لبنان

المرتضى: هل تشبهنا حضارة التحول الجنسي وهل يتحول من يدافع عن القيم إلى هدف لمروجي الشذوذ؟

رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، ممثلا بالكاتب والاعلامي روني ألفا ، فاعلية تكريمية للراحل المحامي والملحن والكاتب  المبدع بيار القزي في تل الصليب- ضهر الصوان، في حضور الأب بطرس عازار الانطوني ممثلا رئيس الرهبنة الانطونية الأباتي جوزف بو رعد ، الرئيس العام الأسبق للرهبانية الأباتي داود رعيدي، نقيب المحامين ناضر كسبار ، أرملة الراحل المكرم  المحامية ميشلين أسعد غبريال القزي، البروفسورالطبيب  ميشال نصر،المؤرخ الدكتور سمير اسطفان ، المهندس الياس قرباني وممثلين عن حزبي القوات اللبنانية والكتائب ، الكاتبة المسرحية جيزيل الهاشم زرد ، المايسترو وليد ابو سرحال ، البروفسور ميشال نصر واشقاء  الراحل  الخمسة وعائلاتهم يتقدمهم نائب رئيس بلدية ضهر الصوان بولس القزي اضافة الى رؤساء المجالس البلدية والاعضاء والمخاتير من جوار بلدة ضهر الصوان.

قدمت الحفل التكريمي  الاعلامية ميراي عقيقي محفوظ  تخلله عرض فيلم وثائقي عن سيرة الراحل، تحدث فيه كل من الكاتبة والاديبة مي خليل ، الشاعر قيصر غصوب والفنان نادر خوري عن تعاونهم مع بيار ،تلاه ريستال غنائي لكل من كاترين غالي وناتالي أبي حبيب من كلمات وألحان الراحل ، هي عبارة عن مقاطع من مسرحية كان قد ألفها على مدى الاعوام الماضية.

الفا

ثم ألقى ألفا كلمة ألفا كلمة المرتضى واعتبر  أننا ” نترحم اليوم على عدة صيغ من بيار. بيار المحامي الذي رافع في الحق فرفعه. بيار الملحن الذي سرق النسيم من بطاح عابقة بطعم الصنوبر البري فزرعها في فم منجيرة تمردت على القصب بعصيان الطرب. ينفخ فيها الملحن لازمة تلازم المطربين وأدوارا لا تلعب سوى ما يستحق بطولة الغناء”.

وقال:”نترحم على بيار الكاتب. الكتاب سيداتي سادتي لا يسكنون أغلفة الكتب. سكناهم غلاف القلب. يحومون بالأحرف مثل إيكاروس لكن شمعهم لا يذوب. هم الشمس في العلياء والقمر في الليلة الظلماء فهاتوا بأمثالهم ينهض لبنان بلمح البصر”.

وتابع:”عهدنا أيها المبدع ان نجم من مسكبتك. فيها ما يكفي من النعناع لانتعاش جيل بأكمله ومن الخزامى ما يكفي لحفظ مليار قصيدة وجد طازجة في خزانة التأليف. لا يموت بيار الا عند لحظة الوفاة. قبلها حي يرزق. بعدها حي يرزق. يموت أمثال بيار مرة ليحتلوا الأصغرين بين عقيق الأقلام ودقيق الحروف الذي يخبز قوتا للقراءة”.

واضاف:” كلفني فشرفني معالي وزير الثقافة محمد وسام المرتضى تمثيله في هذا التكريم هو الذي يكرم اليوم بموقفه حماية للبنان الذي نعرفه. نعم لبنان الذي نعرفه لأن ثمة من يريد أن ننسى هذا اللبنان. لبنان الذي يتكلم عنه من يحبه في صيغة المؤنث أحيانا. لبنان تواجه المحتل ولبنان جميلة ومترامية البهاء أو لبنان ستعود الى سابق عهدها ونحن إذ نتساءل بعيدا عن الذكورية المتعصبة والمتزمتة ما الذي يدعو أحباء لبنان الى وصفه بصيغة التأنيث”.

