عربي و دولي

رغم الاعتراضات.. مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ قريباً

ذكرت صحيفة “أساهي شيمبون” اليابانية، اليوم الإثنين، نقلاً عن مصادر حكومية لم تحددها، أن اليابان تخطط لبدء إطلاق المياه المشعة المعالجة، من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، في المحيط في أواخر آب/أغسطس الجاري.

وأضافت الصحيفة أن تصريف المياه، من المحطة التي دمرتها أمواج مد بحري عاتية، في آذار/مارس 2011، سيتم على الأرجح بعد وقت قصير من لقاء رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، مع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، إذ سيوضح لهما كيف سيكون “إطلاق المياه آمناً”.

وصرح هيروكازو ماتسونو، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، خلال إفادة للصحفيين، أنه “لم يتم تحديد موعد لتصريف المياه”.

ومنحت الجهة المنظمة للطاقة النووية في اليابان، الشهر الماضي الموافقة لشركة طوكيو إلكتريك باور، للبدء في تصريف المياه، التي تقول اليابان، والوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها “آمنة”، لكن الدول المجاورة تخشى أن تلوث الغذاء.

وقالت الصحيفة إنه من المقرر أن يبدأ الصيد بالشباك الجرافة في قاع البحر في فوكوشيما، بشمالي شرقي طوكيو في أيلول/سبتمبر القادم، وتهدف الحكومة إلى بدء تصريف المياه قبل بدء موسم الصيد.

وفي بداية العام الجاري منحت اليابان الإذن رسمياً، بإطلاق المياه الملوثة بالإشعاعات النووية من محطة فوكوشيما دايتشي النووية إلى المحيط الهادئ.

وتسببت أمواج تسونامي التي ضربت الشاطئ الياباني، عام 2011، في حدوث كارثة التلوث الإشعاعي النووي في محطة فوكوشيما للطاقة النووية، على الساحل الشرقي لليابان.

وأدّت كميات كبيرة من الإشعاعات النووية المنبعثة عن المحطة، نتيجة للحادث، إلى تلويث مياه المحيط، مما أدى إلى فرض منطقة حظر بحري، وإلحاق أضرار جسيمة بسمعة صناعة الصيد الإقليمية، والحديث عن تهديد للثروة السمكية في اليابان.

وتراكمت كميات هائلة من المياه الملوثة في الموقع منذ ذلك الحين، نتيجة الحاجة إلى استخدام المياه في تبريد المفاعلات المتضررة، وتلوث المياه الجوفية أثناء تسرّبها إلى الموقع، والتي كان لا بدّ من ضخها وتخزينها، فتمّ بناء أكثر من 1000 خزّان في الموقع لتخزين أكثر من مليون طن من المياه الملوثة بالإشعاعات.

وأعلنت اليابان، قبل عامين، أنّها تعتزم ضخ المياه العادمة من محطة فوكوشيما النووية إلى المحيط الهادئ، مما أثار جدلاً عالمياً رسمياً وشعبياً حول القرار، وتحركت حركة اعتراض شعبي في اليابان، بالإضافة إلى تحرك رسمي من رابطة الصيادين اليابانيين رفضاً للقرار الذي يضر بالثروة السمكية للبلاد، ويهدد صناعتها.

وأعربت الحكومة الأميركية، حينها، عن دعمها لعملية الضخ التي تبرمجها اليابان، مشيرةً إلى أنّ اليابان “درست الخيارات وعواقبها وكانت شفّافة في قرارها، واعتمدت على ما يبدو نهجاً يحترم معايير السلامة النووية المعترف بها عالمياً”.

وصرّح وزير خارجية كوريا الجنوبية، في ذلك الوقت، بأنّ بلاده تأسف بشدة لهذا القرار، الذي قد يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على سلامة الشعب والبيئة المحيطة، في المستقبل.

وكانت الصين قد أدانت عزم اليابان على التخلص من المياه العادمة في المحيط، ووصفت نهج اليابان في هذه المسألة بالغير مسؤول للغاية، وأنَّه سيضر بالصحة وبالسلامة العامة في العالم، وبمصالح الدول المجاورة الحيوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى