لبنان

الأخبار: السيّد نصرالله: قرار الردّ على اغتيال العاروري اتُّخذ وتنفيذه عند أهل الميدان

كتبت الأخبار: 

«لأنّ السكوت عن اغتيال الشيخ صالح العاروري يعني أن كل لبنان والمدن والشخصيات ستُصبِح مكشوفة، وحجم المفاسد المترتّبة عن هذا الخرق هو أكبر من أي مخاطر تأتي من الرد»، حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «الردّ آتٍ والقرار للميدان»، مؤكداً «أننا لن نستخدم عبارة في المكان والزمان المناسبيْن»، في إشارة إلى أن الرد لن يتأخر. وشدّد نصرالله، في الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله بمناسبة رحيل الحاج محمد ياغي (أبو سليم) في بعلبك، على أنه «عندما يكون الاستهداف في لبنان في الضاحية الجنوبية، لا نستطيع أن نسلّم بهذا الخرق الكبير والخطير». وخصّص نصرالله جزءاً كبيراً من كلمته لاستعراض نتائج العمليات التي تنفّذها المقاومة من الجبهة الجنوبية ضد مواقع العدو الصهيوني، مشيراً إلى «ظلم تتعرّض له هذه الجبهة على المستوى الإعلامي». وأوضح أنه «على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد على 90 يوماً تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات (…) ونفّذت المقاومة ما يزيد على 670 عملية، وفي بعض الأيام بلغ عددها 23 عملية يومياً». وأكّد أن نتائج هذه المواجهة القائمة منذ 3 أشهر وهي «قتل وجرح عدد كبير من جنود العدو الذي مارس منذ بداية المعركة تكتماً إعلامياً كبيراً ولا يعترف بقتلاه وجرحاه»، مؤكداً أن الخبراء في كيان العدو «يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال، وإن الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الإسرائيلية حتى الآن ما يزيد على 2000 إصابة في جبهة الشمال»، قائلاً: «لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسكم بالسؤال عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية»، مضيفاً: «نفهم أن تكتّم العدو عن خسائره في جبهتنا هو جزء من الحرب النفسية وحتى لا يُحرج أمام مجتمعه لأن ما يجري إذلال حقيقي للكيان».
ومن نتائج القتال التي تحدّث عنها السيد نصرالله على الجبهة الجنوبية «المهجّرون من المستعمرات الشمالية، حيث إننا طيلة الحروب كنا نحن من يتم تهجيرنا، وهذا التهجير سيشكل ضغطاً نفسياً وسياسياً وأمنياً على حكومة العدو إضافة إلى حالة القلق السائدة على جبهة الشمال». أما للذين سألوا عن جدوى فتح الجبهة الجنوبية، فـ«منذ أول يوم قلنا إن هدف هذه الجبهة الضغط على حكومة العدو واستنزافه من أجل وقف العدوان على غزة، والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة في الوضع الميداني. هذان الهدفان هل يتحققان فعلاً من خلال الجبهة اللبنانية؟ نعم. عندما اضطر العدو أن يأتي بـ 100 ألف جندي نتيجة خشيته من تطورات الجبهة، واليوم هناك معلومات عن فرق وألوية بأكملها على حدودنا، هؤلاء تم حجبهم عن غزة».

واعتبر نصرالله أن «بعض اللبنانيين إما جهلة ولم يقرأوا تاريخ لبنان، وإما يتجاهلون، منذ 1948 إسرائيل تهاجم وتقتحم القرى وتعتدي على البيوت وترتكب المجازر، وهي أقامت أول حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية». أما للمستوطنين الذين يطالبون بالحسم مع حزب الله، فأكد أن «هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم. إذا كنتم فعلاً تبحثون عن الحل، الحل هو أن يتوجه مستوطنو الشمال إلى حكومتهم بوقف العدوان على غزة».

وتطرّق السيد نصرالله إلى الكلام الدائر عن طروحات دبلوماسية ومفاوضات، قائلاً إن «الإسرائيلي يثبت معادلات الردع التي أسّست لها المقاومة منذ سنوات طويلة، وهذا يفتح للبنان فرصة أن يتمكن من تحرير بقية أرضه من منطقة الـb1 إلى بقية مزارع شبعا وكل شبر من أرضنا، ونحن أمام فرصة حقيقية لتثبيت معادلة نمنع فيها العدو من اختراق سيادة بلدنا وهي فرصة فتحتها هذه الجبهة من جديد»، مع التشديد على أن «أي كلام أو تفاوض أو حوار لن يكون أو يوصل إلى أي نتيجة إلا بعد وقف العدوان على غزة».
وعلى المستوى الإقليمي، اعتبر نصرالله أن «هناك فرصة تاريخية أمام الحكومة العراقية ومجلس النواب والشعب العراقي ليغادر الأميركيون هؤلاء المحتلون المجرمون القتلة الذين سفكوا دماء العراقيين والسوريين واللبنانيين، وهم الشركاء الكاملون في كل الجرائم التي تُرتكب اليوم في غزة وفلسطين ولبنان». ورأى أن «الموقف اليمني جعل الكثير من الشرائح تعيد النظر في موقفها الداخلي في موقفها من أنصار الله، وسقطت الأقنعة في حرب السنوات التي فُرضت على اليمنيين وكانت حرباً أميركية تنفذها أنظمة عربية. اليوم ثبت اليمن في المعادلات الإقليمية والدولية التي يقف أمامها العالم على رجل ونصف رجل وفضحت الإسرائيلي والأميركي».
وشهد يوم أمس استكمال التشييع لشهداء العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت. إذ شيّعت حركة «حماس» القائد القسّامي سمير فندي، في مخيم الرشيدية، جنوب صور، كما شيّعت مع الجماعة الإسلامية الشهيد محمد بشاشة، في صيدا.
وشيّع حزب الله الشهيدين «على طريق القدس» هادي علي رضا في بلدة تفاحتا الجنوبية، وعباس حسين ضاهر في بلدة كفررمان الجنوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى