الأخبار: أنقرة- دمشق: بداية تطبيع
كتبت جريدة الأخبار تقول:
لا يبدو أن التصعيد التركي الأخير في الشمال السوري، سيفضي إلى عرقلة المسار الهادف إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، على رغم ممانعة الأطراف الموالية للأولى الدفْع بهذا المسار قُدُماً، ومحاولتها عرقلته بأيّ طريقة.
والظاهر، على ضوء مسارعة تركيا إلى قمع أيّ دعوات إلى عملية عسكرية جديدة في سوريا، وحرص الأخيرة في المقابل على إبقاء ما جرى مساء الثلاثاء مضبوطاً بسقف واطئ، أن ثمّة إرادة مشتركة في إبقاء نواة التفاهمات حيّة، وإن كانت رهانات كلّ طرف بخصوص ما ستؤول إليه متباينة. وبحسب المعلومات، فإن أنقرة تعرض ترحيل ملفّ انسحاب قوّاتها من الأراضي السورية إلى ما بعد التوصّل إلى اتّفاق بين النظام والمعارضة، التي تريد الأولى تصدير «الائتلاف» بوصْفه ممثّلاً عنها، لكن دمشق لا تزال تمانع تجميد هذا الملفّ بينما يتمّ العمل على تطبيع العلاقات.
وعلى رغم استمرار الخلافات حول نقاط كثيرة، إلّا أن الملفّ الإنساني، والذي يَظهر أن ثمّة توافقاً على فصله عن بقيّة الملفّات الأكثر تعقيداً، سيشكّل بالفعل نافذة مضمونة لتعاون جزئي سوري – تركي، يظلّ، على رغم ذلك، محفوفاً بمخاطر عدّة، على رأسها محاولات العرقلة الأميركية، واحتمال أن يكون سلوك رجب طيب إردوغان محصوراً في إطار المناورة السياسية التي تستهدف كسْب تأييد بعض أحزاب المعارضة قبل استحقاق الانتخابات.
وبينما تدْفع روسيا – ومعها إيران – في اتّجاه إصلاح العلاقات التركية – السورية لِما يعنيه من مصلحة لكلا طرفَيها، فإن سوريا تميل حتى الآن إلى الحذر الشديد، إن لم يكن التشاؤم بما يمكن أن تفضي إليه الديناميات الحالية.