سوريا

المقداد: الأحلام “الشيطانية للنظام التركي” لن تتحقق

اعتبر وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن الممارسات التركية في سوريا “نموذج صارخ للاستهتار بأدنى القيم الحضارية والأخلاقية وبالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، محذرا من أن “الوضع في الشمال السوري يقترب من الكارثة إذا أصر (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان على ركوب رأسه” للقيام بما وصفه بـ “تطهير عرقي وإقامة مستوطنات جديدة في الشمال السوري”.
وعن ممارسات تركيا ومخططاتها لفرض واقع جديد في الشمال السوري، أكد المقداد لـ في حديث لـ “سبوتنيك”: “أن وجود تركيا في سوريا عمل من أعمال الاحتلال، فالممارسات التركية شكلت خلال السنوات الماضية ولا تزال نموذجاً صارخاً للاستهتار بأدنى القيم الحضارية والأخلاقية وبالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وحول التهديدات التركية بإطلاق عملية عسكرية لضم أراض سورية جديدة إلى مناطق سيطرتها ومسلحي الميليشيات (التركمانية) الموالية لها، أوضح وزير الخارجية السوري:
“الوضع في الشمال السوري يقترب من الكارثة إذا أصر أردوغان على ركوب رأسه وتحقيق الأهداف التي يتكلم عنها على حساب الشعب السوري وكرامته”، موضحا قوله: “فهذا يعد كارثة، والسبب في ذلك، أن ما سيقوم به (أردوغان) هو عبارة عن تطهير عرقي وبناء مستوطنات جديدة في الشمال السوري”.
وجددت تركيا أمس الأحد، تأكيد استعدادها لتنفيذ “عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا بأي لحظة” في الوقت الذي تخوض فيه أنقرة مصالحات تاريخية عميقة مع دول عربية بارزة، والتي شكك المراقبون السوريون بأنها تنطوي على تفاهمات ضمنية في هذا الشأن.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية “لقد قال رئيسنا بدقة شديدة إن العملية يمكن أن تبدأ في أي لحظة. نحن مستعدون لها”. وحول مآل النوايا التركية أردف المقداد:
“هذه الأحلام الشيطانية التي تراود النظام التركي لن تتحقق، لأن الشعب السوري موحد في مواجهة هذه الأخطار التي ينادي بها أردوغان”.
ولفت وزير الخارجية السوري إلى أن: “كل من يجد مسوغا للهجمات التركية والغربية على سوريا، عليه أن يتوقف عن ذلك وأن يعود لضميره وإحساسه ومشاعره الوطنية السورية، لأن في هذه العودة هو الحل لحماية سوريا ولطرد الاحتلال التركي والمضي للحل السياسي الذي نسعى له دائماً”.
واستدعى المقداد في حديثه لـ “سبوتنيك” شذرات من التاريخ القريب لعلاقة المنطقة العربية مع الاحتلال العثماني، مشيرا إلى أن “سياسة التتريك التي يقوم بها النظام التركي في مناطق ريف البلاد الشمالي ليست بجديدة، فهي امتداد لإرثه العثماني حيث عمد خلال سنوات طوال إلى نهب خيرات الوطن العربي والاعتداء على ممتلكاته، ونقل الصناع والحرفيين وأصحاب المهن بشكل إجباري للمساهمة في بناء حضارته المزعومة”.
كما أعاد الوزير السوري التذكير بالتاريخ القريب للعلاقة مع تركيا خلال الحرب الإرهابية على بلاده، مؤكدا أن:
“المحتل التركي قام بسرقة المحاصيل الزراعية من حبوب وزيت الزيتون، وعمد الى قطع بساتين الزيتون بحجة فتح الطرقات إلا أنه في الحقيقة اقتلع القسم الأكبر منها ونقلها إلى الأراضي التركية، كما عمد إلى سرقة المياه وتخفيض كمياتها الواردة إلى السدود ما أدى إلى انخفاض مستوى المياه فيها لأقل من ثلاثة أمتار”.
وختم المقداد بالتذكير أن “الاحتلالين الأمريكي والتركي للأراضي السورية وممارسات الاحتلال التركي في شمال وشمال شرق سوريا ودعمه للإرهابيين، ينتهك السيادة السورية ويخالف القانون الدولي وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
يذكر أنه منذ عام 2016، قامت تركيا بشن 4 عمليات عسكرية في سوريا، وأعلن عن العملية الجديدة في مايو/أيار الماضي، وكان من المفترض أن تتم في 4 مناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى