إلا ثوانٍ قليلة لتنفيذ الأمر الصادر من ذلك الإصبع الذي يحير كثيرين في هذا العالم“.

وختم بيرم قائلاً: “نعم نريد حكومة لكل لبنان، نبدأ بخطة إقتصادية انتاجية لنعيد ثقافة الانتاج، فالاقتصاد الريعي دمرنا سلبوا منا اموالنا، فاللبناني لا ينقصه الابداع، ولدينا القدرات، وانا كوزير عمل اتخذت قرارات لحماية العامل اللبناني، لم تثمر كثيراً لكنها فتحت الباب لحمايته من المنافسة، وحاليا دخلنا في التدريب ونحاول المواكبة قدر المستطاع“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى