ما الذي يسبب فقدان الوزن المفاجئ في مرضى المراحل المتأخرة من السرطان؟
يعتقد العلماء أنهم يقتربون من فهم المزيد عن فقدان الوزن المفاجئ و”المدمر” الذي يحدث في مرضى السرطان المتقدم.
ووجد باحثون في المملكة المتحدة أن جينا يسمى GDF15 يرتبط به الدنف أو الهُزال أو الحَرَض، وهنا عملية معقدة تؤدي إلى فقدان مفاجئ للشهية والدهون والعضلات في 80% من مرضى السرطان في المراحل المتأخرة من المرض.
ويُرجح الخبراء أنه السبب الرئيسي للوفاة في 20-30% من حالات مرضى السرطان.
وقال الفريق إن النتائج التي توصل إليها من دراسة TRACERx، والتي نُشرت في مجلة Nature Medicine، يمكن أن تساعد في تشخيص الحالة قبل ظهور الأعراض.
وأوضحت الدكتورة مريم جمال حنجاني، الأستاذة المساعدة السريرية في معهد السرطان بجامعة كوليدج لندن والباحثة الرئيسية في الدراسة: “إن الفهم البيولوجي لهذه الحالة المدمرة قد استعصى على الباحثين منذ فترة طويلة، لكن الاستثمار الهائل والعينة المتعمقة وجمع البيانات في TRACERx سمح لنا بالبدء في اكتشاف امور تتعلق بالدنف”.
وتابعت: “نحن متحمسون بشكل خاص لمحاولة إيجاد تغييرات في السرطان أو الدم يمكن أن تساعد على تحديد المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالدنف في المستقبل حتى نتمكن من التدخل قبل حدوث ذلك”.
وبتمويل من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، استخدمت دراسة TRACERx البالغ كلفتها 14 مليون جنيه إسترليني تقنيات تتضمن الذكاء الاصطناعي لمعالجة مئات عمليات المسح من المرضى الذين انتكسوا بعد الجراحة والذين فقدوا العضلات والدهون في بطونهم.
وتمكن العلماء من تحديد هؤلاء المرضى الذين يعانون من الدنف.
وغالبا ما يكون من الصعب تشخيص هذه الحالة نظرا لعدم وجود أداة فحص واحدة فعالة في اكتشاف الدنف.
وكجزء من الخطوات التالية، سيقوم العلماء بالتحقيق في كيفية قيام التمثيل الغذائي للسرطان والجهاز المناعي بدور في الدنف.
وقال البروفيسور كيتان باتيل، كبير العلماء في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: “هذه الدراسة هي مثال قوي لما يمكن تحقيقه عندما يكون لدى الباحثين المساحة والوقت للنظر عن كثب في ما يحدث لأجسامنا عندما يكون لدينا سرطان”.
وأضاف: “الدنف حالة مدمرة للمرضى، فهي تؤدي إلى تدني نوعية الحياة وتضعف القدرة على تحمل العلاج وتساهم في الوفاة. ونتائج مثل هذه ستنشئ مجموعة الأدوات التي نحتاجها لمحاربتها”.
وقال البروفيسور تشارلز سوانتون، من معهد فرانسيس كريك وكبير الأطباء السريريين في المملكة المتحدة لأبحاث السرطان، والمسؤول عن دراسة TRACERx: “يدرك باحثو TRACERx أن السرطان ليس ثابتا وأن الطريقة التي نعالج بها المرضى يجب ألا تكون كذلك. وهذا النهج الذي تمكنا من اتباعه (متابعة المرضى خلال رحلتهم مع السرطان والنظر في كيفية تفاعل السرطان مع الجسم كله) سمح لنا بالتحقيق في هذه الحالة بطريقة لم تكن ممكنة من قبل”.
المصدر: إندبندنت