وقال:”نقبل أنوثة المفردة لأنها تقترن لغة بمخلوق معنوي غير مادي يمكن ان نحبه خارج تصنيفات المؤنث والمذكر. الأشياء اذا صح ان ننعت الأوطان بالأشياء- القيمة تصدمنا قليلا ولكن أفلا يصدمنا أن نذكر الأنوثة ونؤنث الذكورة عندما يتعلق الأمر بوصف أسماء العلم من نساء ورجال؟”

وتساءل ” هل تشبهنا هذه الحضارة فنستدعي من أجل حمايتها ذريعة حرية الحياة الشخصية لنقول أنها ظاهرة موجودة من لوط إلى حضارة الطاغوت؟وهل نستسهل شطب عقوبة لم تطبق الا نادرا في لبنان لتشطبنا كل يوم؟ وهل يتحول من يدافع عن الهوية الانسانية الى هدف للمتحولين؟”

وأوضح أن ” وجود الظاهرة حدودها ومتى طارت الحدود تفاقم الوجود فقليلا من الرفق بما تبقى لنا من أسرة تحاصر ثقافة الدمى الجديدة وقليلا من الرفق بما كتب بيار ورفاق بيار في جوار الكنائس والمساجد ودور الصلاة”.

ورأى أننا “نواجه حضارة الهجمة ويا ليتها كانت هجمة المسيح على الموت في طقوس الهجمة نصرخ خلالها مع الكهنة إفتحوا الأبواب ملك المجد آت، بل الهجمة عينها يشنها من قتلوه وصلبوه ليعيدوا إقفال الأبواب وتثبيت الصخرة على البيعة وبنيها”.

وقال:” عهدنا ببيار كما بعائلته الكريمة التي تكرمه في ضهر الصوان أن تبقى على نهج مقاومة المجاعة التي ارتقى بسببها مئات الشهداء في بحنس ضهر الصوان خلال الحرب الأولى فتقاوم اليوم مجاعة تقتل الروح سيحاربها قلم بيار بعد رحيل أصابعه وستواكبه في مواجهتها أصابع جديدة في عائلته شعرا ونثراا بخط وتخطيط شقيقه بولس وأولاده وأرملته وأحبائه ممن تعول عليهم وزارة الثقافة وتعلن استعدادها لدعمهم بما توفر على قلته وبالإيمان على وفرته ليبقى بيار علما من أعلام الثقافة وضوءا يستنار به كلما أظلمت الأزمنة وضاقت الآفاق واسودت المشاهد”.

وختم: ” أخي بيار ولو أن الحياة لم تجمع طريقينا. أفهم هيامك فهو هيامي وضحيجك وسكينتك فهما ضجيجي وسكينتي ولا أملك في هذا التكريم إلا كلمة معالي الوزير شاشة رقيقة من ضمادات الكلمة أضعها على قبر غيابك وقصر حضورك لأنك ستدحرج الصخرة كما دحرجها المسيح وسنسمع صوتك في نهاية الأزمنة مع القائمين من سجلات الوفيات يصرخ بالنسوة الممسكات بالطيب  في المكان وكأنك صوت ملائكي يقول لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات”.

عازار

والقى الأب عازار كلمة بالمناسبة تضمنها صفات الراحل من “ايمان وعدل وبر واحسان وأعمال خيرية اضافة  ألى إبداعه  في الكتابة  والادب”، وقال :”نستحضر روح بيار الادامي في هذه الامسية لكي ننعم في زمن القلق على الوطن والمواطن وفي زمن التعدي على الحياة ببعض نسمات السماوية”،واشاد ببلدة ضهر الصوان وعلاقة الرهبنه المارونية الوطيدة مع اهلها”.

كلمة النقيب كسبار القاها عضو مجلس النقابة جورج  يزبك فقال :” الأوادم  في هذا البلد يرحلون في غصة ،ان بيار فرح الان  حيث هو فخور بما قامت به عائلته من تكريم له ولو بعد مماته فه مستحق وكما كان مؤمنا على الارض وتوفي امام تمثال العذراء مريم الذي كان يزوره يوحيا فهو يصلي من عليائه لينقذ الله الوطن من هذه المحن التي يمر بها وليعيده الى عافيته”.

عقيلة المكرم

اما عقيلة الراحل المحامية مشيلين فقالت :”كللي يا سحب تيجان الربى بالحلى  واجعلي سوارها منعطف الجدول، من تلة الصليب من هنا تقصر مسافة البعد من الارض نحو السماء، من  ضهر الصوان المنحوت في صخرها الحب ومكارم الاخلاق والاتحاد،

من عطر الصنوبر  العابق هنا وهناك بروح عاشق عطر القداسة، ومن على اوتار الحانه، تجلى الله وتمجد الفن انا هنا اليوم. اتنفس من روح بيار.ومن اعاليها، تقول لكم شكرا لكل من ساهم بانجاز هذا التكريم والشكر موصول الى معالي وزير الثقافة القاضي  محمد  وسام المرتضى، مثال النزاهة في القضاء واليوم للثقافة عنوان. هوالوزير الذي برعايته يخلد المبدعين هو الذي نراه موجودا وداعما لكل عمل ثقافي دون تمييز بالمكان والزمان،

لينير المكان بدعمه ولينشد له الزمان اناشيد ازل، والشكر لحضور ممثل الوزير الكاتب والاعلامي روني الفا”.

واضافت :”بيار اعدك ان احلامك ساحققها مع اولادك، سنحبك اكثر واكثر. لانك قربتنا اليك في السماء من خلال اعمالك حيث  اراك كل يوم بلحن واراك اجمل بترتيلة الى اللقاء. ومبروك تكريمك”.

نصر

وكانت كلمة لصديق الراحل البروفسور الطبيب ميشال نصر الذي قال :”نكرم اليوم هذا الرجل العظيم هو رجل الدنيا والآخرة لا يعرف الكراهية  محام مخضرم يعرف القانون من كل جوانبه وموجباته وتداعياته ويعمل جادا على احترام كلي لحذافيره وروحيته وكان يقول عن مهنة المحاماة:رجل القانون يجب ان يكون رجل حق بكل ما للكلمة من معنى، وإن لم يكن رجل حق فلا يجوز ان يكون رجل قانون”.

وتابع:”بيار يؤمن بأن بناء وطن في لبنان يجب ان يبدأ بقضاء كفوء، وعندما نقول كفوء نكون قد قلنا كل ما يقتضي للقضاء أن يحافظ عليه فالقضاء ملح الأرض ، وبالمناسبة كان له نظرة إكبار وتقدير للقاضي محمد وسام المرتضى، فكان يردد على مسامعي لو كان جميع القضاة مثل القاضي المرتضى لما كنا لنحتاج الى قانون استقلالية القضاء. هذا هو بيار مخايل القزي الذي نكرم اليوم المحامي والكاتب والمؤلف، المؤمن بذاته وبالله، المحب بتفان للعذراء مريم حتى توفي وهو يصلي على قدميها”.

وختم:”أخيرا وليس آخرا، أحيي زوجته الأستاذة ميشلين غبريال التي واجهت فقدان زوجها بحزن عميق، لكن برباطة جأش وبإرادة صلبة وثبات قل مثيلها ، والاهم من كل ذلك واجهته بايمان مطلق”.

زرد

كما القت الكاتبة والاعلامية جيزيل زرد كلمة بالمناسبة لفتت فيها  الى “مآثر الراحل وإبداعاته في المحاماة والكتابة والشعر والموسيقى”،  منوهة ب”متابعة عقيلته المحامية ميشلين ، السير على خطى بيار ونقل ارثه الى الاجيال الصاعدة”.

أبو سرحال

بدوره نوه المايسترو ابو سرحال ب”عمق الصداقة التي جمعته والراحل بيار قزي”،

وقال :”ما تخيلت  يوما ان اقف على المنبر ارثي صديقي ورفيقي الوحيد الذي آمن بموهبتي الموسيقية ، حيث حاول لمدة 30 عاما على تكوين نفسي كموسيقي ، حلمنا معا بفن جميل وباعمال منها ما ابصر النور ومنها ما زال على الورق حيث نأمل بالتعاون مع الملهمة لبيار ، عقيلته المحامية ميشلين غبريال قزي متابعة المسيرة وتحقيق احلامه ” .

وفي الختام تسلم ألفا نيابة عن المرتضى لوحة قيمة تمثل شخص الوزير، قبل أن تسدل ستارتين احداهما عن صخرة تحمل اسم المرتضى تخليدا لذكرى الراحل، واخرى حفرت عليها سيرة المكرم تقدمة  من السيدين حبيب وخليل عطية ، تبعها زرع شجرتي أرز في المكان المقدس، إحداهما باسم المرتضى والأخرى باسم الرهبنة الانطونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى