عربي و دولي

البناء: أميركا اللاتينية تخرج عن سطوة واشنطن مع فوز دا سيلفا… والكيان تائه عشية الانتخابات

كتبت صحيفة البناء:

تبدأ مساء اليوم القمة العربية في الجزائر تحت عنوان اختارته القيادة الجزائرية، هو قمة فلسطين، ويبذل الجزائريون جهوداً استثنائية للسيطرة على الملفات الخلافية لضمان خروج القمة ببيان قوي يرد الاعتبار لمكانة القضية الفلسطينية في الاهتمام العربي، بعدما طغت الخطوات التطبيعية لعدد من الدول العربية على المشهد الرسمي، وبعدما استبقت الجزائر مساعيها بمصالحة فلسطينية لإزالة الاستقطاب الحاد بين الفصائل الفلسطينية وخصوصاً بين حركتي فتح وحماس، وبين سلطة رام الله وحكومة غزة، وكان للموقف السوري الذي أراح الجزائر من أعباء طرح عودة سورية الى الجامعة العربية على القمة، دوره في حصر النقاش بالقضايا الكبرى، وفي طليعتها ما تعتقده القيادة الجزائرية وضعاً دولياً وإقليمياً جديداً، في ظل متغيرات تظهر ضعف القبضة الدولية على المنطقة وتنشئ فيها حالة من الفراغ ما يتيح لدولها بلورة خيارات أكثر حرية، بدأت معالمها تظهر بمواقف دول أوبك في ملف النفط، والعرب يلعبون دوراً محورياً فيها، بينما يظهر الفلسطينيون بسالة استثنائية ويسجلون كل يوم المزيد من البطولات، في ظل ظهور مزيد من الوهن يصيب الجسد الإسرائيلي.
الدعوة الجزائرية تلاقي تحولات تشهد لها نتائج الانتخابات التي حملت مجدداً المناضل التحريري لولا دا سيلفا الى رئاسة البرازيل، لتكتمل حلقات تحرر أميركا اللاتينية من القبضة الأميركية، وتتوج تحولات شهدتها دول البيرو، هندوراس، تشيلي، بوليفيا، المكسيك والأرجنتين بالإضافة إلى كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، وفيها جميعاً تضامن مع فلسطين وحضور لقضيتها يجب أن يخجل منه القادة العرب.
أما الوهن الإسرائيلي فسوف يختبره كيان الاحتلال اليوم مع الانتخابات الخامسة خلال ثلاث سنوات، بغياب الرؤى التي تجيب على الأسئلة الكبرى، وفي طليعتها كيفية مواجهة الوضع المقاوم المتصاعد في الضفة الغربية، حيث الجواب الوحيد الواضح يقدّمه اليمين الاستيطاني الأشد تطرفاً، مثل بن غفير الذي يدعو للتهجير وحرب التطهير، وسط تراجعات في المعسكرين المتنافسين عن الخطاب المستقبلي واكتفائهما بالتنافس على أرضية خطاب تشهيريّ متبادل، خصوصاً بعدما تراجع بنيامين نتنياهو عن إعلانه نية الانسحاب من الاتفاق مع لبنان إذا فاز برئاسة الحكومة، واكتفائه باستخدام الاتفاق لاتهام خصمه يائير لبيد بالاستسلام أمام المقاومة، والقول إنه سيتعامل مع الاتفاق كما تعامل مع اتفاق أوسلو، أي بالمساكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى