لا شك أنّكم سمعتم بانتحار رجل الأعمال والملياردير الأميركي جيفري إبستين داخل سجنه في مانهاتن، حيث كان محتجزاً بعد اعترافه بالإتجار الجنسي بفتيات قاصرات بين 2002 و2005.
في الرواية الرسمية، يتم التعريف عنه على أنه رجل أعمال ثري لديه صداقات مع عدد من الشخصيات السياسية الدولية مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيسين السابقين بيل كلينتون وجورج بوش والمُموّل الخيري الشهير لحملاتهم. ولديه صداقة مع نجل ملكة بريطانيا الأمير البريطاني أندرو ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود باراك…
لكن حقيقة إبستين، كما غيره، تُكشف عند النظر إلى ما يُسمّى الفضائح التي تعكس حياته وحياة السياسيين الحقيقية وشخصياتهم التي هي أكبر ممّا هو مكشوف.
الدليل الدعوى التي رفعتها سيدة تُدعى فرجينيا روبرتس، وإتهمته فيها بإجبارها على ممارسة الجنس مع عدد من السياسيين في الحزب الديموقراطي ومع الأمير أندرو على رغم نفيه. وقال سُكّان بناية فيها شقة مملوكة لشقيق إبستين أنّ باراك كان يبقى فيها خلال زيارته إلى أميركا. وتكشف المعلومات أيضاً أنّ إبستين يهودي أتى من عائلة فقيرة، وجنّده “الموساد” ليتم استخدامه في أمور عدة.
الكتاب الأسود
في السياق، قالت مصادر مطلعة على الأمر أن “الشبكات التي يديرها إبستين ومن معه تعود لأكثر من 60 سنة، أي لأيام حرب الايام الستّة العام 1967 وهجوم إسرائيل على المدمرة الأميركية “يو أس أس ليبرتي” من أجل تبرير الحرب على مصر”. وأضافت أن “الشبكة تشمل أسماء عديدة من مختلف الجنسيات والمجالات، موجودة ضمن كتاب تحت اسم “الكتاب الأسود” مع أرقامهم وعناوين منازلهم”. ومنهم إيهود باراك وأحد الأسماء المهمّة الملياردير ماكس واكسنور الذي حمى إبستين، وروبرت ماكسويل أحد أخطر عملاء الموساد الذين أشرفوا على أعماله.
ويُعتقد، وفق المصادر، أنّ واكسنور عمل مع الاستخبارات الروسية “كي جي بي” وسلّح الاسرائيليين عام 1948 عندما حصل التطهير العرقي للفلسطينيين، وهو من الذين ضمنوا أمن إسرائيل، فضلاً عن أنه تمّ تشييع جثته في القدس لدى وفاته عام 1991.
وأشارت إلى ان “معظم الأسماء هي شخصيات تحيط بالرئيس الأميركي وأصدقائه منذ زمن بعيد”، مشدّدةً على أنه “بعد اكتشاف هذه الشبكة، يمكن الاستنتاج أن العداء بين أميركا وروسيا وهمي من أجل كسب مصالح فئوية”.
تحذير لترامب؟
طريقة موت إبستين، تطرح قضية وفاة عدد كبير من الأشخاص حول العالم حيث يُقال إنهم انتحروا أو توفوا في حادث سير أو بكمية زائدة من المخدرات، غير أن الحقيقة في مكان آخر. وأكبر دليل على هذا الكلام هو أن سجيناً سابقاً قال إنّه “كان في السجن نفسه مؤكّداً استحالة الانتحار داخله”، ما يظهر أنهم تخلصوا منه لعدم كشف المزيد من الأمور. وبالتالي، لدى هذه المجموعات التي تدير الشبكات قوّة هائلة لا يمكن الاستهانة بها أبداً، من موارد العالم واقتصادات الدول وسياستها وغيرها الكثير.
لكن السؤال المحوري: لماذا إختير أحد أهم أعمدة هذه الشبكات وما خلفيات قرار إزالة تهديده حالياً؟ أهو رسالة وإنذار لأقرب المقربين منه، أي الرئيس ترامب؟ أم أنها مُجردّ تصفية حسابات؟