لبنان

الشيخ الخطيب: أدعو الحكومة للإجتماع استثنائياً وقبول هبة الفيول الإيرانية منعاً للإنهيار الشامل

أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى اليوم الأول من عاشوراء لهذا العام في مقر المجلس، برعاية نائبه العلامة الشيخ علي الخطيب وحضوره، الى شخصيات سياسية ونيابية واجتماعية وعلماء دين ومواطنين.

واضاف: “إن آية المودة وحدها بهذا المعنى كفيلة بالدلالة على مقام الولاية عدا عن النصوص الأخرى من الآيات او الاقوال الصادرة عن رسول الله في هذا الصدد. ونحن حين نقيم هذه المجالس ونحيي هذه الذكرى أضافة الى ذلك، فإننا نحيي في نفوسنا وفي أبنائنا هذا المعنى وهذا الشعور بالانتماء للإسلام ولرسول الله ولأهل بيته ولمبادئ الحق والقيم، ونعبر عن انزياحنا للعدل ضد الظلم وعدم الركون الى حياة الذل والهوان والاستسلام للراحة والاهتمام فقط بالمصالح المادية على حساب المبادئ والقيم الروحية والأخلاقية، على أن ذكرى عاشوراء تشكل مدرسة مستمرة للأجيال تتربى فيها على هذه القيم والمعاني، تحتاجها بشكل مستمر في الحياة لتصحيح المسار للمجتمع المعرض دوما للانحراف عن الخط الإلهي والرسالة، لأن المصالح الفردية والفئوية تتعارض في كثير من الأحيان مع القيم والمبادئ مما يدفع أصحابها الى تجاوزها بل مواجهتها لأنها تشكل عائقا لها عن بلوغ أهدافهم، وهذه المواجهة قد تكون بشكل مباشر حين تشعر في نفسها بالقوة التي تمنحها الشعور بإمكانية الانتصار خصوصا اذا تمكنت من الإمساك بزمام السلطة، فتعمد الى ملاحقة القوى التي تؤمن بهذه القيم وتدافع عنها وتحاول إخماد صوتها، اذ تقود هذه المواجهة بشكل مباشر بالتضييق ثم الملاحقة ثم التصفية او الاعتقال، او بصورة غير مباشرة عبر التلاعب بالمفاهيم ومحاولة خداع الجمهور وإفساده او تمارس الامرين معا، بالمواجهة المباشرة وغير المباشرة، لذلك كانت مدرسة عاشوراء تقوم دائما وفي كل مرحلة من المراحل الزمنية المختلفة بهذا الدور الذي تتطلبه وبتعميق الارتباط بالقيم الأخلاقية والايمانية وتصحيح المفاهيم وتحقيق المناعة الذاتية في مواجهة الانحرافات الأخلاقية والفساد الاجتماعي والسياسي داخل المجتمعات لأن مهمة عاشوراء في إعطاء النموذج للأفراد والجماعات الذي تحتاجه في كفاحها ضد الظلم والفساد وفي الاستقامة والعدالة والتضحية حتى الشهادة في سبيل تحقيق هذه المبادئ ومقاومة الظلم والظالمين”.

وقال: “ليس من السهل في كثير من الأحيان أن يعرض الإنسان نفسه وأعزاءه للملاحقة والاعتقال والتعذيب أو خطر الموت عندما يستدعي الامر مواجهة السلطة المنحرفة أو مواجهة الخطر الخارجي، ولذلك فإن التمرد والخروج على الانحراف يبدأ بعدد قليل من الناس الذي قد يستتبع خروج آخرين حين يستدعي ذلك المواجهة فتنجح المحاولة او قد تفشل، وبمقدار ما يكون النموذج حاضرا لدى الناس والارتباط به وثيقا بمقدار ما يكون له تأثيره في حياتهم.
ولقد شكل الإمام الحسين دائما هذا النموذج لجمهور عاشوراء غير المحصور بأتباعه وكانت له هذه الفاعلية والتأثير على سلوكهم في الحياة ودفعهم الى المواجهة في سبيل قضاياهم حتى الشهادة، وهو ما يشكل ظاهرة عابرة للطوائف والجغرافيا العربية والاسلامية، حيث كان الإمام الحسين شعارا لدى كل الثائرين أسقط عروشا قامت على الظلم والفساد، فشكل لها الامام الحسين النموذج الذي تحتاجه في هذه المواجهات، ولقد كان الشعار الذي رفعه الامام الحسين (وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي) غير محصور في مواجهة يزيد، وإنما خطا للثائرين على الخط اليزيدي الذي يمثل الظلم والانحراف والفساد، فهو دعوة مستمرة في الزمان والمكان شكلت النموذج لكل حركة إصلاحية وإجتماعية وسياسية وفكرية في تاريخنا السابق والمعاصر، وبالأخص لأتباعه الذين كان لهم الأثر الأكبر في التحولات الكبرى على الصعيد السياسي والاجتماعي، الذين دفعوا ثمنا كبيرا في هذا الطريق، وتعرضوا للمظالم والافتراءات والتشويه والحصار الإعلامي والاجتماعي والحرمان والعزل السياسي لما شكلته مدرستهم من خطورة على الأنظمة الفاسدة والمنحرفة التي رفعت الإسلام شعارا لها، لكنها انتهكت مبادئ الإسلام وعملت على تحريفه واستغلاله لإحكام سيطرتها على السلطة ولتتمكن من إجهاض حركة الثائرين”.

أضاف الخطيب: “في الوقت المعاصر حققت هذه المدرسة أهم إنجازاتها في مواجهة الاستعمار الغربي بشقيه الفكري والعسكري، وكانت المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي واحدة من الإنجازات التي استطاعت أن تنتصر عليه وتشكل تحديا غير مسبوق له، ونعيش اليوم أبرز وجوه هذا التحدي في منعه من استخراج الغاز والبترول من سواحل فلسطين المحتلة ما لم يتمكن لبنان من ذلك، ويقف العدو ومن خلفه عاجزين عن تجاوز هذا التحدي الذي يجب على اللبنانيين جميعا أن يستفيدوا منه، وأن يكونوا على قدر المسؤولية وعلى مستوى هذا الإنجاز، ولقد كانت المقاومة أكبر من أن تكون محدودة بحدود طائفية، فكانت لكل لبنان ولمصلحة كل اللبنانيين، والمأمول من بعض القيادات اللبنانية ان تكون على مستوى المسؤولية الوطنية وعدم الانجرار الى مواقف تثير الساحة الداخلية وتشغلها عن الاستحقاق الوطني الذي يجب ان يقف فيه اللبنانيون موقفا موحدا وراء المفاوض اللبناني”.

وختم: “يا شيوخ العرب يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد. فمن يضع حدا للاحتكارات التي تخنق الناس من احتكار المواد النفطية واحتكار المواد الغذائية واحتكار الطحين ورغيف الخبز، حتى لا يكاد المرء يحصل على رغيف خبز لأبنائه. انني ادعو الحكومة اللبنانية للاجتماع بشكل استثنائي تفاديا للانهيار الشامل واتخاذ قرار بقبول الهبة من الجمهورية الإسلامية الايرانية بتقديم الفيول لتشغيل معامل الكهرباء منعا للانهيار الشامل بهدف اخضاع لبنان لشروط العدو الاسرائيلي وتخليه عن حقوقه في استخراج النفط والغاز من حقوله البحرية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى