الجمهوريّة: إيران تحدّد موقفها من الملف اللبناني..

كتبت الجمهوريّة:
ابلغت مصادر سياسية واسعة الإطلاع إلى صحيفة «الجمهورية» قولها: «انّ زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبداللهيان الى بيروت ليست معزولة عن التطورات الايجابية التي شهدتها المنطقة، ولا سيما الاتفاق السعودي- الايراني، الذي يجمع كل المعنيين بهذا الاتفاق انّ ايجابياته ستلفح لبنان إن عاجلاً او آجلاً».
ولفتت المصادر، الى انّ «هذه الزيارة مقرونة ببرنامج لقاءات مكثف يشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، اضافة إلى لقاء موسّع في السفارة الايرانية مع عدد من السياسيين والنواب».
وإذ قاربت المصادر السياسية زيارة عبداللهيان إلى بيروت بوصفها «عاملاً مساعدًا للمساعي الرامية إلى انضاج تسوية رئاسية، اكّدت مصادر مطلعة على الموقف الايراني لـ»الجمهورية»، انّ «ايران تدعم التواصل بين اللبنانيين، للاتفاق في ما بينهم على ما يحقق مصلحة لبنان، وتبعًا لذلك، فإنّ الاولوية الايرانية هي عدم التدخّل المباشر في الملف الرئاسي اللبناني، باعتباره شأنًا يعني اللبنانيين، وهي بالتالي تدعم اي جهد يقود إلى حل الأزمة في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية».
وردًا على سؤال عمّا اذا كانت ايران منسجمة مع موقف «حزب الله» الداعم لوصول الوزير سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، اكّدت المصادر انّه سبق لطهران ان حدّدت موقفها من الملف اللبناني بأنّها حريصة على لبنان واستقراره، وترغب في ان ترى اللبنانيين وقد تمكنوا من تضييق الفجوة القائمة بين الاطراف اللبنانيين بما يعجّل في انتخاب رئيس للجمهورية واعادة بناء السلطة التنفيذية المعطّلة في هذا البلد. وبالتالي وبمعزل عمّا اذا كانت طهران منسجمة مع موقف حليفها المباشر «حزب الله» ام لا، الّا انّها لا تتدخّل ولن تتدخّل في الملف الرئاسي اللبناني، ولن تكون في موقع الضاغط لتغليب موقف الحزب في أي ملف، وخصوصًا في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وردًا على سؤال آخر، حول الغاية الحقيقية من زيارة عبداللهيان إلى بيروت في هذا التوقيت، قالت المصادر: «الزيارة في جوهرها تأتي ضمن جولة في المنطقة، وليست محصورة بلبنان اساسًا، وشمولها لبنان قد ينطوي على محاولة شرح أبعاد التحولات التي شهدتها المنطقة، ولاسيما منها التطور الايجابي المتسارع على الخط الايراني- السعودي، والتأكيد للبنانيين وطمأنتهم بأنّ ايجابيات هذا التطور لن يكون لبنان بمنأى عنها».