عربي و دولي

بوليتيكو: انقلاب النيجر قد يكون ضربة لفرنسا والولايات المتحدة

تحدث تقرير في موقع “بوليتيكو” الأميركي، بعنوان “انقلاب النيجر يترك فرنسا والولايات المتحدة مكشوفتين في غرب أفريقيا”، عن التهديد الذي يمثله الانقلاب العسكري المستمر في النيجر، بزعزعة استقرار أحد آخر الحلفاء الغربيين في منطقة الساحل الأفريقي.

فبحسب التقرير، قد يكون تغيير النظام في النيجر “بمثابة ضربة للغرب، وبشكل أكثر تحديداً لفرنسا والولايات المتحدة، اللتين تربطهما علاقات قوية بالدولة الواقعة في غربي أفريقيا”.

وبالنسبة لكلّ من باريس وواشنطن، تعتبر النيجر دولة استراتيجية في الحرب ضد الإرهاب، ويُنظر إليها على أنها “أحد أكثر حلفاء الولايات المتحدة موثوقية” ضد تنظيم القاعدة وداعش وبوكو حرام، كما أنها إحدى دول الساحل الأخيرة التي لم تعمق التعاون مع روسيا على حساب الغرب.

بالنسبة لفرنسا، فإن رحيل محمد بازوم القسري “سيمثّل انتكاسة أخرى في المنطقة”، وفق “بوليتيكو”، وذلك بعد أشهر فقط من انسحاب القوات الفرنسية من بوركينا فاسو ومالي المجاورتين، مما أنهى فعلياً عملية برخان.

وبحسب الصحيفة، نشرت باريس، التي تضاءل نفوذها في غرب أفريقيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، حيث أعربت الحكومة هناك عن ارتياحها للاتفاق العسكري الثنائي.

وقالت “بوليتيكو”: “كان من المفترض أن تكون البلاد “مختبراً” لنوع جديد من العلاقات العسكرية القائمة على التعاون بين فرنسا – القوة الاستعمارية السابقة – والحكومات الأفريقية، قبيل الانقلاب الذي حصل منذ يومين ولم تتضح نتائجه النهائية حتى الساعة”.

ويمثّل توقيت الانقلاب تحدياً بالنسبة لباريس، حيث يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة تستغرق 5 أيام إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو ومعظم موظفيه، كما أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن موجود حالياً في المنطقة.

ويأتي ذلك في وقت قدّرت فيه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، اليوم الجمعة، أنّ “انتزاع السلطة في النيجر ليس نهائياً”، وأنّ “المسؤولين عنه ما زال لديهم الوقت ليلبوا المطالب الدولية بإعادة الرئيس إلى منصبه”.

وعلى هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بابوا غينيا الجديدة، قالت كولونا للصحافيين إنّ “دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) سيجتمعون على الأرجح يوم الأحد، وقد يبحثون فرض عقوبات”.

وأضافت: “إذا سمعتوني أقول محاولة انقلاب فهذا لأننا لا نعتبر تلك الأمور حاسمة”.

وحالياً يقبع رئيس النيجر محمد بازوم في القصر الرئاسي محتجزاً عند القوات الانقلابية، ولم يتضح بعد من المسؤول عن إدارة شؤون البلاد، وذلك بعدما أعلن جنود مساء يوم الأربعاء عن انقلاب أطلق شرارة إدانات دولية واسعة النطاق.

كما أعلن الجيش، أمس الخميس، في بيان وقعه رئيس الأركان، دعم الجنود الذين أطاحوا بالرئيس بازوم من السلطة، وقال إن الأولوية لديه هي تجنب زعزعة استقرار البلاد، في تعقيد إضافي للوضع بالنسبة للدول الغربية.

وقال كولونا إنّ “ماكرون تحدث إلى بازوم اليوم الجمعة، وتأكد أنه في صحة جيدة ويتعين الإفراج عنه كشرط لاستعادة النظام الدستوري”، وتابعت أنه “يجب أن يعود الرئيس بازوم إلى أداء مهامه الدستورية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى