عربي و دولي

مسؤول يوناني يوثّق الانتهاكات الإسرائيلية في غزة التي تندرج ضمن جرائم الحرب

نشر وزير المالية اليوناني السابق، يانيس فاروفاكيس، قائمة بـ”جرائم الحرب والجرائم التي ترقى إلى مرتبة الإبادة الجماعية”، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ بدء التصعيد في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وذكر الوزير اليوناني أنّ “المدافعين عن القصف الإسرائيلي والهجوم على غزة طلبوا منّي تقديم قائمة مفصّلة بجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر”.

وأضاف أنّه “ليس هناك شك في أنّ إسرائيل تستثمر في جرائم الحرب لتحقيق تطهيرها العرقي في غزة، بينما تمارس في الوقت نفسه تكتيكات مماثلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة”.

وأشار إلى أنه بحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، المتعلق بالإبادة الجماعية، فإنّ المادة 6 (ج) تعرّفها بأنها “إخضاع جماعة عمداً لأحوال معيشية يقصد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً”، مؤكداً أنّ من مصاديق ذلك “فرض حصار كامل على قطاع غزة، وحرمان سكان غزة بشكل كامل من الكهرباء والغذاء والوقود، وتشديد الحصار القائم منذ 16 عاماً”.

كما ذكر أنه بحسب المادة 25 (3) (ج)، التي تنص على أنّ “لتسهيل ارتكاب مثل هذه الجريمة، يجب المساعدة أو التحريض أو المساعدة بطريقة أخرى في ارتكابها أو محاولة ارتكابها، بما في ذلك توفير الوسائل اللازمة لارتكابها ما يعرّض المتورّط إلى الإدانة، وفي هذا السياق فإنّ إسرائيل تزوّد المستوطنين الإسرائيليين بـ10 آلاف بندقية”.

كما أنه بحسب المادة 25 (3 – هـ)، يدان كل من يثبت تورّطه “بتحريض الآخرين بشكل مباشر وعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية”، ويندرج كلام وزير وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي قال فيه “نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف على هذا الأساس”، ضمن هذا التوصيف، وفق فاروفاكيس.

ويضيف فاروفاكيس أنّ “العديد من الممارسات الإسرائيلية تندرج أيضاً ضمن جرائم الحرب، والانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف لعام 1949 في أعمال القتل العمد”، فبحسب المادة 8 (2 – أ/ط) القتل العمد، “يعدّ استهداف إسرائيل لـمنزل عائلة شعبان، مما أدّى إلى مقتل أفرادها الستة، ووالدين وأطفالهما، جريمة حرب”، يؤكد السياسي اليوناني.

وبحسب المادة 8 (2 -أ – 2)، المتعلقة بالتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، فإنّ المعاناة النفسية الشديدة التي يتعرض لها الفلسطينيون، كل ليلة وبدون كهرباء، والخوف على حياتهم مع استمرار القصف، تندرج ضمنها.

كما أنّ المادة 8 (2 – أ) المتعلقة بالتسبب “عمداً في معاناة شديدة وإلحاق أضرار جسيمة بالجسم والصحة”، تشمل التأثير المشترك للحصار الجزئي والحصار الكامل لغزة والحرب على الصحة العقلية للأطفال، بحسب فاروفاكيس. ويؤكد أنّ “الأطفال الذين نجوا من الحروب لا يخرجون سالمين، ويمكن أن يدفعوا ثمناً باهظاً نفسياً أو عاطفياً أو سلوكياً”، بما في ذلك “أعراض القلق والاكتئاب والصدمات”.

كما يمكن أن تصل هذه الصدمات إلى حدّ “عدم الاهتمام بالحياة اليومية” و”التعرض للكوابيس بشكل متكرر”، بالإضافة إلى التبول في الفراش.

ويشير فاروفاكيس إلى أنّ “الواقع هو أن هذا الهجوم أكثر تدميراً بكثير من سابقه، حيث فاق عدد القتلى الفلسطينيين إلى الآن الـ2000 فلسطيني”.

ويضيف أنّ “المادة 8 (2 – أ – 4)، بشأن التدمير والاستيلاء على الممتلكات على نطاق واسع، الذي لا تبرره الضرورة العسكرية ويتم تنفيذه بشكل غير قانوني وتعسفي”، تنطبق على “الممارسات التي حصلت في الفترة من 7 إلى 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث دمرت الغارات الإسرائيلية آلاف الوحدات السكنية والممتلكات الخاصة والعامة”.

كما أنّ ما لا يقل عن “423,000 فلسطيني أجبروا على الفرار من منازلهم في غزة بسبب الضربات الإسرائيلية العشوائية المستمرة والمكثفة”، وبعد ذلك، في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أمرت إسرائيل بإجلاء 1,1 مليون فلسطيني في غزة، وهو ما ينطبق على مصاديق المادة 8 (2 – أ – 7) بشأن الترحيل أو النقل غير القانوني أو الحبس غير القانوني.

وبالإضافة إلى ذلك، تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي “توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية”، بحسب السياسي اليوناني.

ويضيف أنّ “عائلات بأكملها مستهدفة وتحت الأنقاض”، مستشهداً بـ”عائلة أبو دان التي كانت متحصنة في منزلها، في مخيم البريج وسط القطاع، وواصل الجميع فحص هواتفهم للتأكد من عدم وصول أيّ رسالة من الجيش الإسرائيلي تطلب منهم إخلاء منازلهم”، حيث لم تكن هناك “طلقة تحذيرية، ولا رسالة نصية، ولا شيء.. وفجأة سقطت قنبلة ثم اثنتين”.

ويتابع الوزير اليوناني، أنه بين منتصف نهار 11 ومنتصف نهار 12 تشرين الأول/أكتوبر، “نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات الغارات الجوية، فدمرت منزلين في بيت لاهيا تملكهما عائلتي نصير والبس، كما استهدفت مناطق سكنية في أحياء جباليا، التوام، العمودي، والكرامة”.

وفي إطار جرائم الحرب الإسرائيلية، قُتل ما لا يقلّ عن 12 موظفاً في الأونروا منذ بدء العدوان، كما وجّه الاحتلال ضربات ضد المباني المخصصة للعبادة (المساجد) أو التعليم أو الفن أو العلم أو الأغراض الخيرية والآثار التاريخية والمستشفيات وأماكن جمع المرضى والجرحى.

وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى توقف مستشفى بيت حانون عن العمل، وإلحاق أضرار بوحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء، كما استهدف بشكل مباشر سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني شمالي قطاع غزة، الأربعاء، ما أدى إلى استشهاد المسعفين خليل الشريف وياسر المصري وأحمد دحمان. وبالإضافة إلى كلّ ذلك، استخدمت “إسرائيل” الفسفور الأبيض بشكل شبه يومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى