لبنان

سلهب: لجلسة حكومية تحل مشاكل بلديات لبنان وعمالها

دعا مسؤول وحدة النقابات والعمال المركزي في حزب الله هاشم سلهب، رئيس الحكومة ووزراء الداخلية والعمل والمالية إلى عقد جلسة خاصة ليس على جدول أعمالها إلا حقوق البلديات.

سلهب: لجلسة حكومية تحل مشاكل بلديات لبنان وعمالهاسلهب: لجلسة حكومية تحل مشاكل بلديات لبنان وعمالها
وطالب سلهب بفتح ورشة خلال الجلسة لا تقفل قبل أن تحل المشاكل والأزمات التي تواجه بلديات لبنان وعمالها.

جاء ذلك خلال احتفال أقامه قسم النقابات والعمال في البقاع، بالتعاون مع بلدية بعلبك، لمناسبة عيد العمال في بهو البلدية، بحضور مسؤول القسم شفيق شحادة، مسؤول العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل وأعضاء المجلس البلدي، وفاعليات نقابية وبلدية وعمالية.

وأشار سلهب إلى أنَّ “عمال البلديات هم الشريحة الوحيدة في لبنان التي قامت بمهامها دون انقطاع، ولم يلجأ عمال البلديات إلى ابتزاز أحد في حقوقهم وفي أدائهم لمهامهم، بل حافظوا على قيم العمل والقيم الوطنية التي تخلى عنها الكثير من العمال والموظفين والمسؤولين وغير المسؤولين في لبنان”.

وأضاف: “إذا أردتم أن تعرفوا قيمة عملكم انظروا إلى آثاره بين الناس وبين مفردات الكرامة الوطنية، إذا بقي إدارة في لبنان مقبولة إلى حد ما ومنتظمة في عملها والقيام بمهامها، فهي إدارة البلديات. انتم تقومون بعملكم بكل روح طيبة وتشكلون الأمل الباقي في قرب الإدارة العامة من الناس. عليكم ان تتوحدوا وتقولوا لكل الذين يضعون أيديهم على حقوق البلديات، لا سلام لكم منا، افرجوا عن حقوقنا، وارفعوا أيديكم عما تسلبونه منا، لا صلاحية لكم بتجييرها لأحد”.

وأكَّد مسؤول وحدة النقابات والعمال أنَّه “لا بد من إعادة نظر شاملة في الخطط والبرامج والاستراتيجيات ومسالك العمل والموارد في كل بلدية من البلديات، واشراك المجتمع والعوائل والشخصيات الصادقة المخلصة في هذه الورشة، لعلنا نصل الى جزء ما من حلول”.

واقترح “المبادرة إلى الدعوة لعقد مؤتمر بلدي عام يجمع كل رؤساء البلديات في لبنان، وتجاوز كل الاعتبارات فنحن على مفترق. بالطبع كل مجتمع له خصوصية، ولكن هناك مشتركات إذا التقينا عليها، ورفعنا الصوت موحدين، يمكن أن يكون لهكذا مؤتمر آثاره الإيجابية”.

وتابع سلهب: “إن إدارة الظهر من قبل المسؤولين مستغربة ومستهجنة ومدانة، وفي الوقت الذي تمنح السلف وتقر الزيادات لفئات أقل حاجة وتأثيرا في المجتمع بوظائفها وأدوارها، ونجدهم يسارعون لإرضائها ويعقدون الجلسات لأجلها، لم يستنفروا ولو لمرة واحدة لتلبية حاجات البلديات واتحادات البلديات وعمالها”.

وأعلن أنَّه “نحن إلى جانبكم ومعكم، ونحمل همومكم ونحاول قدر المستطاع مساعدتكم، لكننا في ظل منظومة سياسية وإدارية فاسدة إلى أبعد ما تتصورون، وللاسف هناك إصرار على تجاهل حقوق البلديات وعمالها، لذا لا تتوقعوا أن يمنوا عليكم بفرج قريب من تلقاء أنفسهم، عليكم أن تصنعوا بأيديكم هذا الفرج”.

وختم سلهب بالقول: “يبقى أملنا كبير في أن هناك قوة اجتماعية وسياسية واقتصادية في لبنان قابلة لأن تتطور، ما زالت تحمي، وتحاول أن تبني الوطن. لن يستطيع أحد أن يسلبكم هويتكم وإرادتكم، والعزة في نفوسكم وقلوبكم لا يستطيع أحد أن يقتلعها بإجراء ظالم أو بأي شكل من أشكال الاعتداء والعدوان، سواء أكان عدوانا أميركيا أو داخليا، سنبقى وتبقون في ساحه حماية الوطن وخدمة ناسنا وشعبنا”.

بدوره، قال الشل: “كنت أتمنى أن أتحدث اليوم وأنا بينكم لأبارك لكم رغد العيش واستقرار حياتكم الاقتصادية، وأن تنعموا براحة البال والاستقرار الصحي والاجتماعي وأنتم تقومون بأداء أعمالكم في ظلمات الليالي، ولكن للأسف ما أوصلتنا إليه دولتنا الكريمة من حال اليأس لا نحسد عليه أبدا، فنجد أن الحكومة تزيد الرواتب دون تمويل من الوزارات المختصة، وترفع بدل النقل دون تحويلات لأموالنا من الصندوق البلدي المستقل، لذا نجد أن البلديات تعيش حالة انهيار مالي، وهي عاجزة حتى عن دفع رواتب عمالها وموظفيها”.

وأوضح أنَّ “الدخل الوحيد حاليا للبلدية هو من عائدات السياحة في قلعة بعلبك، والتي تبلغ حصة البلدية منها النصف، وقد بلغت خلال شهر نيسان مليارا و 799 مليونا و300 ألف ليرة، يضاف إليها مردود مسلخ بعلبك 105 ملايين ليرة، يقابلها شح في الواردات الأخرى وخصوصا بدل القيمة التأجيرية والتي لا تتجاوز النصف دولار في السنة عن كل وحدة سكنية. بالمقابل كلفة بدل إزالة النفايات من مدينة بعلبك 900 مليون ليرة شهريا، ومحروقات وبدل عمال وأجراء وموظفين يتعدى المليار و 100 مليون ليرة، دون احتساب أعطال الآليات أو أي طوارئ أخرى”.

وتقدّم رئيس بلدية بعلبك بالتكليف “من قيادة حزب الله بالشكر على دعمها الدائم لبلدية بعلبك وسد العجز المالي في أحيان كثيرة، وفي المقابل الدولة اللبنانية والصندوق البلدي يتقاعسان عن دفع مستحقات البلديات منذ العام 2021 والتي لم يعد لها قيمة فعلية على أرض الواقع”.

من جهته، رأى الشيخ مصطفى أنَّ “الأعياد جُعلت للتعبير عن فرحة الإنسان بعطائه وفعله وعمله وإرادته، وقد زينت الديانات السماويه أيام الإنسان بعدد من الأعياد تقديرًا وتكريمًا وتعظيمًا لما يقوم به، وكرر الإنسان في قوانينه الوضعية هذا النمط من التكريم والإعزاز والفرحة والسعادة والسرور بعد كل جهد وعناء وبعد كل تضحية، ولكن ما يؤسف في هذه الأيام أن المعنى الذي خصص للأعياد أخرجه البعض من مضمونه ومعناه الحقيقي، ليجعله يومًا فيه حسرةً وتهكمًا وتساؤلًا واستفساًرا عن جوهر ومضمون وحقيقة هذا العيد”.

وتوجه إلى العمال فقال: “أيها العاملون المثابرون الصابرون في هذا اليوم تنحني لكم حروف العطاء والثناء والشكر والمديح وكل تعابير التكريم والتعظيم والتقدير والإطراء، كل عام وأنتم بخير، ولكن يؤسفني أن اقول هذا اليوم أصبح بلا بهجة، ويعود ذلك إلى الإهمال المتعمد لحقوقكم ولدوركم ولعطاءاتكم في تقديمكم هذه الخدمة الجليلة لهذا المجتمع وللوطن”.

وأضاف: “إذا كانت الحكومات لا تقوم بواجبها ولا تؤدي لكم حقوقكم، فهذا لم يلغ ولم يمنع استمراركم وثباتكم وعطاءكم لأن الهدف الأسمى لكم يبقى فوق كل اعتبار، بأن الخدمة التي تقدمونها هي محط رضى الله سبحانه وتعالى، وهي في عين الله ورعايته”.

ودعا مصطفى الحكومة إلى “منح العمال حقوقهم المستحقة، ودفع السلف المالية للبلديات أسوة بالوزارات، ومضاعفة عائدات الصندوق البلدي المستقل، لتتمكن البلديات من القيام بواجباتها تجاه موظفيها وعمالها، ولتأدية مهامها وكل الخدمات المطلوبة منها”.

وسأل: “نحن في ظرف استثنائي، لماذا هذا الاستثناء لا يشمل البلديات؟ لماذا تضاعف رواتب الموظفين والعمال إلا في البلديات والاتحادات؟ هذا الاهمال لم يعد مقبولا لهؤلاء العمال الذين هم من أكثر الفئات التزاما بأعمالهم وحضورا ودواما، المطلوب إنصاف هذه الفئة ورفع الغبن والحيف عنها وضمان حقوقها”.

من ناحيته، دعا مراقب العمال حسين الدبس إلى “الالتفات إلى حقوق العمال، فنحن نتقاضى رواتب شهرية أقل من 30 دولار لا تكفي لأيام معدودة”.

كذلك، تحدث رئيس نقابة عمال وموظفي البلديات في البقاع حسين وهبي، فقال: “كفى ظلما وتمييزا بين أبناء المجتمع الواحد وهدر الحقوق، رغم أننا نقوم بكل ما يمليه علينا واجبنا الوظيفي. نطالب بالإنصاف، وبتحسين الرواتب، وأن تلحظ البلديات في كل قانون ومرسوم من شأنه تحسين أوضاعنا أسوة بسائر الموظفين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى