عربي و دولي

البناء: جنوب أفريقيا تتقدم بدعوى ضد كيان الاحتلال بتهمة جرائم إبادة… أين العرب؟

كتبت البناء:

تتصاعد جبهة مساندة فلسطين وغزة عالمياً، وتسجل كل يوم المزيد من الخطوات التصاعدية، سواء عبر زخم عمليات المقاطعة للمؤسسات والشركات الداعمة لكيان الاحتلال، أو عبر حشود المتظاهرين الذين يملأون شوارع عواصم العالم ومدنه، خصوصاً في دول الغرب الداعمة للكيان وفي مقدمتها العاصمة الأميركية واشنطن والعاصمة البريطانية لندن، وسائر مدن أميركا وبريطانيا. وبينما سجلت عدد من دول أميركا اللاتينية خطوات بحجم قطع العلاقة مع كيان الاحتلال وإغلاق سفاراته، خطت حكومة جنوب أفريقيا خطوة نوعية بالتقدم بدعوى بحق كيان الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني. وفي كل هذه العناوين كان السؤال المتكرّر أين العرب، لماذا لا يتشاركون إغلاق السفارات الإسرائيلية وقطع العلاقات مع دول مثل بوليفيا وتشيلي وكولومبيا؟ ولماذا يغيبون عن المشاركة بمساندة الدعوى الجنائيّة التي تقدمت بها جنوب أفريقيا؟

في المواجهات التي تخوضها المقاومة في غزة، وتضع لها سقفاً واضحاً، لا تسوية تقوم على معادلة تكرار الهدنة المؤقتة والتبادل الجزئي، ولا لأي تفاوض على تبادل الأسرى إلا بعد إعلان انتهاء الحرب بصورة كاملة وفك الحصار عن قطاع غزة. وتثبت المقاومة قدرتها على الإمساك بزمام المبادرة عسكرياً في ميادين القتال، وتلحق بجيش الاحتلال خسائر تتزايد نسبتها وأهميّتها كل يوم، بصورة منعت جيش الاحتلال من التقاط أنفاسه والتفكير بالبدء بما أسماه المرحلة الثالثة من الحرب عبر سحب وحداته المنتشرة على جبهات القتال، ويضطر لإرسال المزيد من قواته إلى هذه الجبهات، وبعدما أُنهكت وحدات النخبة لديه بحجم إصاباتها بدأ يزجّ بـ ألوية الاحتياط التي تنقصها الكفاءة القتاليّة ما رفع نسبة خسائره بصورة مضاعفة، بينما غياب أيّ تصوّر لحل قضية الأسرى عن مشروع المرحلة الثالثة للحرب جعل المجاهرة بالبدء بتطبيقها مخاطرة تحمل في طياتها احتمال مواجهة انفجار في الشارع تحت شعار وقف الحرب وتبادل الأسرى وفق شروط المقاومة التي تقول بتبادل الكل مقابل الكل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى