لبنان

كيف سيتغير سعر صرف الدولار في السوق؟… صورة سوداوية بالارقام والتفاصيل !

أكد الخبير الإقتصادي “وليد ابو سليمان”  في حديث لـ”نيوزفوليو “أن مسار الدولار تصاعدي لأن ممثلي الدولة، لا سيما الحكومة ومجلس النواب، أخفقوا في إنجاز الإصلاحات المرجوّة وهذا الواقع لا يعيد الثقة بالاقتصاد المحلي ولا يلجم ارتفاع سعر صرف الدولار، وبالتالي غياب التوازن بين العرض والطلب مما يسهل إنخفاض سعر الصرف”.

واذا سيشهد الدولار انخفاضا مفاجئا، شدد ابو سليمان على أن “في حال تدخّل مصرف لبنان، سنشهد انخفاضا آنيا لسعر صرف الدولار”.

وبمناسبة شهر الأعياد، يشهد لبنان قدوم عدد كبير من المغتربين الذين يساهمون في ضخ الدولار في السوق، ومن البديهي أن ينخفض سعر صرف الدولار، إلا أن المعادلة انعكست هذه المرة، فالدولار يسجّل أرقاما قياسية.

وفي هذا الإطار، أوضح أبو سليمان أن “حركة المغتربين نحو لبنان ما زالت في بدايتها عمليا، ومما لا شك فيه أننا سنشهد استقرارا نوعا ما بسعر صرف الدولار وليس انخفاضا بنسب مئوية ملحوظة”.

أيام صعبة للغاية يعيشها لبنان، يئن فيها الشعب تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تتزامن مع انسداد سياسي تسبّب في عدم تشكيل حكومة مستقرة حتى اليوم، ما يعرقل الكثير من الخدمات المقدمة للمواطنين ويدفع بالبلاد إلى شفير الانهيار التام.

وإذا كان ارتفاع سعر صرف الدولار يأتي في إطار الكباش السياسي حول استحقاق رئاسة الجمهورية، حيث عودة استخدام ارتفاع سعر صرف الدولار كسلاح سياسي للضغط، رأى الخبير الإقتصادي أن “الإستقرار الاقتصادي بحاجة إلى استقرار سياسي، ففي ظل الفراغ الرئاسي القائم في لبنان وعدم تشكيل الحكومة والشلل المؤسساتي اللافت، جميعها أدّت إلى اللاستقرار والتدهور الإضافي في الليرة اللبنانية”.

لبنان اليوم متروك لمصيره الأسود، فريسة صراعات داخلية تافهة على مغانم وعلى حصص. وأي خروج من هذا النفق المظلم لا يبدو متاحا في الوقت الحاضر، فجميع المؤشرات ترمي إلى ذلك.

ولأن المواطن اللبناني المسكين في الواجهة دائما، قال ابو سليمان: ” سيكون المتأثر الأول من حيث ارتفاع نسبة التضخم وبالتالي بسبب ارتفاع الأسعار، ومن جهة أخرى سيكون المودع المتأثر في الدرجة الثانية من حيث الحصول على أمواله والخسائر المالية الجسيمة التي يتحمّلها، وكذلك يتأثر المجتمع برمته بالاضطرابات الاقتصادية التي تواجه القطاع الإقتصادي في لبنان”.

وعن تفلت سعر صرف الدولار ونتائجه، قال: “سيسرّع الخطى نحو الإنفجار الاجتماعي- المعيشي، ممّا يولّد عدم الاستقرار، وبطبيعة الحال نشهد ارتفاعا في عمليات السرقات والقتل جراء هذه الازمة الاقتصادية-المعيشية الصعبة”.

وأضاف: “ان أموال المغتربين التي ترسل إلى ذويهم من الخارج ما زالت جرعة الأوكسيجين الأخيرة التي تحدّ من تحركات الشارع في ظل هذا الوضع المأساوي”.

ولأن لبنان على فوهة بركان قريبة، ولن يكون من السهل بعد الآن وضع حدّ لانفلات الاوضاع في مواجهة الطبقة السياسية الفاسدة التي أغرقت البلد في الفساد، يحذر ابو سليمان “من خطورة ما نحن عليه اليوم من ارتفاع مستمر وكبير لسعر صرف الدولار، حيث سنشهد نسبة فقر كبيرة، مزيدا من تآكل القدرة الشرائية ومزيدا من التضخم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى