“الكباش يستمر”.. السيد فضل اللّه: العملة الوطنية رهينة لعبة الصرافين الكبار وجشعهم

ألقى العلامة السيد علي فضل اللّه خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والإجتماعية وحشد من المؤمنين, ومما جاء في خطبته السياسية:
البداية من هذا البلد الذي يستمر التدهور فيه على صعيد العملة الوطنية أمام الدولار الأميركي بعدما تجاوز المئة ألف ليرة والمرشح دائماً للإزدياد لعدم وجود أية حلول جذرية تساهم في إعادة الإعتبار لليرة اللبنانية”.
وأضاف, “بعدما توقفت المعالجات الآنية التي كان يقوم بها المصرف المركزي والذي كان يجمد هذا الإنهيار لفترة زمنية لكن لا يحلها لتبقى بعدها العملة الوطنية رهينة لعبة الصرافين الكبار وجشعهم ومن يقف ورائهم، وتخضع للواقع السياسي والاقتصادي المأزوم داخلياً وخارجياً، ما يهدد قدرة اللبنانيين على تأمين أبسط مقومات حياتهم وأدى إلى عدم قدرة المؤسسات العامة والمدارس الرسمية والجامعات على أداء دورها، ويخشى أن يصل ذلك إلى المؤسسات الخاصة للأعباء الثقيلة التي باتت تنوء بها”.
وتابع, “يجري ذلك فيما يستمر الواقع السياسي على ما هو عليه في إدارة الظهر والتعامل مع ما يجري وكأن البلد بألف خير والناس قادرون على التحمل، فبدلاً من أن تستنفر كل القوى السياسية جهودها وتتناسى لأجلها خلافاتها وصراعاتها وتتوحد لمعالجة هذا الانهيار وإيقاف هذا النزيف, نجد إمعاناً لديها في الإنقسام والتصويب على بعضها البعض ما يعطل أية فرصة لحلول تخرج البلد من حال الانهيار التي وصل إليها”.
وأردف, “الذي أصبح من الواضح أن بداية الطريق للوصول إليها يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وتأليف حكومة قادرة على النهوض بالبلد، والتعاون مع المجلس النيابي لإجراء الإصلاحات الضرورية لاستعادة ثقة اللبنانيين ببلدهم وثقة العالم به”.
ولفت إلى أن, “الكباش يستمر على هذا الصعيد من دون أن يبدي أي فريق رغبة بالتنازل لحساب الوطن وإنسانه، ما يبقي هذا الاستحقاق رهينة الوقت غير المحدد وبانتظار تبدلات لدى هذا الفريق أو ذاك، أو تغييرات في موازين القوى أو توافقات خارجية لا يبدو في الأفق أنها ستحصل ويمكن البناء عليها”.
وأشار إلى أن, “من هنا فإننا، ورأفة بهذا البلد وباللبنانيين، نعيد التأكيد على كل القوى السياسية المعنية بتأمين هذا الاستحقاق أن يصغوا جيداً إلى معاناة اللبنانيين، بعد أن لم يعودوا قادرين على تحمل الأعباء الحالية، وبالطبع لن يكونوا قادرين على تحمل المزيد منها، بأن يسارعوا لأداء دورهم على هذا الصعيد، وأن يتقوا غضب الشعب الذي لن يصبر طويلاً، ويسرعوا في التوافق على رئيس نريده أن يأخذ في الحسبان مصلحة اللبنانيين التواقين إلى الخروج من هذا الجحيم”.
وأضاف, “نبقي على صعيد الإجراء القضائي الذي جرى ويجري بحق حاكم المصرف المركزي، فإننا نعيد التأكيد بإننا مع أي إجراء جدي يساهم في كشف حقيقة ما كان يجري في أروقة هذا المصرف كونها المسؤولة عن الواقع الذي وصل إليه البلد”.
وأمل أن “يكون هذا الإجراء يشكل بداية الطريق للإصلاح، فالبلد عانى ويعاني من عدم المحاسبة والحماية التي كانت تتأمن لمن عبثوا به وبمقدراته للتغطية التي كانت تتأمن لهم، وإن كنا نخشى أن لا يؤدي ما جرى إلى ما يصبو إليه اللبنانيون من محاسبة تساهم في إخراج البلد من النفق الذي دخل إليه بفعل التدخلات الخارجية والداخلية التي تضمن عدم محاسبة الكبار وإغلاق الملفات بعد فتحها، أو إبقاء الذي جرى في دائرة محدودة بشخص الجهات التي تتولى هذا الإجراء”.
ورأى فضل الله “أهمية التوافق الذي حصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمملكة العربية السعودية، وهو ما كنا ندعو إليه دائماً لما يؤدي إليه هذا التوافق من تعزيز اللحمة التي ينبغي أن تكون بين العرب والمسلمين لمواجهة التحديات التي يتعرضون إليها، وتساهم في التخفيف من التوترات التي طالما عصفت بهم ومنعتهم من من تطوير قدراتهم وإمكاناتهم”.
وختم, “وأخيراً نتقدم بالتهنئة إلى كل المسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك الذي يصادف إنشاء الله يوم الخميس القادم، والذي نسأل الله أن يبلغنا إياه وأن يكون لنا شهر خير وبركة ويحمل إلينا تباشير الأمن والاستقرار ويعزز أواصر الوحدة في ما بين المسلمين ويبعث الخير في نفوسهم لتجاوز الواقع الصعب الذي يتهددهم”.