عربي و دولي

أنطونوف: علاقات روسيا وأميركا في أدنى مستوياتها.. وواشنطن جمدت الحوار الاستراتيجي

صرح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، اليوم الأربعاء، بأنّ الحوار السياسي بين روسيا والولايات المتحدة بلغ نقطة متدنية غير مسبوقة، وأن التعاون بينهما انهار أيضاً حتى في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال أنطونوف لوكالة “سبوتنيك” الروسية إنّ “الحوار السياسي الروسي الأميركي بلغ أدنى مستوياته غير المسبوقة. يمكن اعتباره شبه مشلول، والثقة محطمة، والاتصالات بين الطرفين محدودة ومختصرة إلى حد كبير، إلى مناقشة المشاكل الفنية”.

وأوضح أنّ “تفاعل السفارة مع السلطات التنفيذية الأميركية توقف بمبادرة أميركية”، معقباً: “تفضل وزارة الخارجية التواصل فقط عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، المحادثات وجهاً لوجه مع ممثلي البيت الأبيض نادرة للغاية”.

وأشار أنطونوف إلى أنّ “موسكو ترى أنه من المهم إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لمنع المواجهة المشحونة بالتصعيد وعواقبها غير المتوقعة”.

ورأى السفير الروسي أنّ “مركز صنع القرار بشأن مصير أوكرانيا يتواجد خارج حدودها، وهذا أصبح واضحاً عندما ألغت كييف الاتفاقات مع روسيا”.

وقال أنطونوف: “مركز صنع القرار بشأن مصير أوكرانيا موجود في أي مكان، ولكن ليس في كييف. ويمكننا إقناع الجميع بهذا حيث كانت صيحة واحدة من واشنطن لنظام زيلينسكي في أذار/مارس، كافية لإلغاء جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الاتصالات المكثفة بين البلدين”.

كما أعرب السفير الروسي عن حيرته مما تروج له واشنطن بأنّ الإدارة الأميركية لن تتحدث مع روسيا بشأن أوكرانيا دون مشاركة أوكرانيا نفسها.

وعلق أنطونوف: “كثيراً ما نسمع أنّ الأمر متروك لكييف لتقرر في أي لحظة الجلوس على طاولة المفاوضات، التصريحات ليست واضحة، فهي بسبب النفاق أم عدم الرغبة المبتذلة في الاعتراف بأخطائهم”.

وأفاد السفير الروسي بأنّ الولايات المتحدة جمّدت الحوار مع روسيا حول الاستقرار الاستراتيجي ولا تتخذ خطوات لاستئنافه.

وقال أنطونوف: “تم بمبادرة من الجانب الأميركي، تجميد الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي، الذي انطلق في عام 2021، والذي تم من خلاله بحث الاتفاقات المحتملة لاستبدال معاهدة ستارت، وواشنطن لا تتخذ أي خطوات عملية لاستئنافه”.

وفي هذا الشأن، ذكرت وكالة أنباء “بلومبيرغ” الأميركية، أمس الثلاثاء، أنّه من المتوقع أن تعقد موسكو وواشنطن اجتماعاً خلال الأسابيع المقبلة لبحث استئناف عمليات التفتيش في مواقع الأسلحة الذرية، بمقتضى معاهدة “نيو ستارت”.

وكانت روسيا والولايات المتحدة أعلنتا، في شباط/فبراير 2021، بدء سريان قرار تمديد معاهدة “ستارت 3” (نيو ستارت) بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، لمدة 5 سنوات.

وأبقت المعاهدة على الترسانة النووية في البلدين عند مستوى يقل كثيراً عما كانت عليه الحال خلال الحرب الباردة، حيث حدد عدد منصات الإطلاق النووية الاستراتيجية المنصوبة عند 700، وعدد الرؤوس النووية عند 1550.

وتُعدّ معاهدة “ستارت 3” امتداداً لمعاهدة الحدّ من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت 1″، الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، في العام 1991.

وأشار السفير الروسي إلى أنّ “موظفي السفارة الروسية في الولايات المتحدة يتلقون تهديدات، إذ تتم محاولة لعرقلة عمل البعثة الدبلوماسية”.

وبيّن أنطونوف: “بالنسبة للتهديدات، فهي في الواقع ليست نادرة الحدوث، يحاول المنتقدون ترهيب الدبلوماسيين وأفراد أسرهم عن طريق البريد العادي والبريد الإلكتروني، وعبر الشبكات الاجتماعية”.

وتابع: “كل هذا مزعج للغاية، لكن على خلفية العرض الهستيري الأحادي الجانب للأخبار من قبل وسائل الإعلام المحلية، فإنه ليس مفاجئاً على الإطلاق”.

وفي سياق متصل، قال السفير الروسي، إنّ واشنطن قد تمنع الدبلوماسيين الروس من مغادرة أراضي واشنطن من دون توضيح الأسباب.

وقال أنطونوف: “للسفر إلى خارج المدينة يتعين على جميع الدبلوماسيين الآن إخبار وزارة الخارجية الأميركية بشأن المسار الدقيق قبل أسبوع أو أسبوعين، ويمكن للأميركيين أن يرفضوا من دون تفسير الأسباب”.

وأضاف أنّ “الدبلوماسيين الروس مضطرون للعمل في ظروف القيود العديدة التي يضعها الجانب المضيف باستمرار”.

وأردف: “السفارة هي نوع من الجبهة، ونتعامل مع واجباتنا بدرجة عالية من المسؤولية”.

المصدر: الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى