لبنان

المرتضى: نحتاج رئيساً مؤمناً بلبنان الرسالة…لبنان التنوع…لبنان المتيقظ دوماً للخطر الإسرائيلي

اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ان “جميعنا تعلمنا من مدرسة الإمام السيد موسى الصدر الوضوح في المواقف والرؤى”.

وقال: “وفي ظل صورة  المشهد المزدحم بالتحديات والتطورات على مستوى لبنان والمنطقة،  الجميع مدعو الى لغة العقل والى تهذيب الخطاب السياسي من  اجل لبنان، والاسراع في تشكيل حكومة تتصدى لكل التحديات.”

كلام الوزير المرتضى جاء خلال رعايته ندوة لمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، من تنظيم نادي الشقيف –النبطية وبالتعاون مع وزارة الثقافة، بعنوان “نوافذ حضارية لوطن واحد”، حضرها الى الوزير مرتضى، النائب هاني قبيسي ، محمد حجازي ممثلا النائب ناصر جابر ، امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران ، المفتي الشيخ مالك الشعار ، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر،  رئيس رابطة ال الزين في لبنان سعد الزين، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العقيد الركن علي اسماعيل، المسؤول التنظيمي لحركة امل في الجنوب الدكتور نضال حطيط، وفد من قيادة حزب الله في النبطية برئاسة احمد سلوم، المحامي جهاد جابر ممثلا النائب السابق ياسين جابر،  رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية ماري توما ، رئيسة رابطة اطباء محافظة النبطية الدكتور سمير كحيل، المسؤول التربوي لحركة امل في الجنوب الدكتور عباس مغربل، مسؤول مكتب الشباب والرياضة في الجنوب المهندس علي حسن ، ووفد كبير من علماء مدينة طرابلس ، وشخصيات وفاعليات .

وتحدث الوزير المرتضى قائلا:”كلما أتيناه وجدناه يعقِدُ مجلسًا عند نجوم الليلِ لُيرسل خفَقانَ ضوئها كلماتِ حبٍّ لأرضه المتعبة. كلما جئناه، ألفيْناه يشتغل بالضوء البازغ من عيون المحرومين، يحرسُ أحلامَهم، ويسيرُ بخطىً ثابتة نحو الإنسان فيهم، يمدّ إلى الشمس كفيه، ويغرِفُ من معينِ الولايةِ زادًا لفرح المشتهى. يقيمُ الصلاة على سجّادةِ الشفقِ، ويسيرُ مع الفجر نحو ناسه، مدركًا/ أنْ ستُنبت سنابلُ الفلاحين، وتورقُ أشجارُ الجنوبِ، وتفرحُ عيونَ الأطفالِ عند النهر، الصدر قامةٌ منارةٌ في ظلمةٍ وبوصَلَةٌ في ضياع، عينان تطفو فيهما زرقةِ السماءِ، وعزمٌ تصخبُ فيه عواصفُ الأمواج؛ سوادُ عِمَّةٍ ونصاعةُ ضمير، إمامُ كنائسَ وأُسْقُفُ مساجدْ، جسَّدَ في عيشِه وخِطابه منظومةَ القيمِ الإيمانية والوطنية والإنسانية، تأبى القلوبُ أن تسمِّيَه مغيَّبًا وهو يستوطنُ نبْضَها، سيِّدُ الحقيقةِ وعنوان الدعوةِ إلى العيش الواحدْ والمِفتاحَ الذهبيَّ لبوابة الانتصارْ، على هديه نسيرُ/ في وحدةٍ كالبنيان المرصوصِ/ ولن نبدّل تبديلا.  واسمحوا لي في حضرة سماحة المفتي الشيخ الدكتور مالك الشعار المرجِع في مضمارِ الوحدةِ ومعتركِ الوعي والمحامي الرئيس شوقي ساسين،  الأديب الرصين المؤتمن من الجمهورية اللبنانية على رئاسة اللجنة الوطنية للثقافة والتربية والعلوم، والأستاذ روني الفا، صاحب الفكرِ النيّرِ والحضور المبدعِ الذي يسير بثبات ما بعده ثبات في درب بث الوعي الى وجوب الاستمساك بالوحدة الوطنية واليقظة الدائمة الى خطر العدو الإسرائيلي الوجودي على لبنان واللبنانيين، اسمحوا لي بحضورهم وحضوركم أجمعين، أن نعود بالذاكرةِ إلى تلك اللحظةِ الوطنيةِ التاريخيةِ في 18 شباط 1975، يوم وقف الإمامُ أمام مذبح كنيسة الآباء الكبوشيين في بيروت، واعظًا في “كلمةٍ سواء”، فقال حرفيًّا: “لبنان بلدُنا، رصيدُهُ الأولُ هو الإنسان”، وليزرع في نفوسنا حقيقةً لا تحتمل جدلاً مفادها أن لبنان هو رسالةٌ انسانيةٌ حضاريةٌ راقيةٌ مناقضةٌ للكيان الإسرائيليّ المغتصب، العنصري، الحاقد، الإلغائي، المجرم، المحرّف للتاريخ، السالب للحقوق، المنتهك للمقدسات والشرّ المطلق بكلّ ما لهذا التعبير من أبعاد ومدلولات.

في تلك العِظة الرائعة بشموليتها في وحدةِ الأديان، أكمل الإمامُ: “نجتمعُ من أجلِ الإنسانِ الذي كانَتْ من أجلِهِ الأديانُ، نلتقي لخدمةِ المستضعفِ المسحوق، ولنحفظَ بلدَنَا لبنان أمانةَ التاريخِ وأمانةَ الله، وهل ينسى العقلاءُ في هذا الوطن، وهم كثر، كيف كانت مواقف الإمام في مواجهة التحديات داخليةً وخارجية: الحرب الأهلية مثلًا، فكان الاعتصام في مسجد الصفا، والزود عن أهالي شليفا والقاع ودير الأحمر وموقفه من اعتداءات العدو الإسرائيلي وحضّه اللبنانيين على وجوب مقاتلتها ولو بأظافرهم…وهل ينسوا أن الإمام آمنَ أن لبنانَ كي يستقيم النظامُ فيه يجب أن يقوم على الحوار البناء والانفتاح الإيجابيّ والتمسّك بالآخر المختلف واحترامه تحت سقفِ الحرية الحقيقية. وحذّر من الاختزال الحزبي أو العنصرية الطائفية التي هو تدميرٌ للوطن وتيئيسٌ للمواطن:”.

وقال: “لأننا في مقامِ الإمام الصدر، الذين تعلمْنا في مدرستِه الوضوحَ في المواقفِ والرؤى، وفي ظلِّ صورةِ المشهدِ المزدحمِ بالتحدّيات والتطورات على مستوى لبنان والمنطقة، أنتهزُها مناسبةً لأؤكِّدَ من خلالِكم على جملةٍ من العناوين:

أولًا: قيامة لبنان من أزماتِه، ﻻ سيما اﻻقتصادية والمالية منها، واستعادة الثقة به وبمؤسساتِه على المستوى الداخلي والخارجي، ﻻ يمكنُ أن تتحقق في ظلِّ الإمعان في انتهاجِ لغةِ السجالِ والمناكفات، فهذه اللغة السياسية الشوهاء تشرِّعُ أبوابَ الوطنِ على مصراعَيه، ﻻستيلادِ المزيدِ من الأزمات والتدخلات التي قد تقوِّضُ الأسسَ وتهدم البنيانَ، فالجميعُ مدعوٌّ إلى اﻻحتكام إلى لغةِ العقل وإلى تهذيبِ الخطابِ السياسيّ واﻻرتقاء به الى مستوى التحدياتِ والمخاطر التي تحدقُ بنا. والجميعُ مدعوٌّ إلى التنازل من أجلِ لبنان وجعلِ مصلحة اللبنانيين تسمو على اية مصلحة أخرى.

ثانيًا: في الوقتِ الذي يعكفُ فيه المجلسُ النيابيُّ الكريم، وبحرصٍ من دولةِ الرئيس الأستاذ نبيه بري، على دراسةِ الموازنة وإعطائها العناية اللازمة تمهيدًا لإقرارها، من غيرِ الجائز أن تُعفي الحكومةُ نفسَها من مسؤولية متابعة قضايا الناس، ﻻ سيما في العناوين المتصلة بأمنِهم اﻻجتماعيّ والصحيّ والتربويّ والمعيشيّ والغذائيّ والبيئيّ.

ثالثًا: لا مناصَ من الإسراعِ في تشكيل حكومة تتصدّى لما ذكرناه آنفًا، والتوافق السريع على رئيس يقود البلاد نحو بر الأمان في المجالات كافةً، رئيس وحدوي مؤمن بلبنان الرسالة / لبنان التنوّع مع الوحدة/ لبنان المتيقظ دوماً لخطر الإسرائيلي والمستوفي لجميع اسباب الإقتدار التي تجعله جاهزاً لردعه،

ونكرّر لك يا سيدي الإمام:

غيَّبوكَ عن الأبصار فأوغلتَ في البصائر.

بقيت الصدرَ في كل مُفتَتَحِ نديٍّ وصاروا قبورًا من أوحال. بقيت تجدد فينا/ صبيحةَ كلِّ يوم/ نداء الوحدة الوطنية والتضامن معًا في بناء الإنسان المغتني بذاتِ يده وإيمانه وانتمائه إلى أرضه وكرامته،

ويهدرُ صوتُك في المجامع والأسماعِ كالريح التي تهبُّ من بحر صور صاعدةً إلى جبل عامل، وهو يُلْهِبُ عزائم المقاومين أنْ: “قاتلوا إسرائيل…. “. أما نحن فنطمئنُك أننا قاتلناها وانتصرنا عليها وسنبقى على عهد النصر حتى تعود إلينا الحقوق المسلوبةُ كلُّها.

عهدُنا لك بل قسمٌ،  أن يبقى القلبُ يخفقُ بنبضِ حبِّك وعشقِك للأرضِ والإنسان، عهدُنا لك أن نكونَ صدًى لصوتِك، الذي لم ولن يخبو أبدًا ما بقي الليلُ والنهار. فصوتك هو عزُّنا وعنوانُ كرامتنِا، به نسمو ونرتقي ونقتدي كي ﻻ نضلَّ الطريق. لك كلّ الوفاء يا إمام ولكم ألف تحية. وإلى اللقاء في مناسبات قادمة بإذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى