العلماء يحددون جينا يحمي البشر من فيروسات إنفلونزا الطيور
أفادت دراسة جديدة بأن العلماء ربما تمكنوا من تحديد الجين الذي يمنع البشر من الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور.
ويُعرف هذا الجين باسم BTN3A3، ويتم التعبير عنه في الشعب الهوائية، وقد ثبت في المختبر أنه يمنع فيروس إنفلونزا الطيور من الانتشار عن طريق نسخ نفسه.
وقال العلماء إن عملهم المنشور في مجلة Nature يمكن أن يساعد في تحديد الفيروسات الجديدة والناشئة التي لديها القدرة على التسبب في جائحة.
وقال البروفيسور ماسيمو بالماريني، مدير مركز أبحاث الفيروسات التابع لجامعة غلاسكو، والذي قاد الدراسة أيضا: “نعلم أن معظم الفيروسات الناشئة المحتمل انتشارها في شكل وباء بشري تأتي من الحيوانات. ولذلك فمن المهم فهم الحواجز الجينية التي قد تمنع الفيروس الحيواني من التكاثر في الخلايا البشرية، وبالتالي منع العدوى. وبالطبع تتغير الفيروسات باستمرار ويمكنها التغلب على بعض هذه الحواجز من خلال التحور بمرور الوقت. وهذا هو السبب في أن المراقبة الجينية للفيروسات ستكون حاسمة لمساعدتنا على فهم أفضل الفيروسات ذات الأمراض الحيوانية المصدر والوبائية والسيطرة على انتشارها”.
ومن المعروف أن إنفلونزا الطيور مرض ينتشر بين البط والدجاج والديك الرومي والسمان. وهناك العديد من السلالات المختلفة لفيروس إنفلونزا الطيور، لكن أربعاً منها تسببت في القلق خلال السنوات الأخيرة هي: H5N1 (منذ 1997)، H7N9 (منذ 2013)، H5N6 (منذ 2014)، H5N8 (منذ 2016).
وفي حين أن هذه الفيروسات لا تصيب الناس بسهولة ولا تنتقل عادة من إنسان لآخر، فقد كانت هناك حالات عديدة حول العالم، ما أدى إلى عدد من الوفيات.
ففيروس H7N9، على سبيل المثال، أصاب أكثر من 1500 شخص، مع أكثر من 600 حالة قاتلة.
وقال العلماء إنهم وجدوا أن فيروس H7N9 لديه طفرات جينية تسمح له بـ “الهروب” من التأثير الوقائي للجين BTN3A3.
كما تابع الخبراء تطور سلالات إنفلونزا الطيور فوجدوا أن جميع أوبئة الإنفلونزا البشرية، بما في ذلك الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 التي تسببت في وفاة أكثر من 25 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وإنفلونزا الخنازير في عام 2009، كانت ناجمة عن فيروسات مقاوِمة لـ BTN3A3.
وقالت الدكتورة روت ماريا بينتو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: “إن تحديد المتغيرات المقاومة لـ BTN3A3 عند ظهورها لأول مرة في الطيور قد يساعد في منع العدوى البشرية. ويمكن تصميم تدابير المكافحة ضد فيروسات إنفلونزا الطيور المستجدة، وعلى وجه التحديد ضد تلك التي تقاوم BTN3A3، بالإضافة إلى السمات الجينية الأخرى المعروفة بأهميتها في مجال انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ”.
لكن العلماء قالوا إنه ما تزال هناك فجوات في المعرفة العلمية تجعل من الصعب التنبؤ بأي من فيروسات إنفلونزا الطيور قد ينتقل إلى البشر ومتى، لكنهم أضافوا أن عملهم على BTN3A3 يمكن أن يوفر نقطة انطلاق.
المصدر: إندبندنت