إقتصاد

الحراك الشعبي والوضع الإقتصادي في لبنان إلى أين؟

لأكثر من ثلاثة أسابيع على التوالي يتواصل الحراك الشعبي في لبنان عبر الإعتصامات في الشوارع والساحات ضد تردي الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية وفرض الضرائب التي أنهكت المواطن اللبناني.
وفي حديث خاص لـ “إرتكاز نيوز” مع الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور ” كامل وزنة ” بيّن بأن الوضع الاقتصادي في لبنان دقيق جداً خصوصاً بعد مضي فترة طويلة من الحراك الشعبي، حيث أنه قد أثّر بشكل أو بآخر على الأزمة المالية التي تبلغ المديونية اللبنانية فيها ما يقارب 87 مليار دولار، وكانت خدمة الدين لهذا العام تقارب 7 مليار دولار.

كما وأكد “وزنة” أن لبنان كان بحاجة إلى مجموعة من الإصلاحات والقرارات الجريئة التي تعيد الثقة إلى الإقتصاد اللبناني اليوم , وبأن لبنان قد دخل مرحلة الخلاص بعد استقالة الحكومة ولكن هنالك عشرات الأسئلة تلوح في الأفق بخوص مرحلة ما بعد الحكومة المستقيلة حيث أن لا أحد يعلم متى ستتشكل حكومة جديدة وماهي الأجندة التي سوف تسلكها هذه الحكومة ومن سوف يقودها وإذا كان يستطيع تنفيذ هذه الإصلاحات المطلوبة والنهوض بلبنان من كافة النواحي .

وقد أوضح “وزنة” أن أي معالجة في لبنان سوف تأتي بثمن يدفعه لبناني وربما لا يستطيع أن يدفعه برحابة صدر لكن في النهاية هناك منظومة اقتصادية مبني عليها الإقتصاد اللبناني، ولكن اليوم أصبحت هذه المنظومة على حافة الإنهيار حيث أن المصارف اللبنانية فتحت أبوابها لكن دون قوانين متشددة في سحب الأموال وهذا ما يخلق حالة غير مريحة للخروج من هذا المأزق في وقت قريب .
وبيّن “وزنة ” لـ”لإرتكاز نيوز” بأن الخريطة السياسية في لبنان مبهمة المعالم حتى الأن، وفي سياق أخر تحدث “وزنة” عن العلاقة السورية اللبنانية مؤكداّ أن هناك قوى في لبنان تعمل جاهدة على منع التلاقي بين الشعبين اللبناني والسوري وهي ترفض رفضاً مطلقاً تعاطي الدولة اللبنانية مع شقيقتها الجارة السورية، كما وأكد على وجود اتفاقيات بين البلدين وعلى المصالح الاقتصادية والأمنية الكبيرة المشتركة بين الدولتين، وتعد سوريا بالنسبة للبنان معبر اقتصادي مهم إلى الدول العربية .

أما بخصوص ملف النازحين السوريين في لبنان فقد أكد “وزنة” بأنه ملف شائك يحتاج إلى تعاون مشترك بين سوريا ولبنان، حيث أن سوريا فتحت أبوابها أمام النازحين جميعاً وطالبتهم بالعودة إلى وطنهم لاسيما بأن سوريا الآن مقبلة على مرحلة إعادة الأعمار مما يعني أن الفرص الإقتصادية للنازحين في سوريا أكبر وأفضل مما هي عليه الآن في لبنان اليوم، ولكن يوجد من يلعب بهذا الملف ويعيق عودة النازحين لأغراض سياسية بحتة.
واختتم “وزنة” حديثة للإرتكاز نيوز مؤكداً بأن هنالك بعض الأحزاب في لبنان قد سرقت الثورة السلمية للشعب وهي حالياً تقوم بتجييش المظاهرات في الشوارع وتعمل على إغلاق الطرقات وتصعيد الأزمة، وقد أكد بأنه يجب على الشعب اللبناني أن يتمسك بإرادته وحقوقه خلال مواجهته للمرحلة القادمة التي لا تتضمن أي حل سياسي حتى الآن.

 

ارتكاز نيوز _ رغد شيخ محمود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى