سوريا

فيدان: تركيا حذرت من أنها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده رصدت تحركات في شمال وجنوب وشرق وغرب سوريا بعد الصراع الذي جرى بين عشائر بدو والدروز بمحافظة السويداء جنوب سوريا.

وقال فيدان خلال لقاء تلفزيوني أجراه أمس الجمعة، مع قناة “إن تي في” التركية المحلية، إن “تركيا حذرت من أنها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا، بعد رصدها لاستغلال مجموعات لما جرى في السويداء”.

وأضاف “كتركيا، توجب علينا إطلاق تحذير وقمنا بذلك، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها، تركيا ودول عديدة، أكدت مرات عدة على ضرورة احترام الحكومة المركزية السورية، لهوية كافة أطياف الشعب، ومراعاة حقوقهم، ولا يجب لأي جهة أن تحمل السلاح خارج سلطة الدولة”.

وتابع أن بلاده “بعثت الرسائل نفسها إلى إسرائيل، عبر قنوات استخباراتية، ومحادثات مع محاورين آخرين”.

وأردف “نقول إنه لا يجوز لأحد المساس بسلامة أراضي سوريا، ولا ينبغي أن تشكل سوريا تهديدا لأي دولة في منطقتها، ولا ينبغي لأي دولة أن تشكل تهديدا لها”.

وبخصوص الاشتباكات التي اندلعت في محافظة السويداء جنوب سوريا في 13 يوليو، قال فيدان: “نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية، للتدخل بشكل محايد في الصراع بين البدو والدروز، وكان اعتراضنا الإستراتيجي على ذلك على وجه الخصوص”.

وأوضح أن الأطراف “اجتمعت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، وتوصلت إلى تفاهم، لكن فرعا واحدا فقط من الدروز بدأ باستخدام لغة معادية تماما للاتفاق والوفاق، وذلك الطرف استخدم لغة مفادها أنهم “سيقاتلون بالسلاح لتحقيق درجة معينة من الاستقلال””.

ولفت أن “عناصر من الحكومة السورية، وقوات الشرطة المجهزة بأسلحة خفيفة انتشرت في السويداء ومحيطها وفقا للاتفاق.. واشتباكات محدودة استمرت في بعض المناطق، لكن المفاوضات جارية لضمان السيطرة المحايدة”.

وأكد أن “الرئيس السوري أحمد الشرع، طبق سياسة شاملة تجاوز التوقعات”.

وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه من الضروري “عدم انحياز الحكومة المركزية لأي طرف في النزاعات المحتملة بين الجماعات، بل عليها التدخل، ومعاقبة المسؤولين عند ثبوت تورطهم، والرئيس الشرع تدخل في هذه القضايا بالموارد المتاحة له”.

ولفت أن “سوريا مهمة جدا بالنسبة للأمن القومي التركي”، مشددا على أهمية الوحدة والنظام والسلام في الدول المجاورة لتركيا.

وذكر أن الهدف الأساسي لتركيا هو “ضمان السلام والاستقرار والأمن في المنطقة”.

وقال إن سوريا تشهد “انطلاق عملية بدعم من تركيا ودول المنطقة والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”.

وأردف “كنا نرى دائما، بأن هناك جهات (لم يسمها) يمكن أن تستفيد من تقسيم سوريا، ومن عدم استقرارها، ومن عدم تعافيها، وأنهم يرغبون في أن تظل سوريا تتخبط في حفرة اليأس والإحباط والسلبية”.

وأضاف “عندما لم تخرج الصورة كما يتوقعون، بفضل المفاوضات الديبلوماسية التي أجريناها، والجهود التي بذلها المجتمع الدولي، لجأ هؤلاء إلى اتباع سيناريو مختلف تماما، وإسرائيل لديها مثل هذا الهدف”.

وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “صرح بأنه ليس لديه رأي إيجابي للغاية بشأن استقرار سوريا”.

وتشهد محافظة السويداء جنوب سوريا أوضاعا أمنية وإنسانية حرجة للغاية نتيجة اشتباكات مسلحة اندلعت بين مجموعات من العشائر البدوية ومقاتلين من الطائفة الدرزية وعناصر من قوات الأمن وتصاعدت منذ 12 يوليو الجاري.

وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 814 شخصا بينهم نساء وأطفال وأفراد من الطواقم الطبية والإعلامية، وإصابة أكثر من 903 بجروح، حسب توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وشنت إسرائيل غارات جوية عدة جنوب سوريا واستهدفت مواقع حكومية حساسة في دمشق العاصمة، زعمت أنها قامت بذلك دفاعا عن الدروز، مما زاد من تعقيد الوضع.

كما أعلنت الحكومة السورية مرات عدة عن وقف إطلاق نار واتفاقات تهدئة لكن العنف تواصل.

المصدر: RT

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى