عربي و دولي

شكّلت “جبهة” ضدّ ترامب.. هكذا شغلت نانسي بيلوسي العالم!

قضت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، عقودا طويلة في الكونغرس، لكن كثيرين في العالم لم يعرفوها إلا في السنوات الأخيرة، عندما أضحت في قلب “جبهة أميركية داخلية” ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، ثم عندما أجرت زيارة محفوفة بالمخاطر والتوتر إلى تايوان، قبل أشهر مضت.

وأعلنت نانسي بيلوسي قبل ساعات تنحيها عن زعامة الديمقراطيين في المجلس، لكنها ستظل رئيسة لمجلس النواب حتى يناير المقبل لحين انتخاب رئيس جديد، بعد نجاح الحزب الجمهوري في نيل الأغلبية خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

تعددت الأسباب حول طلبها التخلي عن رئاسة الديمقراطيين، ما بين قولها إنها تريد “إفساح المجال لجيل جديد من الديمقراطيين”، وبين تأثّرها بواقعة الاعتداء على زوجها حين اقتحم شخص منزلهما في كاليفورنيا وانهال عليه بمطرقة.

تولت نانسي بيلوسي فترتها الحالية كرئيسة لمجلس النواب الأميركي في 2018، لكن على مدى 6 سنوات، منذ انتخاب ترامب عام 2016، شهدت مسيرتها محطات فارقة أثرت في الحياة السياسية لبلادها والعالم، من أشهرها ما يلي:

ظهرت الخلافات بعد فترة قصيرة من تولي ترامب في بعض الأمور الفرعية، وتطورت بسرعة حتى وصلت إلى تعطيل تمرير الميزانية لأول مرة منذ عقد.
وظلّت الولايات المتحدة لأكثر من أسبوع بدون ميزانية بسبب طلب ترامب مبالغ ضخمة لتمويل بناء جدار حدودي بين أميركا والمكسيك لأجل مكافحة “تجارة المخدرات ودخول المهاجرين”، وهو الأمر الذي عطله حزب الديمقراطيين.

وبعد قرار ترامب الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا، قادت نانسي بيلوسي مجلس النواب لإصدار تشريع يحد من صلاحيات الرئيس العسكرية.

وإثر ذلك، رد ترامب عليها بهجوم ضارٍ، ووصفها في تغريداته على موقع “تويتر” بـ”الغبية المجنونة”.

وكانت أشهر وقائع المواجهة المباشرة بين الغريمين، هي واقعة البيان الاتحادي، حين لم يصافح ترامب نانسي بيلوسي، والتي ردت بتمزيق البيان في وجهه أمام الكاميرات.

وأشعلت النائبة المخضرمة الصراع أكثر بعد تمريرها تشريعا لعزل ترامب داخل الكونغرس بحجة إساءة استخدام النفوذ وعرقلة الكونغرس، وذلك قبل أن يبرئه مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية حينها.

وبعد هزيمة ترامب في انتخابات 2020، استطاعت غريمته الضغط لإخضاعه لتحقيق بتهمة تحريض محتجين على اقتحام مجلس النواب.

فجَّرت نانسي بيلوسي أزمة طاحنة كادت أن تشعل حربا بين الصين وجزيرة تايوان، بعد إصرارها على زيارة الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، وتتهم الولايات المتحدة بأنها تدعم “الانفصاليين” التايوانيين.

واستدعت الصين السفير الأميركي لديها، نيكولاس بيرنز، وقدمت احتجاجات قوية، واصفة الزيارة بـ”الانتهاك الخطير” لمبدأ صين واحدة.

ولم تردع تحذيرات الصين رئيسة مجلس النواب عن الزيارة، وهبطت طائراتها في مطار تايوان ليحبس العالم أنفاسه، فكان واردا أن تشتعل الحرب في أي لحظة؛ حيث إن الزيارة بدت مؤشرا لإمكانية تأييد استقلال تايوان، بينما أعلنت بكين استعدادها لإعادة ضم الجزيرة بالقوة.

وحاولت الولايات المتحدة تهدئة الأمر ببيانات تؤكد التزام أميركا بكل الاتفاقيات الموقعة مع الصين بشأن تايوان.

واكتفت الصين حينها بوضع جيشها في حالة تأهب قصوى، ونفذت مناورات عسكرية حول الجزيرة شملت إطلاق نار بالذخيرة الحية، في أكبر استعراض للعضلات العسكرية الصينية منذ عام 1995 حين أطلقت صواريخ فوق تايوان، وأرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات.

وتذهب بعض التوقعات إلى تولي عضو الكونغرس عن نيويورك، حكيم جيفريز، رئاسة مجلس النواب، وسيكون بهذا أول زعيم أسود في الكونغرس، وفي المقابل، رشح الحزب الجمهوري كيفن مكارثي.

في غضون ذلك، ستواصل نانسي بيلوسي تمثيل مقاطعتها في ولاية كاليفورنيا في مجلس النواب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى