لبنان

السيد فضل الله: لرئيس جمهوريّة يكون على مستوى طموح اللبنانيين!

قال العلامة السيد علي فضل الله في خطبة صلاة الجمعة،”البداية من الوضع المعيشي والحياتي الذي يستمر في التأزم بفعل الارتفاع المستمر في الأسعار لعدم وجود رقابة الدولة على الأسعار ولقلة الموارد والإمكانات لدى اللبنانيين، والذي بات يهدد قدرة القطاع العام على الاستمرار وقد يصل إلى القطاع الخاص، والأخطر من ذلك هو ما نشهده من التفلت على الصعيد الأمني من ازدياد منسوب السرقات حتى في وضح النهار، رغم كل الجهود المشكورة التي تبذلها القوى الأمنية على هذا الصعيد”.

وأضاف: “لقد بات واضحاً أن الحل لن يحصل بالترهل الذي نشهده على الصعيد السياسي والانقسام الحاصل بين مكوناته، بل بملء الفراغ على صعيد رئاسة الجمهورية أو الحكومة أو باقي المواقع، لكننا ونحن ندعو إلى ذلك، فإننا لا نريد له أن يملأ بأي كان، بل برئيس للجمهورية يكون على مستوى طموح اللبنانيين، وقادر على قيادة سفينة البلد إلى شاطئ الأمان، وحكومة تأخذ على عاتقها العمل لأجل النهوض بالوضع الاقتصادي والنقدي من خلال خطة تعاف على هذا الصعيد، وبسد منافذ الفساد والهدر وإعادة الأموال المنهوبة، تعيد الثقة المفقودة بالدولة على المستويين الداخلي والخارجي.

وتابع، “من المؤسف، ألا يدعو كل ما يجري على صعيد البلد وإنسانه القوى السياسية أن تقوم بالدور المطلوب منها والذي يقع على عاتقها، بعدما أصبح واضحاً أن القرار بيدها وأن كلمة السر التي كان ينتظرها البعض من الخارج لن تأت وأن الكرة باتت في ملعب هذه القوى، والذي لن يتم إلا بتعاونها وتوافقها على من يكون الأولى بقيادة البلد وإدارته”.

وأكمل: “في انتظار ذلك، نجدد دعوتنا للحكومة إلى القيام بمسؤوليتها في التخفيف من الأعباء على المواطنين بدلاً من السياسة التي لا تزال تعتمدها بزيادة الأعباء عليهم من خلال زيادة الضرائب والرسوم لتأمين احتياجاتها. في الوقت الذي لا تقوم هي بالدور المطلوب منها تجاههم، فالدولة التي تأخذ لا بد أن تعطي مقابل ما تأخذه”.

وقال: “على الصعيد القضائي، فإننا أمام ما يجري في القضاء نجدد دعوتنا إلى العمل لحماية القضاء وإبقائه بعيداً عن التدخلات السياسية وغير السياسية، وألا يكون مطية لأحد، بل سيفاً مصلتا على رؤوس الفاسدين والمفسدين والناهبين للمال العام والمتلاعبين بمقدرات الدولة والناس وكل من لا يريد خيراً لأمن هذا البلد واستقراره، لقد قلناها ونقولها الآن؛ إن البلد لا يبنى إلا بقضاء نزيه وعادل وبقضاة يكونون على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأحرارا في قراراته”.

وزاد: “بالانتقال إلى العلاقات العربية والإسلامية، فإننا ننظر بعين الإيجابية، لأي لقاء عربي أو إسلامي جرى ويجري، وندعو إلى تعزيزه والبناء عليه لكونه الطريق الأسلم لمعالجة الأزمات التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي بروح اللقاء والتعاون والتنسيق.وفي هذه الأجواء، نجدد الدعوة للدول العربية والإسلامية إلى أن تكون على مستوى التحدي لدعم السودان في وحدته وثروته الوطنية، ولإيقاف نزيف الدم المستمر والعودة إلى لغة الحوار والتفاهم بين مكوناته”.

وختم: “تستمر معاناة الشعب الفلسطيني من خلال استمرار العدو باعتداءاته على الضفة الغربية وقطاع غزة، وما يحصل في سجون العدو من ظلم وامتهان للأسرى، والذي تجلى مؤخراً في الإهمال المتعمد لإضراب الأسير الشيخ خضر عدنان عن الطعام كتعبير أراد من خلاله التركيز على معاناة الأسرى ورفع الصوت لإنقاذهم من سجانهم. إننا في الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة التضامن مع هذا الشعب ومع عنوان الاستشهاد الذي جسده الشيخ خضر عدنان في مواقفه وصلابته، نحيي المقاومة الباسلة والمتواصلة ضد العدو، وندعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم حيال القضية الفلسطينية وهذا الشعب الحي الذي أعادها إلى دائرة الضوء على الرغم من أنف العدو وكل من ساعده في عدوانه واحتلاله وفي التغطية على جرائمه المتلاحقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى