عربي و دولي

“واشنطن بوست”: الإمارات تلاعبت بالنظام السياسي الأميركي لمصلحتها

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الاستخبارات الأميركية جمعت تقريراً سرياً يشرح الجهود المكثفة لقيام الإمارات بالتلاعب بالنظام السياسي الأميركي.

وتشمل النشاطات التي غطاها التقرير، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين، محاولات غير قانونية وأخرى قانونية لتوجيه السياسة الخارجية الأميركية في مسار يوافق مصالح الإمارات.

ورأت هذه المصادر أنّ هذا يبين كيف سعت الإمارات من خلال نفوذها داخل الإدارات الأميركية المتعددة، لاستغلال نقاط الضعف في نظام الحكم الأميركي، بما في ذلك الاعتماد على المساهمات في الحملات الانتخابية، والشركات الكبيرة، والتراخي في تطبيق قوانين الإفصاح التي تهدف إلى الحماية من تدخل الحكومات الأجنبية.

وكانت وثائق محكمة فيدرالية أميركية قد أفادت في وقت سابق، بأن الإمارات “موّلت بملايين الدولارات” حملة المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، عام 2016، بطرائق غير مشروعة، عبر مستشارها جورج نادر.

وأوضحت “واشنطن بوست”، أن مجلس الاستخبارات الوطني “National Intelligence Council”، جمع الوثيقة وأطلع عليها صانعي السياسات الكبار في واشنطن قبل أسابيع، للعمل فيما خص توجيه صناعة القرار المتعلق بالشرق الأوسط والإمارات.

وذكرت “واشنطن بوست” أن بعض عمليات التأثير الموصوفة في التقرير معروفة لمتخصصي الأمن القومي، لكن هذه النشاطات ازدهرت بسبب عدم رغبة واشنطن في إصلاح قوانين التأثير الأجنبي، أو توفير موارد إضافية لوزارة العدل.

ونقلت عن أشخاص مطلعين على التقرير أن النشاطات الأخرى تشبه إلى حدٍ بعيد التجسس.

وأضافت أن الإمارات أنفقت، وفقاً لسجلات وزارة العدل، أكثر من 154 مليون دولار على جماعات الضغط منذ عام 2016، وهي أنفقت كذلك مئات الملايين من الدولارات الأخرى على التبرعات للجامعات ومراكز الفكر الأميركية، وكثير منها ينتج أوراق سياسات ذات نتائج مواتية لمصالح الإمارات العربية المتحدة.

وقالت الصحيفة: مع أن الإمارات حافظت على دعم قوي من الحزبين الأميركيين، إلا أنها أقامت علاقة وثيقة على نحو خاص بإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي وافقت على بيع ما قيمته 23 مليار دولار من طائرات “إف-35″ (F-35) و”إم كيو-9” (MQ-9) وذخائر أخرى للإمارات.

وتابعت “الصفقة مع ترامب واجهت مقاومة من قبل الديمقراطيين في الكونغرس، ولم تتحرك قدماً حتى الآن، ولكن تدعمها إدارة الرئيس الحالي جو بايدن”.

وأشارت الصحيفة إلى أنها كشفت الشهر الماضي عن “مغازلة كبيرة” تمارسها الإمارات مع المتقاعدين العسكريين الأميركيين ذوي الرتب العالية، وبيّن التحقيق أنه في السنوات السبع الماضية، عمل 280 متقاعداً من الخدمة العسكرية الأميركية، مستشارين عسكريين للإمارات، وذلك أكثر من أي دولةٍ أخرى.

في المقابل، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تشرين الأول/أوكتوبر الماضي، في تحقيقها الذي أجرته بشأن تولّي عشرات الجنرالات والأدميرالات الأميركيين المتقاعدين وظائف مربحة في حكومات أجنبية منذ عام 2015، أنّ “الإمارات مثّلت أكثر أسواق العمل سخونة في الخارج لهؤلاء العسكريين المتقاعدين”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ “هذا العدد من العسكريين المتقاعدين الذين حدّدوا في السجلات هو مجرد محاسبة جزئية لأميركيين يعملون مقاولين عسكريين في الإمارات”، مشيرةً إلى أن هؤلاء “تركوا بصماتهم في خوض الحروب الأميركية في الشرق الأوسط”.

وكشفت “واشنطن بوست” أنّ “تدفق المحاربين القدامى الأميركيين المستعدين لبيع خبراتهم العسكرية لقوة أجنبية – معظمهم بموافقة البنتاغون – ساعد وزارة الخارجية الإماراتية على بناء الجيش الإماراتي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى