بيرم: للابتعاد عن النكايات وخيارنا الدولة والمؤسسات
أقيم احتفال في طرابلس لمناسبة عيد العمال، بدعوة من رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد، وحضور فاعليات ومهتمين.
وألقى رئيس إتحادات نقابات النقل البري بسام طليس كلمة شدد فيها على “قيم طرابلس وعلى الحرمان فيها وفي عكار وبعلبك”، معتبرا أن “عيد العمال الحقيقي يكون بانتخاب رئيس للجمهورية، فبذلك يتحقق المثل متى حضر الماء بطل التيمم”، منوها بوزير العمل “الذي يمثل عمال لبنان”.
وكانت كلمة لرئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر شدد فيها على “ضرورة اللجوء في الأزمات الى العقد الاجتماعي المبني على التنازلات”، منتقدا “السجالات والخلاف متطلعا الى انتخاب رئيس جامع وسلطة تنفيذية، الى حكومة خلية نحل تعمل لطرح بداية الحلول”، مضيفا “أننا نرى تقاذف الفراغ ولم يبق الا العمال يدفعون الثمن في القطاعين العام والخاص، والأساتذة ونرفع من هنا الصوت من أجل عقد اجتماعي قائم على التنازلات، يعني نتوجه الى كل نقابات المهن الحرة قبل أن تستوفي بالعملة الصعبة ان تنظر إلى واقع العمال في مختلف الفئات والى الدولة لنرى انها تمارس التخبط العشواء ان بسياسة الأجور او بالسياسات الإقتصادية او المالية، وكل ما اخذناه ان على صعيد القطاع العام أو على صعيد القطاع الخاص يتبخر بسرعة عندما تتحرك الغرف السوداء التي تمارس العهر ورأينا الدولار يتحرك في غضون شهرين مئة الف ليرة
وقال: “المطلوب دولة تمسك الأمور بيد من حديد، وأجهزة أمنية تتحكم بالمفاصل، والمطلوب قضاء ناجع وبعيد عن السياسة، حتى نعيد الثقة بلبنان”، لافتا الى ان “كل العلاجات التي قمنا بها حضرت فيها طرابلس ومؤسساتها، وهي لن تكون نافعة الا بوضع سقف للدولار، والا فنحن في مهب الريح”.
وألقى وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم كلمة اعرب فيها عن سروره للمشاركة في احتفال الأول من أيار في طرابلس لإحياء عيد العمال، مشددا على أن “تلبية دعوة النقيب شادي السيد كانت أمرا محسوما، لأن الحفل في طرابلس، ولماذا طرابلس، اولا كموجب بذل عناية، وايضا إلقاء الحجة، القاء الحجة على الدولة، لأن طرابلس ومنطقة الشمال، وعكار، هي الأكثر غبنا، ففي طرابلس والشمال الانتماء للدولة حاضر، ولم يقصروا بالانتماء للدولة، طرابلس وعكار اعطوا للدولة اكثر بكثير مما اعطتهم الدولة، وانا هنا لاضع الاصبع واسلط النور على مدينة النور اهلها اهل الرباط اهل الخير والعطاء، هي طرابلس العاصمة الثانية للبنان، ونحن نقول عاصمة ثانية للبنان انما نقول نحن نؤكد على وحدة لبنان وتعددية لبنان، وعدم الانزلاق وعدم التقوقع، لأن اكثر ما أذى لبنان هو التقوقع والانغلاق، واكثر من يتأذى هو المتقوقع والمنغلق. لذلك المجيء الى طرابلس وأحياء عيد العمال فيها له هذه الدلالة، أن يا اهل الدولة يا اهل المسؤولية انظروا الى هذه المدينة المعطاءة المضحية، ولكنها الأكثر غبنا، فانا زرت مناطق عدة لكن الأكثر غبنا هي طرابلس وعكار، ولاننا جئنا من مدرسة ثقافية واخلاقية، هي مدرسة الناس، لأن الناس هم الأساس، فالدولة قبل أن تنشأ بالقانون تبدأ بالشعب ثم بالأرض ثم تأتي السلطة، الشعب هو الأساس، لذلك الاهتمام بالشعب هو الذي يضمن ديمومة الدولة، ثم ان العدالة هي المعيار”.
وتابع:”اننا نحتفل اليوم بعيد العمال وعيد العمال له قدسية، ونحن هنا لنتحدث من القلب، فعندما جئنا الى الوزارة جئنا من طبقة الناس من طبقة الموجوعين، وأن جزءا من مقياس الوطنية ان تبذل ما لديك بل اغلى ما لديك، وان يبذل الإنسان نفسه من أجل الآخرين، فمعيار من أهم معايير الوطنية ان تقدم نفسك وروحك وخيرة شبابك من أجل عزة لبنان”، مضيفا “عندنا مشكلات في لبنان جزء منها نحن ارتكبناه نحن اللبنانيين، فساد متراكم ولم تنشأ دولة صحيحة وزبائنية على حساب المواطنية، واقتصاد ريعي لا يحتمل الإنتاج، ضربت الزراعة والصناعة والإقتصاد، ففي القرن الواحد والعشرين لا نقدر ان ناكل من خيرنا، لأننا اعتمدنا الاقتصاد الريعي. وما نريده هو اقتصاد الإنتاج، وجبران خليل جبران قال ويل لأمة تأكل مما لا تزرع، لأننا نفقد الحافزية، لذلك نؤمن وامنا بالعمل”.
وأردف بيرم:”نحن شكلنا لجنة المؤشر مع الاتحاد العمالي العام وأصحاب العمل، ونحن شكلنا اللجنة بعد توقف منذ العام 2015 وكانت آخر مخرجاتها سنة ال 2012 وعقدنا في سنة ونصف خمسة عشر اجتماعا واقرينا زيادات واعرف انها غير كافية، ولكن أهمية هذه الزيادات اولا كان هناك خمسون بالمئة من أصحاب العمل لا يصرحون للضمان، والقسم الذي كان يصرح للضمان كان يصرح تحت التسعمئة الف ليرة، ما فعلناه منذ أيام أننا جعلنا الحد الأدنى تسع ملايين، وهو غير كاف، ولكن أهمية ذلك أنني جعلت مئة بالمئة من أصحاب العمل لا يصرحون تحت التسع ملايين، يعني أنك اذا خرجت من عملك تكون التسع ملايين قد دخلت في صلب راتبك، يعني حميتك في تعويض نهاية الخدمة. وانا أعلنها بكل شرف أنني انا وزير حالي موجود في الحكومة الحالية جعلت انا واعضاء لجنة المؤشر لأقل عامل في القطاع الخاص تسع ملايين اكثر من قيمة راتبي الرسمي
كوزير في الحكومة. أن قيمة ما قمنا به ليست بالمال بل بالمعنويات، وبرمزيتها، أنني كوزير اقول عليكم في بناء الوطن فالوطن لا يبنى الا بكم، ونحن نريد للدولة ان تنتظم، خيارنا الدولة، لبنان لا يحكم من طائفة ولا يحكم من حزب او تنظيم مهما كان قويا، القوة في وجه العدو، والقوة التي نمتلكها هي في خدمة ناسنا، وفي خدمة دولتنا، ولاننا وضعنا قوتنا في خدمة دولتنا، كان لا يمكن أن ناخذ من إسرائيل تنازلا دون قيد او شرط ثم في ملف النفط والغاز بعدما كانوا يكابرون هم والدول العظمى التي تدعمهم عندما قدمنا اوراق القوة للتفاوض اللبناني انتزعنا حقنا في النفط والغاز، من أجل اجيالنا ومن أجل ابنائنا بكل عزة وكرامة، لذلك خيارنا الدولة والمؤسسات، لا بديل عن الدولة التي تجمعنا معا”.
وقال: “من جهتي اتعهد لكم بما يمكنني القيام به بموجب تحقيق الغاية، وانا عملت ضمن معايير ما لا يدرك كله لا يترك جله. ونراكم خطوة بعد خطوة بعيدا عن النكايات شبعنا من هذه النكايات في هذا البلد، شبعنا من التحدي، فلبنان يريد تعاون كل أبنائه، ونحن هنا نطلق مبادرة البلد الطيب الذي يرزقه الله من الثمرات، فنحن نستفيد من ثرواتنا ومن مواردنا البشرية، ولا تنقصنا المواهب الفردية فاي لبناني يبيض الوجه في الداخل والخارج، وإذا توجه الى الخارج يكون بارزا، فالاولى ان يستفيد منه اهله ووطنه وأن الدولة عليها أن تساعد، وان تساعد التجمعات والتكافل لنعزز الثقافة الجديدة في لبنان، ثقافة الإنتاج وثقافة العمل، وثقافة الحافزية، ولبنان لن يسقط لأننا نؤمن بالأمل، الأمل الواعي والأمل المبني، وان وطنا قدمت من أجله أجمل التضحيات لا يسقط. علينا أن نجري مراجعة لحساباتنا ولاخطائنا ولمستقبلنا وننظر الى المستقبل بأمل وتعاون وانا اطلق مبادرة الفصل بين السياسة والإقتصاد والاجتماع والأمور المعيشية”.
وتابع بيرم: “أمس عندما قدمت الهبة الكهربائية قلنا فلتأتوا بالكهرباء من أينما كان فنحن نشكر، وقلنا خذوا الهبة الكهربائية ولا تشكرونا واشتمونا وانيروا الكهرباء للناس، لذلك عندما يمتلك احد حلا فليأت به حتى لو كنا نختلف في السياسة، فهذا الخلاف يبقى موجودا ولكن القضايا التقنية المعيشية تحتاج لنا جميعا”.
وختم: “انا بدوري بابي مفتوح في الوزارة للتدخل والمساعدة لأي جهة لأن المسؤولية ملزمة لنا جميعا. نحن بأسوأ مرحلة ولكن لا نتخلى، تعالوا بعيدا عن النكايات لبنان يحتاجنا جميعا، نريد لبنان المقتدر الذي يستفيد من مواهبه ونكمل حتى انتخاب رئيس جديد ونستفيد من التطورات الإيجابية في الإقليم خاصة العلاقة السعودية الإيرانية”.
وفي الختام، قدم صاحبا الدعوة درعين للوزير بيرم بمشاركة المفتي محمد امام